وقالت مجموعة علي بابا، أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الصين، إنها حققت نموًا لافتًا في مبيعات "يوم العُزاب" لهذا العام يعادل نمو عام كامل، في حين أعلنت منافستها "جيه دي.كوم" أن أحجام المبيعات لديها سجلت مستوى قياسياً.
وفي الوقت نفسه، أشارت تقديرات مزود البيانات "سينتون" إلى ارتفاع إجمالي حجم التجارة التراكمي عبر منصات التجارة الإلكترونية الرئيسة 2.08% إلى 1.14 تريليون يوان (156.40 مليار دولار) مقارنة بنمو قدره 2.9% في العام الماضي، ولكن يبقى التساؤل: ما مدى نشاط هذا القطاع في الدول العربية، في ظل الحاجة الملحة له خلال المرحلة المقبلة؟
تعليقًا على ذلك، قال الباحث والمحلل الاقتصادي، الدكتور كريم العمدة، إن "التجارة الإلكترونية باتت تحمل أهمية كبيرة في العالم جرّاء الاعتماد عليها بصورة كبيرة مع بزوغ الذكاء الاصطناعي، والظهور الكبير للتكنولوجيا وهيمنتها على كل مجالات الحياة".
وأضاف، في تصريح لـ"إرم اقتصادية"، أن "التجارة عبر الإنترنت شهدت رواجًا كبيرًا سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، إلا أن الدول العربية لم تحقق المستوى المطلوب، ولكن بعض الدول نجحت في اتخاذ خطوات متقدمة في هذا المجال، على غرار الإمارات".
وأوضح أن دولًا أخرى لا تزال متأخرة إلى حد كبير، بسبب العديد من التحديات، أبرزها عمليات النصب والاحتيال عبر الإنترنت، بالإضافة إلى غياب الثقة في جودة المنتجات، ما يُسهم في قلة الإقبال عليها.
واستطرد أن الاعتماد على التجارة الإلكترونية يبقى ضروريًّا في المرحلة المقبلة جراء التغيير الكبير في المشهد العالمي، موضحًا أن عددًا من الوظائف سوف ينتهي تمامًا خلال سنوات معدودة.
من جانبها، قالت أستاذ الاقتصاد والطاقة، الدكتورة وفاء علي، إن "التجارة الإلكترونية أدَّت دورًا مهمًا في أزمة جائحة كورونا، حيث برهنت على أنها أداة فعالة للتواصل التجاري بين مختلف دول العالم، وأدّى ذلك إلى زيادة الاهتمام بالتجارة عبر الإنترنت، باعتبارها عنصرًا أساسًا في التحول الهيكلي للتجارة العالمية".
يرى مستشار التحول الرقمي والابتكار، الدكتور أشرف صلاح الدين، أن "قطاع التجارة الإلكترونية يواجه العديد من التحديات، أبرزها الأمان الإلكتروني. حيث يخشى المستخدمون من سرقة بياناتهم المالية، بالإضافة إلى أن مقدمي السلع والخدمات عليهم أيضًا ضمان أمان بياناتهم".
وأشار، في تصريح لـ"إرم اقتصادية"، إلى أن "عامل المصداقية هو أحد التحديات التي تواجه قطاع التجارة الإلكترونية، حيث يخشى المستخدمون من عدم مطابقة جودة المنتجات للمواصفات المعلنة، ويرغبون في معرفة سياسة الاسترجاع، حال عدم رضاهم عن المنتج".
ويلفت صلاح الدين إلى أن هناك العديد من التجارب الناجحة في مجال التجارة الإلكترونية في الدول العربية، مثل شركة أمازون التي استطاعت تحقيق نجاح كبير في الأسواق العربية، بالإضافة إلى ذلك، هناك منصات أخرى نجحت في الترويج للتجارة عبر الإنترنت من خلال البيع والشراء عن طريق وسطاء يروجون لمنتجات معينة، ثم تتولى الشركة خدمة التوصيل، ويحصل الوسطاء على نسبة من الربح.
وشدد على "أهمية أن يكون مقدمو السلع والخدمات معروفين بأماكن معينة، ولديهم سجل ضريبي، حتى يمكن الوصول إليهم، حال وجود أي مشكلة، وبالتالي حماية العملاء من أي عمليات نصب محتملة".
وأوضح الباحث، في تصريحات لـ"إرم اقتصادية"، أن "العالم شهد خلال العقد الماضي نموًا كبيرًا في قطاع التجارة الإلكترونية، ما أدّى إلى تغيير كبير في السلوك الشرائي للمواطنين في مختلف الدول العربية".
وأشار إلى أن "هذا النمو أدّى إلى انتشار التجارة الإلكترونية على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وجعلها أكثر نشاطًا من أي وقت مضى".