استفاد المغرب من ارتفاع الطلب العالمي على الأسمدة، وسجل عائدات قياسية من صادرات الفوسفات للعام الثاني على التوالي، حيث صعدت صادرات الفوسفات حتى أواخر سبتمبر الماضي بنسبة 66.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بقيمة تفوق 91 مليار درهم (8 مليارات دولار).
وأوضح مكتب الصرف الحكومي في تقرير له اليوم الأحد، أن المغرب يمتلك أكبر احتياطي عالمي من الفوسفات والذي يقدر بنحو 70% من احتياطي الفوسفات العالمي، وهو أول منتج للخام في إفريقيا والثاني في العالم بعد الصين، حيث تمثل حصة المغرب من السوق الدولية حوالي 31%، بحسب "المجمع الشريف للفوسفات" الذي يحتكر استغلاله وتصنيعه.
ويتوقع أن يرتفع رقم أعمال المجمع نهاية العام بنسبة 56% مقارنة مع العام الماضي، ليصل إلى أكثر من 131 مليار درهم (نحو 12 مليار دولار)، بعدما سجل ارتفاعا نسبته 50% بين 2020 و2021.
ويراهن المغرب على الاستفادة من احتياطيه الضخم لزيادة إنتاجه من الأسمدة، فقد رفع المجمع طاقته الإنتاجية من 3.4 ملايين طن في 2008 إلى 12 مليون العام الماضي، ويتوقع أن تبلغ 15 مليون طن عند نهاية العام 2023.
وأعلن الديوان الملكي في بيان السبت عن مخطط استثماري يطمح إلى "الرفع من قدرات إنتاج الأسمدة مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني قبل سنة 2040"، ويهدف هذا البرنامج الذي خصص له نحو 12 مليار دولار، إلى تزويد جميع المنشآت الصناعية للمجمع بالطاقة الخضراء في أفق العام 2027.
ويستغل المجمع 4 مناجم، يمثل أحدها في الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، نحو 8% من مجموع الإنتاج.
وبموازاة طموحه إلى رفع إنتاج الأسمدة، كثف المجمع حضوره الدولي في الأعوام الأخيرة وخصوصا في إفريقيا، حيث يملك فروعا في 16 بلدا، بينها مشروع لإنشاء مصنع للأسمدة في نيجيريا افتتح مؤخرا، وآخر أعلن عن اتفاق لإنشائه في إثيوبيا في سبتمبر، كما أعلن مؤخرا أنه سيخصص العام المقبل 4 ملايين طن من الأسمدة "لدعم الأمن الغذائي في إفريقيا"، بعدما أرسل نحو 500 ألف طن إلى دول إفريقية هذا العام إما مجانا أو بأسعار مفضلة.