يقضمون الحصص السوقية.. المنافسون يرهقون "علي بابا"

مجموعة علي بابا
مجموعة علي بابا
تتعثر حاليا الإمبراطورية  الصينية "على بابا" التي يبلغ عدد موظفيها 224 ألفاً. ودعا مؤسس الشركة العملاقة جاك ما، بعد طرده في عام 2020 بضغط من السلطات في بكين، مجموعته السابقة التي تشهد حاليا سلسلة من النكسات، إلى أن تجدد قواها في مواجهة المنافسة المباشرة في التجارة الإلكترونية من قبل "بي دي دي" و "بايت دانس".

وفي رسالة لاذعة، وجه جاك ما اللوم إلى شركة علي بابا وحثها على التغيير بشكل جذري. فعلي بابا، عملاقة التجارة الإلكترونية، والتي تلاحقها منافسون جدد ويحققون تقدما سريعا، تعيش حاليا حالة من الاضطراب، بحسب ما نقلت صحيفة لو فيغارو.

وبعد ساعات قليلة من الإعلان عن مضاعفة إيرادات منافستها في التجارة الإلكترونية "بيندوو دوو" والتي ارتفت إيراداتها بنسبة 94% في الربع الثالث من هذه السنة إثر انتشارها في أوروبا والولايات المتحدة، قال الزعيم المخلوع  جاك ما، أنا مقتنع بأن الجميع في علي بابا يستمعون ويشاهدون، إذ لم ترتفع مبيعات مجموعة "علي بابا" سوى بنسبة 9% فقط.

يأتي ذلك فيما تخيّم رائحة الأزمة على مدينة هانغتشو، وذلك بعد ربع قرن من تأسيس "أمازون الصينية" على يد الزعيم المخلوع الذي كان يدرّس اللغة الإنجليزية في شقة متواضعة في العاصمة الصينية.

فإمبراطورية "علي بابا" التي تضم 224 ألف موظف تتأرجح اليوم، وهي عالقة بين القواعد التنظيمية في الصين والتي تعود إلى عهد شي جين بين، والطرق الجديدة للاستهلاك لدى الأجيال الشابة.

وقفزت قيمة منافستها "بي دي دي " إلى 183 مليار دولار في وول ستريت، أي ما يقرب من 195 مليار دولار وهي القيمة التي بلغتها علي بابا الصينية التي كانت تعتبر رقم واحد في التجارة الإلكترونية وترى قاعدتها تهتز الآن أكثر فأكثر.

إعادة تعبئة

ومن جهتها، تلتهم "دو يين" أي النسخة المحلية لـ"تيك توك" الحصص السوقية لبوابتي علي بابا، "تاوباو" و"تمول"  بسرعة مثيرة للقلق"، كما تقول ساندرين زربيب، رئيسة وكالة "باوزون" المتخصصة في هذا القطاع.

وبفضل التجارة المباشرة، وهي شكل من أشكال التسوق الحديث حيث يقوم المؤثرون بتصوير أنفسهم وهم يعلنون مباشرة عن منتجات مختلفة أثناء توزيع الرموز الترويجية، أصبحت "باوزون" منصة الفيديو القوة الصاعدة الجديدة في المبيعات عبر الإنترنت. أما حصة علي بابا في السوق البالغة 36% تختفي بسرعة.

 فالتدخل المفاجئ للملياردير جاك ما، يهدف إلى إعادة تعبئة الفرق التي تعيش حالة من الفوضى في مواجهة شائعات عن انسحاب مؤسسها الذي يستعد لبيع 10 ملايين سهم لجمع 870 مليون دولار، حسبما كشفت وثائق البورصة الأميركية في 16 نوفمبر.

وكتب أحد مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي "ويبو"، في مناخ سياسي مثقل بتباطؤ النمو الاقتصادي: "أنه (أي جاك ما) يريد الفرار".

وكلاعب ذكي، أشاد جاك ما بالمنافس "بي دي دي" بهدف تحفيز فرق "علي باب" بشكل أفضل والذي يظل شخصية الوصاية عليها، على الرغم من اعتزاله القسري.

وقال جاك ما، رجل الأعمال ذو الشخصية الكاريزمية، الذي اعتاد في أوج مجده على التظاهر بأنه نجم موسيقى الروك لتحفيز فرقه: "يمكن لأي شخص أن ينجح لفترة من الوقت، ولكن فقط أولئك الذين هم على استعداد للتغيير لبناء المستقبل ودفع الثمن هم من يستحقون الاحترام. دعونا نعود إلى مهمتنا ورؤيتنا!.

وظل جاك ما بعيدا عن الأضواء منذ خطاب ألقاه في شنغهاي عام 2020، حيث تجرأ على تحدي الهيئات التنظيمية الصينية من خلال إدانة تدخلهم. ودفع ثمن هذه الجرأة من خلال إلغاء الإكتتاب العام لشركة "انتي فايننشيال" للدفع عبر الإنترنت.

 ولم يظهر هذا الرئيس السابق أي ظهور علني خلال الأشهر الأخيرة، باستثناء مقطع فيديو عابر تم نشره في أغسطس، وقد تجنب الأضواء منذ عودته السرية إلى الصين في مارس. وكان الملياردير الرحالة، الذي وجد ملجأً في طوكيو ذات يوم، قد وافق على العودة بحكمة إلى وطنه، مقدما تعهدًا بالثقة لثاني أكبر اقتصاد في العالم لضمان مستقبل مجموعته، التي تقع في مرمى بكين.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com