منصة FTX لتداول العملات المشفرة في العالم
منصة FTX لتداول العملات المشفرة في العالم

"سيكويا" تعتذر للمستثمرين عن خسارة 150 مليون دولار

شركة رأس المال الاستثماري تكبدت خسارة فادحة في بورصة "إف تي إكس"

في لحظة ندم نادرة لشركة رأس المال الاستثماري، اعتذرت "سيكويا كابيتال" (Sequoia Capital) لمستثمري صندوقها عن خسارة 150 مليون دولار في بورصة العملات المشفرة "إف تي إكس"، وفقًا لأشخاص على دراية بالمسألة.

وفي المؤتمر الهاتفي، أبلغ شركاء "سيكويا" مستثمري الصندوق عزم الشركة التدقيق بشكل أكثر كثافة بشأن الاستثمارات المستقبلية، وأن طلب إشهار الإفلاس مؤخرًا يكشف تعرض الشركة للتضليل من "إف تي إكس"، كما قال المطلعون.

تُعد "سيكويا كابيتال" من أوائل الداعمين لشركات: "آبل" و"غوغل" التابعة لـ"ألفابيت" و"إير بي آند بي"، ولطالما ينظر إليها بوصفها المعيار الذهبي لرأس المال الاستثماري بفضل ما تحققه استثماراتها من أداء جيد.

استثمار ضخم

شطبت الشركة مطلع هذا الشهر كامل استثماراتها في "إف تي إكس"، في خطوة من أكبر عمليات الشطب لشركة رأس المال الاستثماري، بعدما استنفدت بورصة العملات المشفرة كل جهدها لمواجهة موجة من عمليات السحب، وتقدمت "إف تي إكس" بطلب الحماية من الإفلاس في 11 نوفمبر.

قال أحد شركاء "سيكويا" في المؤتمر الهاتفي إن الشركة مستقبلاً سوف تراجع البيانات المالية للشركات الناشئة في مرحلة مبكرة، وأن يتم ذلك عن طريق واحدة من شركات المحاسبة الأربع الكبرى، كما قال المطلعون على الأمر.

"سيكويا" واحدة من عشرات شركات رأس المال الاستثماري الذين استثمروا نحو 2 مليار دولار في "إف تي إكس" وسط طفرة العام الماضي في الاستثمار بالعملات المشفرة. ولحرصها على الدخول للاستثمار بسرعة في شركة ناشئة واعدة، لم تلتزم بالضوابط المؤسسية التقليدية مثل الرقابة الخارجية على مجلس الإدارة كخطوة ضرورية لمثل تلك الاستثمارات الكبيرة.

تضليل متعمد

قال شركاء "سيكويا" في المؤتمر الهاتفي، إن الشركة اهتمت جيداً بمراجعة الاستثمار في "إف تي إكس"، لكنهم يعتقدون أنها تعرضت للتضليل من سام بانكمان فريد، بشأن صلة البورصة مع "ألاميدا ريسيرش" وفقاً لإفصاح طلب إشهار الإفلاس الأخير، كما قال المطلعون على الأمر.

استخدمت "إف تي إكس"، ومقرها جزر البهاما، وذراعها في الولايات المتحدة شركتان صغيرتان للتدقيق للتوقيع على بياناتها المالية لعام 2021، وفقًا للوثائق التي اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال، وأعرب الرئيس التنفيذي، التي تم تعيينه لإدارة "إف تي إكس" خلال عملية الإفلاس عن "مخاوف كبيرة" بشأن جودة البيانات المالية المدققة.

كانت العلاقة بين "إف تي إكس" و"ألاميدا" أساسية في انهيار "إف تي إكس". أخبر بانكمان فرايد المستثمرين والموظفين أن "إف تي إكس" أقرضت أموال العملاء لشركة "ألاميدا"، التي خسرت مليارات الدولارات بعد انخفاض أسعار العملات المشفرة مطلع هذا العام. وقال للمستثمرين إن "إف تي إكس" تواجه فجوة تمويلية تصل إلى 8 مليارات دولار.

ملكية بلا مقاعد

قال أشخاص مطلعون إن "سيكويا" استثمرت الجزء الأكبر من السيولة لديها في جولة تمويل، من الفئة ب لبورصة "إف تي إكس" في يوليو 2021، ذلك الوقت الذي وصلت فيه حماسة المستثمر في الشركات الناشئة في مجال العملات المشفرة إلى أعلى مستوى على الإطلاق.

تساهل المستثمرون الذين انجذبوا لأحد المؤسسين الذي اعتقدوا أن لديه رؤية ثاقبة بشأن ضمانات الرقابة المعتادة عند دعمهم "إف تي إكس"، التي قدرت قيمتها مطلع هذا العام بنحو 32 مليار دولار، مما جعلها واحدة من أكثر الشركات الناشئة قيمة في العالم.

عندما طلبت "سيكويا" ومساهمون آخرون الحصول على مقعد في مجلس إدارة الشركة، تراجع بانكمان فرايد مرارًا وتكرارًا، وأخبرهم أن ملكيتهم في الشركة صغيرة جدًا حتى يحصلوا على مقعد بمجلس الإدارة، وفقًا لأشخاص على دراية بالمسألة.

عادة ما تخضع ذلك النوع من المعاملات مع ما يسمى بالأطراف ذات الصلة مثل "ألاميدا" لموافقة مجلس الإدارة.

فشلاً ذريعاً

قال جون جي. راي، المتخصص في إعادة الهيكلة، الذي حل محل بانكمان فرايد رئيساً تنفيذياً لبورصة "إف تي إكس"، والذي أشرف على حالات إفلاس كبرى من بينها شركة "إنرون"، إن ملف إفلاس البورصة لم يسبق أن رأى "فشلاً كاملاً بشأن ضوابط الشركات وغيابًا تامًا للمعلومات المالية الجديرة بالثقة" مثل حالة "إف تي إكس".

كان مؤتمر "سيكويا" الهاتفي الذي انعقد الثلاثاء استثنائيًا للشركة التي يمتد تاريخها إلى 50 عام، وفقًا للأشخاص المطلعين على المسألة، الذي أشاروا إلى أنه نادراً ما تخاطب الشركة مجموعة أوسع من المستثمرين خارج نطاق مكالمات الاطلاع على المعلومات الروتينية والاجتماعات الشخصية.

وقال المطلعون إن الإنهيار السريع في "إف تي إكس" أدى لسخط كبير من مستثمري "سيكويا" بشأن بعض قراراتها الأخيرة.

جرأة بلا ضوابط

خلال الصعود الأخير لأسهم التكنولوجيا، توسّعت "سيكويا" وباقي شركات وادي السيليكون متجاوزة نموذج رأس المال الاستثماري التقليدي واشترت حصصاً كبيرة في شركات ناشئة دون مقاعد بمجلس الإدارة والاطلاع على البيانات المالية التفصيلية. وبدلاً من ذلك، جمعوا أموالًا أكبر ليكونوا قادرين على الدخول في صفقات ذات تقييمات أعلى، والمزيد من الرهانات الجريئة.

أعلنت "سيكويا" الخريف الماضي عن هيكل جديد يسمح لها بالاحتفاظ بأسهمها في الشركات ذات الأداء الأعلى لفترة طويلة بعد الاكتتاب، وجاءت الخطوة قبل فترة وجيزة من تراجعات أوسع لأسهم التكنولوجيا ألحقت الضرر بالقيمة السوقية لحيازاتها من الأسهم.

ووفق هيكلها الجديد، طلبت "سيكويا" من مستثمري الصندوق إعادة استثمار الأسهم في صندوق جديد وفق قيمة الأسهم المدرجة إذا أرادوا الاحتفاظ بمخصصاتهم الحالية في صناديق "سيكويا" الاستثمارية، حسبما قال بعض الأشخاص المطلعون على المسألة. وقد انتهى الأمر بالمستثمرين الذين اختاروا التغيير إلى تكبد خسائر كبيرة وسط الانخفاض الحاد في أسهم التكنولوجيا.

اختيار خاطئ

قالت "سيكويا كابيتال" إن مستثمريها اختاروا نقل 95 % من الأرصدة المؤهلة للصندوق الجديد، الذي يتضمن أسهم الشركات المدرجة، مما يعكس حماسهم لهذا النهج باعتباره وجهة نظر طويلة الأجل.

وذكرت "سيكويا" في مذكرة للمستثمرين في 9 نوفمبر: "إن الصندوق الذي دعم (إف تي إكس) حقق أرباحًا حقيقية وورقية بقيمة 7.5 مليار دولار وأن الاستثمار في البورصة كان يمثل أقل من 3% من رأس المال الملزم الصندوق باستثماره".

حتى مطلع الشهر الجاري، كان لبورصة "إف تي إكس" مكاناً بارزاً على الموقع الإلكتروني لشركة "سيكويا". وأظهرت إحدى المقالات ردود فعل شركاء الشركة على مقابلة بانكمان فريد، ومن بينها رسالة داخلية لشريك لم يصرح باسمه كتب فيها "أحب هذا المؤسس". وذكرت المقالة أيضًا أن بانكمان فريد كان يلعب لعبة فيديو عند تقديم عرضه لـ"سيكويا".

عقب إشهار "إف تي إكس" إفلاسها مطلع هذا الشهر، عدلت "سيكويا" أيضًا منشورًا آخر حول الاستثمار في العملات المشفرة باسم " لاير زيرو". قال المنشور السابق إن "سيكويا" وافقت على الاستثمار بعد 48 ساعة فقط من الانتهاء من مذكرة الاستثمار. وقد خلا المنشور الجديد من الإشارة لسرعة اتخاذ القرار.

المصدر: وول ستريت جورنال

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com