ازدياد احتيال التسوق عبر الإنترنت.. الشباب هم المستهدفون

يقوم المحتالون الذين يبحثون عن المال ومعلومات بطاقات الائتمان، باستغلال المزيد من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي خلال تصفحهم.

كانت جيسيكا لونغوريا تقلب المنشورات على تيك توك في نوفمبر، عندما شاهدت إعلاناً عن صناديق لترتيب الأحذية. وقال الإعلان إن الصناديق البلاستيكية الشفافة كانت معروضة للبيع لفترة محدودة، انتقلت جيسيكا إلى الموقع وطلبت 36 حزمة مقابل 45 دولاراً.

في أواخر كانون الأول (ديسمبر)، وصلت أخيراً حزمة من معلن الأحذية، وكانت تحتوي على كيس بلاستيكي كبير.

نشرت لونغوريا، خبيرة التجميل البالغة من العمر 30 عاماً في فريسنو بولاية كاليفورنيا، إحباطها على تيك توك، وزعم لاحقاً العديد من الأشخاص الآخرين على تيك توك، أنهم تعرضوا للخداع بواسطة نفس الإعلان. بشكل جماعي، تمت مشاهدة مقاطع الفيديو 32 مليون مرة.

وعثرت لونغوريا على عنوان بريد إلكتروني للاتصال على موقع البائع على الويب، في كانون الأول (ديسمبر)، ولكن لم يرد أحد على رسائلها. أرسلنا عدة رسائل بريد إلكتروني إلى نفس العنوان ولم يرد أحد. وعندما حاولنا مرارًا وتكرارًا زيارة نفس الموقع، بدا أنه غير متصل بالإنترنت.

وقال متحدث باسم تيك توك، إنه لم يعد يُسمح للبائع بالإعلان على المنصة.

وأضاف المتحدث باسم تيك توك: "لدينا قواعد واضحة حول الإعلان على تيك توك، وسنزيل المحتوى الذي ينتهك إرشادات مجتمعنا أو سياساتنا الإعلانية أو شروط الخدمة".

وقالت لجنة التجارة الفيدرالية، إن التسوق عبر الإنترنت هو أكثر أنواع الاحتيال شيوعاً، وغالباً ما تبدأ عمليات الاحتيال على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبلغت الخسائر المبلغ عنها من الاحتيال على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 1.2 مليار دولار في العام الماضي، ارتفاعاً من 42 مليون دولار في عام 2017. وبالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، تعد وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد بعيد، أكبر نقطة انطلاق للاحتيال: ما يقرب من 40% من خسائر الاحتيال، التي أبلغت عنها هذه الفئة العمرية في عام 2021 ظهرت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب لجنة التجارة الفيدرالية.

وقالت كريستين هالفورسن، المديرة الإدارية في "بروتيفيتي" (Protiviti)، وهي شركة استشارية للمخاطر والامتثال: "نشأ الجيل Z مع هاتف أو آيباد في أيديهم". "إنهم مرتاحون جداً لشراء الأشياء عبر الإنترنت، وهم واثقون جداً من ذلك."

وأصدرت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) في مارس أوامر لشركات الوسائط الاجتماعية الكبرى - بما في ذلك تيك توك و ميتا بلاتفورمز، الشركة الأم لـ فيسبوك وإنستغرام - للحصول على معلومات حول كيفية فحص المعلنين على مواقعهم. وقالت تيك توك وميتا إنهما يتعاونان مع FTC، وقالا إن الحماية الموجودة بالفعل تلتقط الغالبية العظمى من التهديدات.

وقال المتحدث باسم تيك توك إن الإعلانات تمر عبر مستويات متعددة من المراجعة البشرية والآلية، قبل الحصول على الموافقة.

وقالت متحدثة باسم ميتا: "نحن قادرون على منع نشر الكثير من الحسابات المزيفة على الإطلاق. وقادرون على إيقاف الكثير من عمليات الاحتيال ذات الدوافع المالية قبل أن يواجهها أي شخص على منصاتنا ".

صفقات صغيرة.. مخططات كبيرة

قالت لونغوريا إنها لم تسمع عن الشركة التي تعلن عن علب الأحذية، لكن إعلانات الفيديو كانت مقنعة، ثم تقدمت لونغوريا بشكوى إلى شركة أبل، لأنها دفعت ببطاقة "أبل" الخاصة بها، واستردت الـ45 دولاراً التي دفعتها.

وقالت إن التجربة علمتها أن تكون أكثر حذرا من الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: "سوف أتأكد مرة ثانية من أي نوع من الإعلانات على تيك توك، ما لم تكن من شركة فائقة الشهرة ومعتمدة".

ويعد مبلغ المال الذي يبلغ الشباب عن خسارته بسبب عمليات الاحتيال، أقل بكثير مما هو الحال بالنسبة لكبار السن، الذين هم أكثر عرضة للوقوع في عمليات الاحتيال عبر الهاتف، بما في ذلك الدعم التقني أو اليانصيب، أو الأشخاص الذين يتظاهرون بأنهم أصدقاء وأقارب.

وقالت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC)، إن متوسط خسارة الاحتيال الفردي، التي أبلغ عنها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاماً، كان 500 دولار في عام 2021، وبالنسبة للأشخاص الذين يبلغون من العمر 80 عاماً فما فوق، كان المبلغ 1500 دولار.

وفي حين أن المبالغ بالدولار ليست ضخمة، عادة ما يكون هناك مخطط أكبر قيد التنفيذ، كما يقول الخبراء، الذين يدرسون الاحتيال عبر الإنترنت.

قالت هالفورسن إن المحتالين الذين يضعون إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، عادة ما يكونون جزءاً من مؤسسة إجرامية منظمة، تركز بشكل أكبر على سرقة البيانات، بدلاً من جني الأموال من عمليات الشراء الصغيرة. وغالبًا ما يستخدم المحتالون معلومات بطاقات الائتمان الخاصة بالمتسوقين، لشراء بطاقات الهدايا أو العملات المشفرة، في أحيان أخرى يبيعون أرقام بطاقات ائتمان المستهلكين وأسماءهم وعناوينهم.

احذر من بازار الإنترنت

تعد الأسواق عبر الإنترنت مكانًا رئيسيًا لعمليات الاحتيال في التسوق، وفقاً للجنة التجارة الفيدرالية.

أرادت إيلي سلومان شراء جهاز بلاي ستيشن في ديسمبر، ووجدت جهاز PS4 Pro على "فيسبوك ماركت بليس" (Facebook Marketplace) مقابل 300 دولار، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشتري فيها شيئًا على الموقع، وقالت إن البائع طلب منها إجراء المعاملة، عبر تطبيق فيسبوك مسنجر، واستخدمت "ميتا باي" Meta Pay، نظام الدفع الخاص بشركة التواصل الاجتماعي، لإرسال الأموال، وتم ربط الدفع ببطاقة الخصم الخاصة بها.

قالت سلومان، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 20 عاماً في إحدى ضواحي أتلانتا: "بعد شرائها مباشرة، شعرت بأنني فعلت شيئاً غبياً".

تابعت ذلك ورأت أن البائع قد حظرها على فيسبوك - لم تتمكن من مراسلته. ووفقاً لسياسة حماية الشراء في فيسبوك، لا تتم تغطية عمليات الشراء المتنازع عليها، إذا أجرى المشترون معاملات من خلال "فيسبوك مسنجر"، أو خدمات المراسلة الأخرى، أو عمليات المحلية أو مواقع الجهات الخارجية. لطلب استرداد، يحتاج المشترون إلى شراء العنصر من خلال النقر على "الشراء الآن" في القائمة.

وقالت سلومان إنه كان من المفترض أن يشحن البائع وحدة التحكم في الألعاب إليها، لكنها لم تصل أبداً، وقالت إنها أبلغت فيسبوك وبنكها بالاحتيال، لكن لم تتم تغطية عملية الشراء، لأنها استخدمت بطاقة الخصم.

وقالت سلومان: "أبحث دائماً عن سياسة الإرجاع وسياسات حماية المشتري، عندما أشتري الأشياء عبر الإنترنت، لكنني لم أفعل ذلك هذه المرة".

طرق التسوق بأمان عبر الإنترنت

كن حذرًا في فيسبوك ماركت بليس

توفر ميتا صفحات مساعدة مع نصائح حول كيفية تجنب عمليات الاحتيال، وكيفية الشراء بطريقة مسؤولة وكيفية الإبلاغ عن البائعين.

استخدم غوغل للبحث عن الشركة أو المنتج

إذا كان البائع مخادعًا، فقد يكون قد أبلغ عنه الآخرون، ومن المحتمل أن تكون هناك مواقع على الإنترنت تنادي ذلك.

قم بزيارة موقع البائع

بدلاً من النقر على إعلان، افتح علامة تبويب جديدة وانتقل إلى موقع المعلن على الويب، وابحث عن سياسة الإرجاع وطرق الاتصال بالنشاط التجاري.

قراءة التعليقات

إذا تم إيقاف التعليقات الموجودة أسفل إعلان الوسائط الاجتماعية - كما كان الحال مع إعلان علب الأحذية - فهذه علامة حمراء.

تحقق من مراجعات المنتج

يقترح ديفيد ريتشاردسون، نائب الرئيس في شركة Lookout لأمن البيانات، البحث في أمازون وريديت عن أي شكاوى في مراجعات العملاء، وتذكر أن عدم وجود مراجعات سلبية يعد أيضًا علامة حمراء.

اسأل البائع لإبراز إثبات

بعد تعرضها للخداع على فيسبوك ماركت بليس، تعلمت سلومان خدعة: يمكنك أن تطلب من البائعين كتابة اسمك على الورق وتصويره بجوار العنصر، لإثبات أن لديهم ما يزعمون أنهم يبيعونه.