تعرضت أسعار النفط الخام خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة إلى تقلبات عنيفة عقب انتهاء هدنة الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل دون تمديد، وفي غضون ذلك أشعل تجدد الاشتباكات وعودة القصف الإسرائيلي في غزة، أسعار النفط خوفًا من اتساع رقعة الصراع لتشمل أطراف جديدة.
مهب الريح
ويقف النفط الآن في منطقة وسط بين تحفيز الأسعار وكبح جماحها، حيث تصطدم الأسعار بتخفيضات أوبك+ التي جاءت دون التوقعات واعتمدت على الخفض الطوعي.
وفي المقابل يأتي تجدد الصراع في غزة ليثير المخاوف بشأن تعثر الإمدادات، جنبًا إلى جنب يأتي انخفاض الدولار كعامل إيجابي، إلا أنه يقابل بتباطؤ النمو الصيني كمؤثر سلبي على الأسعار جراء توقعات تراجع الطلب.
استأنفنا القتال ضد (حماس) في قطاع غزةالجيش الإسرائيلي
ما ذا يحدث؟
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات اليوم على تراجعات كبيرة بأكثر من 1 % مع إعلان أوبك+ عن تخفيضات طوعية لم ترتقِ لتوقعات الأسواق.
بيد أنه ومع انتهاء الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين حماس وإسرائيل، قلص النفط جانبًا كبيرًا من خسائره صباحًا.
اقرا أيضًا- أول صفقة خارج المنطقة.. الدار العقارية تشتري"لندن سكوير"
النفط الآن
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة تنخفض العقود الآجلة للنفط الأميركي بأقل من 0.1% عند مستويات قرب الـ76 دولارًا للبرميل بعد النزول إلى مستويات قرب الـ 75 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت ذاته قلص خام برنت القياسي من تراجعاته بعد النزول صباحًا قرب مستويات الـ 80 دولارًا للبرميل وصولا إلى مستويات 80.8 دولارًا للبرميل بتراجع 0.1%.
نهاية الهدنة
وانتهت في الساعة السابعة صباحا اليوم الجمعة الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحماس في غزة، بعدما لم يعلن أي من الجانبين عن اتفاق لتمديدها.
وسمحت الهدنة التي استمرت سبعة أيام، والتي بدأت في 24 نوفمبر وجرى تمديدها مرتين، بتبادل عشرات الرهائن المحتجزين في غزة بمئات السجناء الفلسطينيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي غضون ذلك قال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة إنه استأنف القتال ضد "حماس" في قطاع غزة، وزعم أن حماس خرقت شروط الهدنة وإطلاق النار باتجاه أراضي إسرائيل.
كل دولة من الأعضاء سوف تقوم بتحديد مستويات إنتاجها الجديدة كل على حدةأوبك+
ماذا حدث؟
بعد انتهاء اجتماع تحالف أوبك بلس، أمس الخميس، والتوصل إلى اتفاق بأن كل دولة من الأعضاء سوف تقوم بتحديد مستويات إنتاجها الجديدة كل على حدة، أعلنت كل من روسيا والكويت والجزائر وكازاخستان عن تخفيضات طوعية جديدة بإنتاجها، بعد إعلان السعودية عن تمديد خفضها الطوعية بواقع مليون برميل يوميا إلى نهاية مارس من العام المقبل.
وفي غضون ذلك قررت اللجنة الوزارية لتحالف أوبك بلس ضم البرازيل عضوا جديدا اعتبارا من يناير 2024.
اقرأ أيضًا- الإسرائيليون يتألمون.. الحرب تشعل تكلفة المعيشة
تخفيضات روسيا
وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن روسيا ستقوم بزيادة خفضها الطوعي لإمدادات النفط بمقدار 200 ألف برميل يوميا.
يأتي ذلك إضافة إلى التخفيضات الطوعية البالغة 300 ألف برميل يوميا، التي كانت قد أعلنت عنها سابقا، ليصل إجمالي التخفيضات من روسيا إلى نصف مليون برميل يوميا.
صادرات روسيا
وقال نوفاك: "صادرات روسيا لشهري مايو ويونيو 2023، سوف يتم النظر إليها كقيمة مرجعية يتم بناء عليها إجراء التخفيضات الحالية والمستقبلية".
وأضاف نوفاك أن روسيا ستستمر بخفض صادراتها من النفط المعلن عنها سابقا، وذلك بواقع 300 ألف برميل يوميا لخام النفط، وبمقدار 200 ألف برميل يوميا من منتجات النفط المكررة.
وتابع نوفاك: "روسيا ستستمر بالعمل وفقا لتلك الإجراءات الجديدة التي ستظل سارية حتى نهاية الربع الأول من عام 2024 على الأقل، التي تم تنسيقها مع أعضاء أوبك+ الآخرين".
روسيا ستقوم بزيادة خفضها الطوعي لإمدادات النفط بمقدار 200 ألف برميل يومياألكسندر نوفاك
تخفيضات أخرى
وفي غضون ذلك أعلنت الكويت أنها ستخفض إنتاج النفط لديها أيضا بمقدار 135 ألف برميل يوميا، كما قررت كازاخستان خفض إنتاج النفط بواقع 82 ألف برميل يوميا.
وفي الوقت ذاته قررت الجزائر بأنها ستقوم بخفض إنتاجها من النفط بمقدار 51 ألف برميل يوميا.
اقرأ أيضًا- ثمار بريكس.. السيادي السعودي يتوسع في البرازيل
اجتماع أوبك+
وعقدت اللجنة الوزارية المشتركة لمنظمة الدول المنتجة للنفط وحلفائها (أوبك+) اجتماعها الشهري، أمس الخميس.
وانتهى الاجتماع بإعلان أوبك+ أنها قد قررت عدم اتخاذ أي قرار بمزيد من الخفض هذا الاجتماع، وتركت الخيار للدول الأعضاء، وتقرر أن يكون اجتماع أوبك+ المقبل بشهر يونيو.
وأوضح بيان أوبك+ أن كل دولة من أعضاء التحالف سوف تقوم بالإعلان عن الخفض الخاص بها، الذي سيكون طوعيا ولن تخضع له جميع الدول.
وتواردت أنباء أن كل من نيجيريا وأنجولا قد عارضتا الاستمرار بتخفيضات يونيو الماضي البالغة 1 مليون برميل يوميا.
قرار سعودي
وأعلنت وزارة الطاقة السعودية، أمس الخميس، أنها قد قررت تمديد تخفيضها الطوعي لإنتاج النفط لديها بمقدار مليون برميل يوميا، حتى نهاية شهر مارس 2024.
ووفقا للبيان وزارة الطاقة السعودية فإن إجمالي إنتاج المملكة العربية السعودية سيبلغ نحو 9 ملايين برميل يوميا، بنهاية النصف الأول من العام المقبل.
قررنا تمديد تخفيضها الطوعي لإنتاج النفط لديها بمقدار مليون برميل يوميا حتى نهاية شهر مارس 2024الطاقة السعودية
رياح سلبية
وبنهاية تعاملات أمس الخميس تراجعت أسعار النفط، بأكثر من 2% مع انتهاء اجتماع تحالف أوبك+ دون إعلان تخفيضات رسمية.
وفي الوقت ذاته أقرت بعض دول تحالف أوبك+، بقيادة السعودية وروسيا، تخفيضات طوعية إضافية بإجمالي يقارب 2.2 مليون برميل يوميًا بدءًا من يناير 2024 إلى نهاية مارس 2024.
وجاءت تلك التخفيضات بهدف دعم استقرار السوق، مع احتساب هذه التخفيضات من مستويات الإنتاج لعام 2024.
تباطؤ صيني
وفي الوقت ذاته جاءت بيانات التصنع الصيني لتكشف عن مزيد من التباطؤ وفقان الزخم لثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
ويأتي ذلك وسط بيانات أضعف من المتوقع للمصانع الصينية تسلط الضوء على تباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
