تقارير
تقارير

رغم شكوك البنوك والجمهور.. مشروع اليورو الرقمي يمضي قدماَ

تبقى السلطات الأوروبية مصممة على تنفيذ مشروع اليورو الرقمي، مع أن الجمهور لا يستوعبه بعد حتى الآن، والطبقة السياسية لا تزال تشكك فيه، والبنوك تعارضه بقوة.

ورغم كل هذا، أطلق البنك المركزي الأوروبي اليوم الأربعاء مرحلة جديدة تهدف لتطبيق اليورو الرقمي. وبعد الدراسات الاستكشافية التي تم إجراؤها بعد مرور عامين، يعمل هذا البنك حاليا لدراسة الإجراءات التي لا بد منها لتطبيقه والتي ستسمح باتخاذ القرار النهائي بشأن تطبيقه أم لا وذلك بعد عامين تقريباً وفقاً لصحيفة "لو فيغارو".

ويمكن لهذه العملة الرقيمة غير الملموسة، أن تصل إلى المحافظ الإلكترونية بحلول عام 2027 أو 2028. ومن جهتها اقترحت المفوضية الأوروبية قبل الصيف صدور توجيهات لتحديد الإطار التشريعي الجديد لهذه العملة التي لم تلد بعد ولكن من الواضح أنها وضعت على السكة ولا شك في أنها تمثّل ثورة صغيرة جديدة تطال بالإضافة إلى مختصي القطاع المالي، جميع المواطنين.

 عملة رقمية

ويبدو أن السلطات الأوروبية مصممة على تحقيق هذا المشروع، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الجمهور لا يدرك أهميته والطبقة السياسية تبدو متشائمة بشأنه والبنوك تعاديه.

وينشأ الارتباك أولا من أن كل شخص يفكر في استخدام نموذج رقمي لليورو عند الدفع باستخدام البطاقة المصرفية، أو الهاتف المحمول، أو الساعته الإلكترونية. والواقع غير ذلك. فهذه العملات الإلكترونية ستتم على أساس العملات "التجارية" التي تصدرها البنوك، وتدخل في حسابات العملاء. وسيكون اليورو الرقمي بمثابة نسخة عن النقود يتم إصدارها والتحكم فيها من قبل البنك المركزي.

وقد تكون العملة الرقمية حلاً لعدة مسائل ضرورية مثل انخفاض استخدام العملات النقدية، ولو بشكل بطيء، مع العلم بأن وباء كورونا سرّع هذا الاتجاه.

وتمثل المعاملات الرقمية في بلدان مثل فنلندا وهولندا، أقل من 20 % من المعاملات، مقابل أكثر من 50% في بقية الدول الأوروبية.

وقالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" :"هذا أمر لا مفر منه عندما تشاهد تطور العملة خلال القرون، وفي عالم تزداد فيه اليوم المعاملات الرقمية، لا بد من أن يأخذ المال أيضا بُعداً رقمياً".

وفي هذا الوقت، فإن كبار المتخصصين الأوروبيين في القطاع المالي، مثل فابيو بانيتا، العضو في مجلس إدارة البنك المركزي "الأوروبي، يعتبرون أن "استخدام النقود باق" . وإلى ذلك، تستعد البنك المركزي الأوروبي لإعداد نسخة جديدة من الأوراق المالية باليورو.

نسخة للعملات المشفرة

ولاحظ البنك المركزي الأوروبي عدة تهديدات صدرت من العالم التقني، الأمر الذي دفع إلى تسريع الحصول على اليورو الرقمي.

وصدرت أولا هذه التهديدات من العملات المشفرة كعملة البيتكوين، التي تظهر بوضوح طموحها لمنافسة العملات الرسمية.

ثم من العمالقة مثل شركة فيسبوك كما أصبحت "باي بال" الأميركية من أكثر العملات ربحية، وهي من نوع "عملة مستقرة" مربوطة بالدولار، ولكنها لا تحظى بشعبية كبيرة.

فرصة

واعتبرت كريستين لاغارد: "إن اليورو الرقمي هو أيضاً فرصة للحفاظ على السيادة النقدية لأوروبا، مع تقليل الاعتماد على الأنظمة غير الأوروبية".

وأضافت أن "القطع المالية والنقود هما اليوم مرساة للعملة الأوروبية. والجميع يعلم أن اليورو نقدا والقطعة بعشرة يوروات معترف بهما في أي مكان. وهما كالمرساة للعملة الأوروبية. إذا انتقلنا إلى طريقة للتعامل بالعملة الرقمية بالكامل، ولم تعد الأموال المصرفية المركزية بهذا الحجم، فإن ذلك قد يعرض لخطر فقدان المرساة ".

وبشكل عام، فإن البنوك المركزية في العالم تعمل للحصول على العملات الرقمية، والبنك الشعبي الصيني هو البنك الأكثر تقدما في هذا المجال، ويتهم الأوروبيون بيكين بأن اليوان الإلكتروني يمثل رؤية نقدية امبريالية. وقال الخبير فابيو بلوانيتا: "لقد بدأ الصينيون في عام 2013. فإذا لم نرغب في أن يفاجئنا الآخرون، فعلينا ان نستعد لذلك قبل فوات الأوان".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com