تقارير
تقاريرباينانس

السراب الأفريقي.. القارة السمراء تُفشل خطط "باينانس"

سعت منصة تبادل العملات المشفرة "باينانس" ليكون لها تواجد متعدد في أفريقيا، وذلك لقناعتها بأنها تستطيع جني أموال أكثر في الدول النامية مما تجنيه في أميركا وأوروبا.

وتزامن هذا الاتجاه مع تحقيق أجرته السلطات الأميركية، حيث اتهم المحققون بورصة العملات المشفرة بانتهاك القوانين من خلال إخفاء أكثر من 100 ألف معاملة مشبوهة مع منظمات تصنفها الولايات المتحدة بالإرهابية. واتهمت المنصة أيضا بأنها غضت الطرف عن جمع أموال من أنشطة الجرائم الإلكترونية.

السراب الأفريقي

وفي أفريقيا، لم تكن نتائج "باينانس" قاطعة. فبالرغم من الحملات التسويقية المكثفة التي تستخدم شخصيات مثل المؤثر السنغالي الأصل خابي لايم، في "تيك توك، لم تنجح "بينانس" للترويج لخدماتها محلياً ولم تتمكن من الانطلاق .

وتواجه باينانس العديد من المشكلات التنظيمية في جميع أنحاء العالم لدرجة أنها لا تملك الوقت الكافي للتركيز على تطويرها في إفريقيا الأمر الذي أدى إلى استغناء "باينانس" عن معظم موظفيها في القارة السمراء.

وقال أحد موظفي الشركة إن القارة تمثًل جزءاً كبيرًا من مستخدمي المنصة، لكن واقع التدفقات المالية بين أفريقيا وبقية العالم يعني أن القارة لا تؤثر بشكل كبير على نتائج الشركة على الرغم من النمو الهائل في حجم المعاملات.

ومن الصعب معرفة القيمة الحقيقية لحجم المعاملات، حيث تحرص منصة "باينانس" دائماً على الحفاظ على عدم اليقين القانوني في ما يتعلق بهيكلها وأموالها.

ووفقاً للجنة الأمن والبورصة، الجهة المنظمة الأميركية للأسواق المالية، كان من الممكن أن تحقق شركتا "باينانس يو إس"" و"باينانس.كوم"، مبيعات بنحو 12 مليار يورو بين عامي 2017 و2022.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الصين، التي تمثل أكبر سوق لباينانس على الرغم من الحظر المفروض على العملات المشفرة في البلاد، مثلت 20% من حجم معاملات المنصة في عام 2022، أو 90 مليار دولار، وذلك أمام كوريا الجنوبية (55 مليار دولار) وتركيا (40 مليار دولار).

وفي هذا التدفق، تمثل المعاملات التي يقوم بها العملاء الأفارقة 1% فقط من إجمالي المبلغ الذي تديره "باينانس" سنويا، وفقاً لمصدر عمل داخل الشركة.

غرامة كبيرة

وكانت باينانس في إطار اتفاقية مع وزارة الخزانة ولجنة تجارة السلع الآجلة، تمت قبل المثول أمام المحكمة، وافقت على دفع غرامة قدرها 4.3 مليار دولار.

ومنذ سقوط شركة "إف تي إكس" وهي منافسة لـ"باينانس"، وإدانة مؤسسها سام بانكمان فرايد بالاحتيال، بلغت الضغوط التنظيمية ذروتها في الولايات المتحدة.

ولكن "باينانس" وذلك قبل إدانتها، لم تستغل أبدًا المساحة التي أتيحت لها بعد اختفاء "إف تي إكس" لكسب عملاء جدد لها وغامرت دون نجاح في أفريقيا.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com