بارونز
بارونزشعار ماكدونالدز - رويترز

تداعيات الحرب تضرب أرباح الوجبات السريعة

انعكست تداعيات الحرب الجارية بين غزة وإسرائيل على أرباح شركات الوجبات السريعة وسط حملة مقاطعة لتجنب العلامات التجارية الأميركية، بسبب الغضب من الدعم الأميركي لإسرائيل، وعدم اتخاذ موقف لوقف العمل العسكري في غزة.

وفي الوقت نفسه يراقب الكثيرون ما إذا كانت الشركات نفسها ستتخذ موقفاً بشأن الحرب، وعلى الرغم من ذلك فإن الشرق الأوسط لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من مبيعات أكبر الوجبات السريعة.

ففي ماكدونالدز على سبيل المثال، يشكل الشرق الأوسط ما يقارب 1% من مبيعاتها العالمية، وفقاً لبيانات الشركات.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الشركات الأميركية تتعرض للهجوم، على الرغم من أن معظم العلامات التجارية الاستهلاكية حاولت الابتعاد عن أي ميول سياسية إلا أن التصرفات التي لاحظها المستهلكون والتي تشير إلى إنحياز تلك الشركات أو عدم انحيازها، أثارت انتقادات ودعوات للمقاطعة من أنصار كلا الجانبين.

وفي أكتوبر الماضي، قالت شركة ماكدونالدز في إسرائيل، إنها ستقدم وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين خلال الصراع.

وأثارت هذه الخطوة غضب العديد من المستهلكين المؤيدين لفلسطين، حتى عندما أدان أصحاب امتيازات ماكدونالدز في الدول الأخرى هذا الإجراء.

وقالت الشركة إن نموذج امتياز ماكدونالدز يعني أن مطاعمها في العديد من الأسواق العالمية، بما في ذلك الشرق الأوسط، مملوكة بنحو مستقل، ويديرها شركاء محليون، وأن استجابتهم وموقفهم من الحرب لاتعكس الموقف الرسمي للشركة.

ولم تصدر ماكدونالدز أي بيانات داعمة لإسرائيل أو دعم لاستمرار الحرب في غزة، وفي رسالة عام في يناير، كتب الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز كريس كيمبكزيكسي، أن رد الفعل العنيف والمعلومات المضللة المرتبطة بها مثبطة للهمم ولا أساس لها من الصحة.

وبالمثل بعد أن قام مشغل بيتزاهت في إسرائيل بنشر منشور على موقع انستغرام يظهر جنديين يحملان أكواماً من علب البيتزا من السلسلة في يناير، بدأت الدعوة للمقاطعة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من أن ستاربكس لا تمتلك أي متاجر في إسرائيل أو فلسطين، حيث تتمركز في مواقع أخرى في الشرق الأوسط، إلا أن اتحاد عمال ستار بكس والذي يمثل الآلاف من عمال الشركة، نشر في أكتوبر منشوراً مؤيداً لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى ظهور مزاعم بمعادة السامية ودعم الإرهاب.

وكتب النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا راندي فاين في تغريدة على تويتر في أكتوبر "إذا ذهبت إلى ستاربكس فأنت تدعم قتل اليهود".

وللنأي بنفسها عن الموقف السياسي، رفعت ستاربكس دعوى قضائية ضد النقابة بسبب انتهاك علامتها التجارية.

إلا أن هذه الخطوة لم تؤد إلا إلى المزيد من ردود الفعل العنيفة ولكن هذه المرة من مؤيدي فلسطين الذين بدا لهم بأن الشركة تدعم الحرب في غزة.

وفي بيان صدر في ديسمبر الماضي، قالت ستاربكس إنها لا تتبنى أي أجندة سياسية، ولا توجه أرباحها لتمويل أي عمليات حكومية أو عسكرية.

تراجع الأرباح

وفي أحدث تقارير أرباحها، أبلغت العديد من شركات الوجبات السريعة عن تضرر أعمالها في الشرق الأوسط، إلا أن الضرر لا يزال يبدو ضئيلاً حتى الآن.

ويوم الأربعاء، أعلنت شركة يم الأميركية، الشركة الأم لكنتاكي أن مبيعات مطاعم كنتاكي في الشرق الأوسط وتركيا وشمال أفريقيا، شهدت انخفاضاً بنسبة 5% في الربع الرابع مقارنة بالعام الماضي.

وشهدت سلسلة بيتزاهت التابعة لشركة يم أيضاً، انخفاضاً في الإيرادات بنسبة 3% في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أشارت كل من ماكدونالدز وستاربكس إلى اضطرابات "ذات معنى" و"كبيرة" في مواقعها في الشرق الأوسط في تقارير الأرباح، على الرغم من أنهما لم تذكرا أرقامًا محددة.

وشكلت أسواق ماكدونالدز الدولية المرخصة 10% من إيرادات الشركة في عام 2022، وتقع حوالي 10% من تلك المطاعم في الشرق الأوسط، وتشكل 12% من مبيعات القطاع، وفقًا لإيداعات الشركة.

وهذا يعني أن شركة الوجبات السريعة العملاقة لديها مبيعات بنسبة 1% فقط في المنطقة.

ولا تقوم ستاربكس بتقسيم أرقام المبيعات حسب المنطقة، ولكنها تقول إن لديها ما يقرب من 2000 متجر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يديرها شركاء محليون مرخصون. وهذا أقل من 5% من إجمالي عدد متاجر عملاق القهوة.

وفي المتوسط، يحقق المتجر المرخص حوالي 15% من الإيرادات كمتجر تديره الشركة، وفقًا لملفات الشركة.

ولربما تكون شركة يام معرضة لأكبر خسارة، وبحلول نهاية العام الماضي بلغت مبيعات الشرق الأوسط 6% و4% من مطاعم كنتاكي وبيتزاهت على التوالي، وتشهد هذه الأسواق نمواً سريعاً.

وفي الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023، نمت إيرادات مطاعم كنتاكي في المنطقة بنسبة 24% مقارنة بالعام الماضي، بينما شهدت بيتزا هت نموًا بنسبة 15% على أساس سنوي.

ولا يزال التأثير على الأعمال صغيرًا في الوقت الحالي. ولكن إذا انطلقت مقاطعة المستهلكين في أسواق أكبر مثل الولايات المتحدة وأوروبا، فقد تتحول الأزمة إلى مشكلة مالية لشركات الوجبات السريعة.

وتتحدث الشركات بالفعل عن بعض الآثار غير المباشرة في مناطق أخرى. وأشارت ماكدونالد إلى أن الدول التي تضم عددًا كبيرًا من السكان المسلمين مثل ماليزيا وإندونيسيا وفرنسا شهدت مبيعات أضعف، وقالت ستاربكس إن بعض العملاء في الولايات المتحدة أصبحوا يزورونها بشكل أقل بسبب الفهم الخاطئ لموقفها من الحرب.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com