ارتفع النشاط التجاري في منطقة اليورو، متفوقًا على التوقعات خلال شهر مارس، ليقترب من عتبة النمو، بفضل انتعاش قطاع الخدمات، رغم تراجع قطاع التصنيع.

وصعد مؤشر مديري المشتريات المركب (PMI)، إلى 49.9 نقطة في مارس، مرتفعًا من 49.2 نقطة في فبراير.

ويقترب هذا الرقم بقليل من مستوى 50، الذي يفصل بين النمو والانكماش، حيث تجاوز التوقعات، التي كانت تشير إلى 49.7، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته وكالة رويتزر.

وسجل قطاع الخدمات انتعاشًا ملحوظًا، حيث وصل مؤشر مديري المشتريات للقطاع، إلى أعلى مستوى له في 9 أشهر عند 51.1 نقطة، مرتفعًا من 50.2 في الشهر السابق، وتجاوز هذا الرقم تقديرات الاستطلاع عند 50.5.

كما ارتفع مؤشر الأعمال الجديدة للخدمات أيضًا، حيث وصل إلى 50.5 نقطة، وهو أول ارتفاع منذ شهر يونيو الماضي.

وعلى العكس من ذلك، واجه قطاع التصنيع تراجعًا أكثر حدة، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات للقطاع، إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، عند 45.7 من 46.5 نقطة، وهو أقل بكثير من الزيادة المتوقعة إلى 47 نقطة. كما لم يتحسن مؤشر الإنتاج للمصانع، إلا بشكل هامشي إلى 46.8 من 46.6.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك هامبورغ التجاري، سايروس دي لا روبيا، "يجب اعتبار حقيقة أن مؤشر مديري المشتريات للخدمات، قد تحرك أكثر نحو منطقة التوسع عند 51.1 محققاً تطوراً إيجابياً، خصوصاً أنه يمثل ثاني شهر متتالٍ من النمو".

تراجع التضخم

وأظهرت بيانات المسح، الذي تجمعه ستاندرد آند بورز غلوبال، تراجع الضغوط التضخمية في منطقة اليورو هذا الشهر، حيث انخفضت المؤشرات التي تتبع تكاليف التشغيل الإجمالية والأسعار، التي تتقاضاها الشركات.

وانخفض مؤشر الأسعار التي تتقاضاها الشركات، إلى أدنى مستوى له في 4 أشهر عند 53.1 نقطة من 54.4.

ومن المرجح، أن يرحب البنك المركزي الأوروبي بهذه البيانات، حيث إن هناك تفاؤلا حذرا بتخفيض هذه التكاليف في وقت لاحق من العام، والمتوقع أن تبدأ التخفيضات في شهر يونيو.

ومع ذلك، انخفض مؤشر التوظيف إلى 46.6 من 47.1 نقطة، بحسب بيان ستاندرد آند بورز غلوبال.

وأوضحت وكالة التصنيف الائتماني، "بشكل عام، يشير الأداء المتباين في مختلف القطاعات، إلى انتعاش غير منتظم لاقتصاد منطقة اليورو، حيث توفر الخدمات بعض الانتعاش مقابل الرياح المعاكسة في قطاع التصنيع".