وبعد 20 سنة على تأسيسها، تظل مجموعة مارك زوكربيرغ، رغم الأزمات المتكررة والتهديد من صعود اللاعبين الجدد مثل "تيك توك"، بطلة العالم في وسائل التواصل الاجتماعي، وتستمر في توسيع شبكتها.
وولدت شبكة فيسبوك في حرم جامعة هارفارد الأميركية في الرابع من شهر شباط عام 2004. وكان مؤسسها مارك زوكربيرغ، وهو مهندس موهوب يبلغ من العمر 19 عاماً، يقوم ببرمجة الموقع في غرفته الجامعية بمساعدة ثلاثة من أصدقائه، معتبراَ أن فيسبوك دليل على الإنترنت يربط بين الأفراد في الجامعات.
وبعد 20 عاماً، أصبحت مجموعة "ميتا" إمبراطورية حقيقية لوسائل التواصل الاجتماعي تجمع 4 مليارات شخص حول العالم من خلال منصاتها المختلفة "فيسبوك" و"ميسنجر" و"انستغرام" و"واتساب" و"استريدس"، وفي عام 2022، حققت "ميتا" أكثر من 116 مليار دولار.
وفيسبوك ليست الشبكة الاجتماعية الأولى التي رأت النور. فقبل 7 سنوات من إطلاقها، أدت شبكة "سيكس ديغريز" دور الرائد في هذا المجال ولكنها أخفقت في منافسة فيسبوك.
واستوحى زوكربيرغ الشاب إلهامه من "نابستر"، الشركة الرائدة في تبادل الملفات الموسيقية من نظير إلى نظير، ومن "ماي سبييس"، إحدى أوائل الشبكات الاجتماعية.
ويشدد هذا المهندس الشاب على أن فيسبوك يجب أن تكون "أداة يمكن لكل فرد أن يعبّر من خلالها عما يريد تسليط الضوء عليه" وقد نجح في مهمته. وبعد خمسة أيام من إنشائها، اعتمدها 950 طالباً ، وبعد شهرين أصبح هذا العدد 30 ألفاً.
وقبل التخرج، غادر الطالب الذي كان يتخصص في مجالي الكمبيوتر وعلم النفس الجامعة متجها إلى مدينة بالو ألتو المشمسة. ولم يكن لديه فكرة واضحة عن نموذج عمله ولم يأخذه أحد على محمل الجد حقاً. ولكن ذلك لم يمنعه من أن يذهب بعيدا بأفكاره.
وكتب جوليان لو بوت في كتابه بعنوان "ما في رأس مارك زوكربيرغ" أنه أراد أن يجعل العالم أكثر انفتاحاً وأكثر ارتباطاً، وأضاف أن القوة الدافعة لهذا الشاب المفتون بالقرصنة الالكترونية، كانت "تتمثل بأنه يريد تجاوز الجميع ودفع حدود الحوسبة".
وللاحتفاظ بمستخدميه، اخترع الرئيس الشاب موجز الأخبار المدعوم بمنشورات الأصدقاء، والذي يحول الموقع إلى منصة حقيقية من خلال سحر الخوارزمية الخاصة به.
وذكر جوليان لوبوت، أن زوكيربيرغ رفض ما حاولت "ياهو" أن تقدمه له لتجذبه، وقال: "لقد كانت لديه رؤية واسعة النطاق في وقت مبكر جداّ، وقد نجح بإنشاء شبكة اجتماعية في أيدي المستخدمين أصبحت قيد الاستخدام بسرعة كبيرة".
وفي عام 2008، عندما كان لدى الشركة 100 مليون مستخدم، استعان بخدمات شيريل ساندبرج، الموظفة السابقة في غوغل. وفي ذلك الوقت، كانت الشبكة الاجتماعية تكافح للانتقال من وضع شركة صغيرة ناشئة إلى وضع شركة حقيقية. وأدت شيريل عندما كان عمرها 38 عاما، دور ذراعه اليمنى والشخص البالغ على متن سفينة فيسبوك.
واستناداً إلى تجربتها في شركة غوغل، حيث أشرفت على مبيعات وكالات الإعلان، استوردت مفهوم استغلال البيانات.
وتحولت فيسبوك إلى ماكينة نقد حقيقية دون المساس بالوعد الأساسي، وفقا لجوليان لو بوت الذي قال: "لقد نجح زوكيربيرغ بإقناع المستخدمين بأسطورة كون فيسبوك مجانيًة". وفي أربعة عشر عاماً، ارتفعت إيرادات ميتا من 272 مليون دولار إلى 118 مليار دولار.
وقصة النجاح هذه تتواصل..