أزمة الصين العقارية تضرب أرباح شركات التعدين العالمية

استخراج المعادن
استخراج المعادن
انعكس تباطؤ الاقتصاد الصيني على أرباح شركات التعدين العالمية التي حذرت من أن أداءها المستقبلي مرهون بتطور أزمة قطاع العقارات في الصين.

وتراجعت أرباح أكبر شركة للتعدين في العالم "بي إتش بي غروب" وأوضحت، أمس، أنها تواجه حالتين رئيسيتين من عدم اليقين خلال الأشهر الستة المقبلة وهي مدى فاعلية التحفيز الصيني في إنعاش قطاع العقارات، ونطاق وتوقيت وشدة أي تخفيضات إلزامية لإنتاج الصلب من قبل بكين.

وهوى صافي ربح المجموعة خلال الأشهر الاثني عشر المنتهية في يونيو إلى 12.92 مليار دولار من 30.9 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.

 كما خفضت الشركة الأنجلو-أسترالية توزيعات الأرباح للعام بأكمله إلى النصف عند 1.70 دولار من 3.25 دولار في عام 2022، بسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية والطلب خلال العام.

وفي المقابل، تدرس الشركة زيادة إنتاجها السنوي من خام الحديد من عملياتها الأسترالية إلى 330 مليون طن سنويًا، من 257 مليون طن حاليًا.

ومن جهتها، أعلنت شركة غلينكور العملاقة للتعدين والسلع تسجيلَها انخفاضاً حاداً في أرباح النصف الأول من العام وتقليصَها أرباحَ مساهميها، وذلك أنّ الطلب الصيني المخيّب للآمال يُلقي بثِقله على أسعار السلع.

وكشفت غلينكور ومقرّها مدينة تسوغ السويسرية عن أرباحها الأساسية للنصف الأول من العام والتي بلغت 9.4 مليار دولار (8.22 مليار فرنك سويسري)، وهو نصف الرقم القياسي الذي سجلته قبل عام، وإن بقي أداء الشركة من بين الأفضل على مدار السنوات الماضية إطلاقا.

وأضافت غلينكور أن أرباح مناجمها تضرّرت بسبب انخفاض أسعار الفحم والكوبالت على وجه الخصوص، فضلاً عن تضخم التكلفة في جميع أنحاء العالم وانخفاض مستويات الإنتاج في بعض العمليات.

ومن جانبها، أعلنت شركة التعدين الأسترالية نيوكريست مينينج ليمتد تراجع أرباحها خلال العام المالي الماضي بنسبة 11%.

وذكرت الشركة أن صافي أرباحها خلال العام المالي المنتهي في 30 يونيو الماضي، تراجع إلى 778 مليون دولار في الوقت الذي زادت فيه نفقاتها مع تراجع أسعار النحاس وارتفاع أسعار الفائدة.

يذكر أن نيوكريست أعلنت في وقت سابق من العام الحالي، قبول عرض الاستحواذ من شركة نيومونت مقابل 19 مليار دولار.

وسيطرت حالة من القلق على أسواق العقارات الصينية المتخوفة من تفاقم عدوى أزمة ديون مجموعة إيفرغراند، أحد عمالقة القطاع في الصين، بعدما تتالت إعلانات الإفلاس، ما ينذر بانفجار فقاعة قد تمتد إلى خارج الصين وتعيد سيناريو الأزمة المالية العالمية قبل 15 عاماً.

وكانت تشاينا إيفرغراند تقدمت في وقت سابق من هذا الشهر بطلب حماية من الإفلاس في محكمة أميركية كجزء من واحدة من أكبر عمليات إعادة هيكلة الديون في العالم، حيث يتزايد القلق بشأن أزمة العقارات المتفاقمة في الصين وضعف الاقتصاد.

وصارت المجموعة العملاقة، التي كانت في يوم ما المطور الأكثر مبيعا في الصين، نموذجا لأزمة ديون غير مسبوقة في قطاع العقارات، والذي يمثل ربع الناتج الإجمالي للصين تقريبا، بعد مواجهة أزمة سيولة قبل عامين.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com