الروبل يتفاعل.. بوتين يخوض انتخابات الرئاسة 2024
تفاعلت العملة الروسية مع إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن عزمه إعادة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، والمزمع انعقادها منصف مارس 2024.
وفي غضون ذلك، قلص الروبل الروسي جانبًا من خسائره الأخيرة أمام العملة الأميركية الدولار، يأتي ذلك تزامنا وتجدد الحديث بشأن حزمة جديدة من العقوبات الغربية على روسيا.
إعلان بوتين
وأعلن الكرملين منذ ساعات، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.
وأضاف الكرملين أن فلاديمير بوتين أدلى بهذا الإعلان عقب تكريمه جنودا قاتلوا في أوكرانيا بمنحهم أعلى وسام عسكري في البلاد (ميدالية النجمة الذهبية التي ترفق بلقب بطل روسيا).
اقرأ أيضًا- إياتا: إنتاج وقود الطيران المستدام سيقفز ثلاثة أضعاف
مستويات مهمة
ودخل الروبل في موجة من التراجعات بدأت يوم 22 نوفمبر الماضي لينخفض دون مستويات الـ 90 روبل للدولار.
ومنذ تداول يم 22 نوفمبر وحتى 6 ديسمبر الجاري، انخفض الروبل في 10 جلسات ولم يرتفع سوى في جلسة واحدة.
بيد أن الروبل نجح في الصعود خلال جلستين على التوالي وهما جلستيى أمس وأول أمس متفاعلًا مع أنباء إعادة ترشح بوتين.
فشل التشديد
ورغم رفع سعر الفائدة الطارئة من قبل البنك المركزي في أغسطس، والذي أعقبه زيادات أخرى الشهور الماضية، لم يتوقف انخفاض العملة، الأمر الذي دفع الروبل إلى كسر المستوى المهم نفسيا وهو 100 روبل لكل دولار في وقت سابق.
وقرر البنك المركزي في اجتماع أكتوبر، زيادة سعر الفائدة الأساسي 200 نقطة أساس إلى 15%، ليرفع تكلفة الاقتراض في البلاد إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2022.
وقالت تاتيانا أورلوفا من جامعة أكسفورد إيكونوميكس: "إن رفع أسعار الفائدة وحده غير فعال، لأن ألية تحويل الأرباح تم تعطيلها بسبب العقوبات وضوابط رأس المال".
وأضافت أورلوفا: "يتعرض الروبل لضغوط مع تزايد الطلب على العملة الصعبة في روسيا وسط انتعاش الواردات في وقت يخضع فيه الاقتصاد لعقوبات دولية".
وتابعت أورلوفا: "شهد المصدرون الرئيسيون في روسيا، وهم المزودون الرئيسيون للعملة الأجنبية، انخفاضات كبيرة في عائدات التصدير بالعملة الأجنبية جراء العقوبات الغربية".
اقرا أيضًا- اليابان تدخل طرفاً في حرب الرقائق عبر توشيبا
%41 خسائر
ومنذ بداية العام الجاري 2023، نزل الروبل بأكثر من 41%، حيث تراجع من مستويات 71 روبلا للدولار إلى مستويات100.2روبل للدولار بحلول 10 أكتوبر الماضي.
ونجح الروبل في تقليص خسائره منذ ذلك الحين حيث يحوم حاليا قرب مستويات الـ 90 روبلا للدولار إلا أنه لا يزال متراجعًا بحوالي 30%.
وفي يوليو من العام الماضي، كان الروبل الروسي قد ارتفع إلى أعلى مستوياته مقابل الدولار في 7 سنوات عندما تجاوز مستويات الـ 50 روبلا للدولار.
وقبل ذلك، وعقب اندلاع الأزمة الروسية الروسية الأوكرانية وفي أقل من أسبوعين تراجع الروبل من مستويات 83 روبل للدولار إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند مستويات 158 روبل للدولار يوم 7 مارس 2022.
تدخلات المركزي
وفي غضون ذلك، لجأ المركزي الروسي إلى مجموعة من القرارات على غرار حصر بيع الغاز بالروبل لترتفع العملة الروسية من أدنى مستوى على الإطلاق إلى أعلى مستوى في 7 سنوات خلال 4 أشهر.
وقرر البنك المركزي الروسي رفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي سبتمبر الماضي، لترتفع معدلات الفائدة إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2022.
وفي اجتماع سبتمبر الماضي، أعلن بنك روسيا المركزي عن زيادة سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس لترتفع أسعار الفائدة إلى 13%.
وخلال اجتماع أغسطس الماضي، وفي خطوة مفاجئة للأسواق قرر البنك المركزي الروسي رفع أسعار الفائدة بأعلى وتيرة منذ ما يقرب من العام ونصف العام.
وقرر مجلس إدارة بنك روسيا المركزي في اجتماع أغسطس الماضي، رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 350 نقطة أساس إلى 12%.
وكان بنك روسيا المركزي رفع أسعار الفائدة في اجتماع يوليو بواقع 100 نقطة أساس متجاوزًا توقعات الأسواق حينذاك بزيادة في حدود 50 نقطة أساس.
اقرأ أيضًا- وول ستريت تسجل أطول سلسلة خسائر منذ 2019
موعد الانتخابات
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الاتحاد (الغرفة العليا في البرلمان الروسي)، كان قد كشف النقاب عن موعد الانتخابات الرئاسية في البلاد في 17 مارس 2024، خلال اجتماع بثه التلفزيون الرسمي.
وينص القرار الذي تبناه أعضاء المجلس بالإجماع على تحديد موعد الانتخابات الرئاسية يوم 17 مارس 2024.
وفي غضون ذلك، أعلنت رئيسة المجلس فالنتينا ماتفيينكو، بأن هذا القرار يمثل بداية الحملة الرئاسية.
ولفتت ماتفيينكو إلى أن الانتخابات ستكون بمثابة الذروة لعملية إعادة توحيد مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها.
بالتزامن مع العقوبات
يذكر أن المفوضية الأوروبية كانت قد أعلنت في وقت سابق، أنها اقترحت على الدول الأعضاء ضرورة فرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف الكرملين وشركائه.
يأتي ذلك سعيا لتشديد الإجراءات السابقة التي تمت الموافقة عليها منذ بدء أزمة أوكرانيا في فبراير 2022، فضلا عن إضافة العشرات من المشغلين الاقتصاديين إلى قائمة العقوبات.
استعداد موسكو
وفي غضون ذلك، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدير اقتصاد حجمه 2.1 تريليون دولار ، يجهز البلاد لحرب طويلة الأمد".
ولفت البيان إلى أن توقعات النقد الدولي أن يبلغ النمو الروسي 2.2% هذا العام متجاوزًا النمو في الولايات المتحدة أو منطقة اليورو، تؤكد تكيف موسكو وتضرر الغرب وواشنطن من العقوبات".
وتوقع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيواصلان ابتكار عقوبات جديدة، على الرغم من أن لديهما بالفعل نقص في الأفكار".
وحتى الان لم يفلح قرار الغرب بوضع سقف لأسعار النفط عند 60 دولارًا للبرميل والذي تم رفعه إلى 67 دولارًا للبرميل في حرمان موسكو من كافة إيراداتها النفطية، وفقًا لبيسكوف.