logo
اقتصاد

ظاهرة غير مسبوقة.. صيدليات فرنسا تعاني نقص الأدوية

ظاهرة غير مسبوقة.. صيدليات فرنسا تعاني نقص الأدوية
تاريخ النشر:13 مارس 2023, 04:15 م

تشهد الصيدليات الفرنسية ظاهرة غير مسبوقة إذ تعاني حالياً من عدم قدرتها على تلبية طلبات الناس من الأدوية وخصوصاً المضادات الحيوية مثل الأموكسيلين، أو حتى الباراسيتامول.

وبدأت الحكومة الفرنسية أخيراً تفكّر في التعامل مع أسباب مشكلة هذا النقص في القطاع الصحي بعدما بلغت المشكلة ذروتها العام الماضي.

ووفقاً للوكالة الوطنية لسلامة الأدوية وصل مخزون الأدوية عام 2022 إلى مستويات حرجة لاسيما بين صيف وخريف العام الماضي، بالتزامن مع 3 أوبئة هي الإنفلونزا، وكوفيد، والتهاب القصيبات.

 وفي منتصف أغسطس، كان 12.5% من الأدوية غير متوفرة، مقارنة بـ 6.5% في شهر يناير، وفقاً لبيانات شركات الأدوية.

وفي الأيام الأخيرة، عانت الصيدليات من نقص في أقراص بلكورتيزون، كما لا يزال توفير الأموكسيلين صعباً.

لكن البعض يعتبر أن قدوم الربيع سيخفف من المشكلة، لا سيما أن المختبرات في طريقها لتأمين مخزونها مجدداً.

وتفاقمت ظاهرة نقص الأدوية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وفي عام 2020، تم الإبلاغ عن نقص في الأدوية أكثر بثلاث مرات من عام 2018.

ناقوس الخطر

وكان كوفيد قد دق ناقوس الخطر وتسبّب بصدمة  في الرأي العام إثر نقص منتجات التخدير في العناية المركزة. وأثرت هذه التوترات على العلاجات اليومية وباتت الأدوية للجهاز العصبي (باركنسون، والصرع، وما إلى ذلك) وتلك الخاصة بجهاز القلب والأوعية الدموية تعاني من النقص الأكبر.

وإلى ذلك، طال أمد نقص الأدوية وتسبب بعواقب وخيمة لبعض المرضى.

وفي سبتمبر 2020، حذرت دراسة أجرتها رابطة مكافحة السرطان، من فقدان الفرص للمرضى المتأثرين بهذا النقص على الرغم من وجود علاجات بديلة.

الطلب العالمي

واعتبر فيليب لامورو، المدير العام لشركة "ليم" أن الأسباب الجذرية لهذا النقص معروفة، حيث يزداد الطلب العالمي على الأدوية سنوياً 6% بسبب تطوير أنظمة الحماية الاجتماعية في البلدان الناشئة.

 وبيّن أن سلاسل إنتاج العقاقير ذات الهوامش المنخفضة، واجهت ضغوطاً عديدة، وفي العام الماضي تفاقم النقص مع الظهور المبكر لالتهاب القصيبات، ووباء الأنفلونزا الأكثر حدة، إلى جانب انخفاض الدفاعات المناعية بعد عامين من ارتداء القناع بسب كورونا.

كما تطرق إلى أسباب أخرى تتمثّل بتجزئة سلسلة إنتاج الأدوية على المستوى العالمي، بدءا بالمكونات النشطة ووصولاً إلى التعبئة والتغليف.

وبعد التسعينات، نقلت معظم شركات الأدوية إنتاج المكونات النشطة إلى بلدان منخفضة التكلفة لتوفير المال والتركيز على البحث عن الأدوية المبتكرة.

واحتلت الهند والصين زمام المبادرة بأكثر من ثلثي الإنتاج العالمي. فأصبح إنتاج 80% من الأنسولين و60% من الباراسيتامول يتم في آسيا، حيث كان عدد الموردين ينخفض في بعض الأحيان. وفي ما يتعلّق بأدوية السرطان ، كان إنتاج 35 جزءاً أساسياً لهذا المرض يتم بواسطة ثلاث شركات صينية.

وعندما كان الطلب يزداد فجأة، كان ذلك يؤدي إلى اضطرابات في سلسلة التوريد. وكانت الأزمة الصحية مثالاً على ذلك، بعد أن تسبّبت بإغلاق المصانع التي كافحت بعد ذلك في العمل مجدداً.

كما ما أدت الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع بسبب الصعوبات في توريد المواد الخام وارتفاع تكاليف الإنتاج (25% - 30%). وعلى سبيل المثال، فقدت الزجاجات التي كانت تُستخدم بشكل خاص لإعادة تعبئة الأموكسيسيلين.

 وفي مواجهة حجم النقص الذي تعاني منه جميع الدول الغربية، اتخذ الموضوع منعطفاً سياسياً في فرنسا تبلور في الأسعار، حيث كانت معظم الأدوية التي تأثرت بالأزمة، قديمة وتباع مقابل حفنة من اليوروهات.

الأسعار المنخفضة

وكانت هذه الظاهرة غير مسبوقة وتضافرت جهود جميع الفاعلين الاقتصاديين للتنديد بالصلة بين الأسعار المنخفضة للغاية ونقص الأدوية.

وقال لامورو: "لدينا حاليا أسعار منخفضة جداً في فرنسا،  فهي أرخص بـ33% مما هي عليه في ألمانيا وأرخص بــ 18% من إيطاليا، وأشار إلى انخفاض الأسعار بنسبة  48.6%  للأشخاص المؤمّن عليهم صحياً.

وتراقب معظم الدول الأوروبية القرار الذي اتخذته  ألمانيا أخيراً ويتمثّل بزيادة أسعار أدوية الحمى والسعال بنسبة 50%.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC