فتنازلت شركة أبل عن مكانتها كأكبر قيمة سوقية في الولايات المتحدة، لصالح شركة "مايكروسوفت"، بعد أن انخفض تقييمها إلى أقل من 3000 مليار دولار، ولكنها سجلت في الربع الأخير من العام 2023، نمواً في حجم مبيعاتها.
ولا يزال هذا الربع هو الأقوى بالنسبة لشركة "أبل"، وذلك بسبب التسوق أثناء العطلات، حيث ارتفعت الإيرادات الفصلية الهائلة للشركة بنسبة 2.1%، إلى ما يقرب من 120 مليار دولار.
وللمقارنة، يساوي هذا المبلغ ضعف ما حققته شركة مايكروسوفت في الفترة المماثلة.
وبذلك، ارتفع صافي أرباح أبل، بنسبة 13%، ووصل إلى 34 مليار دولار مقارنة ب 22 مليار دولار لمايكروسوفت.
ولا شك في أن هذا الأداء لأبل يعتبر أكثر من مشرف، وتجاوز توقعات المحللين.
ويشبه أداء شركة أبل على نحو متزايد أداء العملاق الناضج مايكروسوفت، مع أن أبل تبيع خدماتها ومنتجاتها في المقام الأول لعامة الناس، في حين أن شركة مايكروسوفت متواجدة في كل من أسواق الأعمال والأسواق الاستهلاكية الكبيرة، وهي واحدة من الشركات العملاقة، التي يمكنها الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، لا أحد يريد التقليل من قدرة أبل على الابتكار في هذا المجال الجديد، لا سيما بسبب الموارد المالية الهائلة المتاحة للشركة، ولكن في الوقت الحالي تبدو مايكروسوفت وغوغل وإنفيديا وتسلا وأمازون، هي أكثر تقدما من أبل في تكامل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها.
الصين
وتمثل خسائر سوق أبل في الصين، والمنطقة التي تضم تايوان وهونغ كونغ، سبباً آخر للقلق، بعد أن انخفضت مبيعاتها بنسبة 13% إلى 21 مليار دولار، وتجاوز هذا الانخفاض توقعات وول ستريت.
وكانت التخفيضات التي أُعلن عنها في الأسابيع الأخيرة في الصين على طرازات آيفون الجديدة، تهدد من تآكل مكانة أبل المهيمنة في هذا السوق المهم، والثالث بعد أمريكا الشمالية وأوروبا.
وتعاني الشركة الواقعة في كاليفورنيا من صعود شركة هواوي، العملاق الصيني الذي أصبح الآن شديد التنافسية، في مجال الهواتف الذكية المتطورة. وتعاني شركة أبل مثل غيرها، من الحظر الذي فرضته سلطات بكين على موظفي الخدمة المدنية، من استخدام الهواتف الذكية الأجنبية في العمل.
ولكن نقاط قوة أبل لا تزال موجودة ولا يزال لوكا مايستري، المدير المالي للمجموعة، يذكرها، كما أن الهوامش الإجمالية للشركة لا تزال في الارتفاع، لتصل إلى أكثر من 46%.
ويستمر النشاط المهيمن لشركة أبل، وهو بيع أجهزة "آي فون" في النمو بنسبة 6% ليمثل عمليا 70 مليار دولار.
ويأخذ هذا القياس بالاعتبار بالإضافة إلى "آي فون"، جميع منتجات العلامة التجارية، كالأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، والتي يمكن استخدامها للوصول إلى خدمات "آبل" ، مثل تنزيل الموسيقى والأفلام والمسلسلات وتخزين البيانات والمدفوعات الرقمية والإعلانات.
ومن جهته، حقق قسم "الخدمات"، حيث تكون الهوامش هي الأعلى، نمواً بنسبة 11% ليتجاوز حجم مبيعاته الفصلية البالغة 23 مليار دولار. ومع ذلك، لا تزال "أبل" دون آمال وول ستريت، حيث لا يزال المساهمون غير راضين. يتوقع لوكا مايستري نموًا مكافئًا في الخدمات ومبيعات "آي فون" ومطابقا لتلك التي تحققت في الربع الأول من عام 2023، لكن تم تعديل هذه التوقعات بخفضها بمقدار 5 مليارات دولار. ويأخذ هذا التعديل في الاعتبار التأخير في تسويق "آي فون" كما حدث العام الماضي، بسبب مشكلات العرض .