فورة البتكوين تتلاشى.. لماذا يحتار المتداولون؟

تقارير
تقاريرShutterstock
دبت الحيرة بين المتداولين في سوق العملات المشفرة، بينما تنطفئ الجذوة التي أشعلها حماس السوق عقب إطلاق صناديق الاستثمار للتدولات الفورية على البتكوين في الولايات المتحدة من قبل أكبر شركات إدارة الثروات في العالم، التي تضم محافظها الاستثمارية أكثر من 30 تريليون دولار.

وبعد أن بلغت أعلى سعر في أكثر من سنتين عند مستوى  49 ألف دولار في الأسبوع الثاني من 2024 عادت البتكوين، العملة الأكبر من حيث القيمة السوقية في عالم الأصول المشفرة، إلى التداول قرب 40 ألف دولار، ما أعاد أجواء الخوف إلى المتداولين.

يقول موقع "كوين تليغراف" لأخبار سوق العملات المشفرة معتمدا على آراء محللين: "قد يكون سبب تقلبات السوق جزئيًا هو وصول أسواق العقود الآجلة والخيارات إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات. في أسبوع واحد منذ إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين، شهد كلا السوقين زيادة في الحجم بإجمالي قدره 13.6 مليار دولار، مع إغلاق مراكز بقيمة 3.4 مليارات دولار".

البيع خوفا

وفي العادة عندما يتشبع السوق ويبلغ مستويات عليا، يقلق المتداولون، ويميل الكثير منهم إلى البيع خوفا من أن ينقلب الاتجاه من حالة السوق الصاعدة إلى التصحيح العنيف.

وفي مرات سابقة كانت موجات من التصحيح العنيف تعقب أي ارتفاع قوي، وهو مايتوقعه محللون تابعوا البتكوين منذ إطلاقه عام 2009. ففي الفترة الحالية قفز البتكوين خلال ستة أشهر من مستويات 20 ألف دولار إلى 49 ألف دولار.

وفي نهاية الشهر الماضي حذر محلل العملات الرقمية المعروف بلقب "كريبتو بانتر" مئات الآلاف من متابيعه من أن دورة الصعود الحالية توشك على الانتهاء، قائلا: "تشير الأسعار إلى النهاية المحتملة للدورة الحالية في السوق الصاعدة الحالية، وليس نهاية السوق الصاعدة تمامًا".

وبالفعل فقد بدأت "غراي سيكل" ،أكبر شركة تحمل البتكوين في محافظها الاستثمارية، في عمليات بيع بمجرد وصول سعر العملة إلى 49 ألف دولار، وتخلصت من نحو 60 ألف بتكوين بقيمة 2.5 مليار دولار، فيما بقي بحوزتها أكثر من 500 ألف بتكوين.

و"غراي سكيل" هي واحدة من 11 شركة رخصت لها سلطات التنظيم الأميركية لإطلاق الصناديق المتداولة للبتكوين، إلا أنها فضلت التخلص من محفاظها في صندوقها المغلق للتركيز على الصندوق الجديد المدرج في البورصة الأميركية.

ورغم الضرر الذي سببه الضغط البيعي من "غراي سكيل" يرى جوليو مورينو، خبير العملات في شركة "كريبتو كوانت" لرصد المعاملات على شبكات البلوكتشين، أن المرجح في تفسير الهبوط الأخير هو أنشطة جني الأرباح للمتداولين، وليس بسبب بيع "غراي سيكل".

بيانات شركة "كريبتو كوانت"تؤكد أن جني الأرباح فعلا قد رسم اتجاه في السوق، فبين 7 و21 يناير، ارتفعت نسبة البيتكوين في منصات التداول من 5.34% إلى 5.40%. وعادةً ما يُعد ارتفاع العرض في البورصات عاملاً يدفع أسعار الأصول إلى الانخفاض.

تدوير السيولة قادم

ويرى خبراء آخرون أنه ربما لن يلمع بريق البتكوين لأسابيع، ولن يعود إلا بعد أن  ينتهي المعدنون من بيع ماجمعوه من علميات التعدين، ما سيبقي الضغط على السعر في الوقت الراهن.

ويشير محلل سوق العملات المشفرة "بدوي ترايدس" في حديثه إلى مجتمعه العربي إلى أن السيولة تنتقل من عملة مشفرة لأخرى، وبعد أن ينزل البتكوين يبدأ حيتان السوق في الانتقال إلى عملات أخرى وأفضلها هي الإيثريوم،  ثاني أكبر الأصول المشفرة بعد البتكوين.

وبالفعل فقد حققت الإيثريوم في أقل من ثلاثة أشهر صعودا من 1900 دولار إلى 2600 دولار. كما تبعتها معظم الأصول المرتبطة بها والتي جرى بناؤها على شبكة الإيثريوم.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com