وقد خسرت الشركة المالكة لـFacebook وWhatsApp وInstagram، ما قيمته 47 مليار دولار عن قسمها للواقع المعزز منذ بداية 2019.
كما أعلنت المجموعة تسريح 13% من موظفيها حول العالم، وتعني هذه النسبة أن 11 ألفا من إجمالي 87 ألف موظف في مجموعة ميتا فقدوا وظائفهم.
ويتوقع زوكربيرغ الاستمرار في هذا الاتجاه مع تقديرات بخسائر تشغيلية خلال العام المقبل 2024.
وكانت خسائر "ميتا" التشغيلية قد ارتفعت بشكل كبير بسبب "ميتافيرس" حيث بلغت 5 مليارات دولار خلال 2019، ثم 10 مليارات دولار خلال 2021، ثم 14 مليار دولار خلال العام الماضي، فيما بلغت الخسائر التشغيلية خلال أول 9 أشهر من العام الجاري لميتافيرس حوالي 11 مليار دولار.
وذكرت الشركة أن سبب الخسائر المتتالية لوحدة "ميتافيرس" هو توجيه الاستثمارات بشكل مكثف نحو البحث والتطوير على المدى الطويل، وذلك لضمان الخروج بمنتجات ترضي المشتركين وهو ما لن يتحقق بشكل كامل إلا خلال العقد المقبل.
وقد تخطت خسائر "ميتا" الضخمة قيمة شركات تاريخية عملاقة، ومنها على سبيل المثال شركة "كرافت هاينز" البالغة قيمتها حوالي 40 مليار دولار، وأيضا تجاوزت القيمة السوقية لشركة "فورد" البالغة 39.8 مليار دولار.
ورغم تلك الخسائر على مدى أقل من خمس سنوات، إلا أن شركة "ميتا" حققت إيرادات بلغت قيمتها 34 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الجاري، وهو ما خالف توقعات الخبراء والمحللين البالغة 33.5 مليار دولار.
ويرى المهندس محمود عبدالغفار، الخبير التكنولوجي، أن شركة "ميتا" تجابه منافسة شرسة، رغم تربعها على عرش مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن السوق أصبح يشهد عددا كبيرا من منصات التواصل الاجتماعي و"ميتا" تحاول جاهدة جذب أكبر عدد من المشتركين لمنصاتها، حيث تستهدف فيسبوك وواتس وإنستغرام فئات معينة من الناس، كما عملت على إدخال تطورات تقنية جديدة لمنصاتها مثل خاصية Reels، التي تستهدف من خلالها منافسة تيك توك وخاصية Stories، التي تستهدف من خلالها منافسة "سناب شات".
ويقول عبدالغفار لـ"إرم الاقتصادية": إن الحرب في سوق التكنولوجيا هي حرب أفكار بالأساس، موضحا أن مارك زوكربيرغ يحب تقليد الأفكار، والاستحواذ عليها من الآخرين وتطبيقها في شركته، وهو ما حدث عندما أطلق تطبيق "ثريدز" المطابق تقريبا للتطبيق المنافس، معتمدا في ذلك على قاعدة مستخدمي "إنستغرام" الضخمة إلا أنه فيما بعد خسر نصف المشتركين على تطبيق "ثريدز" في أقل من ٤ أشهر، بسبب عدم الإعداد الجيد للتطبيق ووجود نواقص كثيرة في التطبيق شعر بها المستخدمون.
من جانبه، يقول المهندس محمد أبوالوفا، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن شركة "ميتا" تستطيع تعويض خسائرها من خلال استثمار تطورها المحلوظ في استخدام نظام الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي سيعود على المستخدمين بفوائد كبيرة مثل تجاوز كثرة الأعطال التي نشهدها من وقت لآخر، ومن ثم توسيع قاعدة المشتركين، الأمر الذي سيعقبه تعويض الخسائر الحالية.
وأضاف أبوالوفا لـ"إرم الاقتصادية" أن الشركة تعمل حاليا على تطوير معالجات للفيديو بنظام الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تقليل الحرارة الناتجة من الأجهزة، ورغم أن هذا الأمر مكلف جدًا للشركة، إلا أنه سيعود على المستخدمين بنتائج أفضل.
وأكد خبير تكنولوجيا المعلومات أن الذكاء الاصطناعي هو أساس المستقبل، مناشدًا أصحاب الشركات توظيفه في شركاتهم من أجل مواكبة العصر.