قالت هيئة الموانئ البحرية الأوكرانية، الثلاثاء، إنه يتعين على أوكرانيا الاستعداد لأن يكون تصدير الحبوب عبر موانئ نهر الدانوب بشكل شبه تام، لأن روسيا تمنع فعليا صادرات البحر الأسود.
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في اتفاق بين موسكو وكييف في يوليو الماضي، لتوفير عبور آمن للحبوب في البحر الأسود للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية، التي تفاقمت بسبب الحرب وحصار موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
روسيا تهدد بالانسحاب
وهددت موسكو بعدم تمديد الاتفاق إلى ما بعد 18 يوليو، ما لم تتم تلبية مجموعة مطالب تتضمن تذليل العقبات أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية. وتقول موسكو إن الوعود بالمساعدة في هذا الأمر لم تتحقق.
وقال ديميترو بارينوف، نائب رئيس هيئة الموانئ البحرية الأوكرانية، على فيسبوك: "مع عرقلة روسيا فعليا عمل ممر الحبوب، يتعين علينا الاستعداد لاستقبال كل صادرات المحصول الجديد تقريبا في موانئ الدانوب".
وأوكرانيا دولة منتجة ومصدرة رئيسية للحبوب، لكن الإنتاج انخفض بشكل حاد منذ اندلاع الحرب في فبراير شباط 2022.
نصف الصادرات من البحر الأسود
ويخرج نحو نصف صادرات أوكرانيا الزراعية عبر موانئ البحر الأسود، في حال تشغيل ممر الحبوب الآمن، ويمر ربع الصادرات عبر موانئ الدانوب وربع آخر عبر حدودها الغربية.
وقالت هيئة الموانئ البحرية هذا الشهر، إن ثلاثة موانئ أوكرانية على نهر الدانوب صدرت ثلاثة ملايين طن من الغذاء في مايو/ أيار.
ويقول مسؤولو نقل أوكرانيون إن حجم الصادرات قد يرتفع إذا تم تعميق قناة بيستر في نهر الدانوب. وقال مسؤول أوكراني بارز الشهر الماضي، إن كييف أرادت بدء العمل في تعميق القناة في وقت مبكر من هذا العام.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن العبور من خلال الأراضي الرومانية إلى ميناء كونستانتا على البحر الأسود، شديد الأهمية إذا انسحبت روسيا من صفقة الحبوب في البحر الأسود.
ومر عبر كونستانتا نحو ثلث صادرات الحبوب الأوكرانية منذ الغزو الروسي، لكن مسؤولين رومانيين يفكرون في اتخاذ تدابير، لمنح المزارعين المحليين أولوية الوصول إلى كونستانتا في موسم الحصاد.
خطة بديلة
والأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة الأوكراني، ميكولا سولسكي، إن بلاده مستعدة لمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في إطار "خطة بديلة" بدون دعم روسيا، حال أوقفت موسكو العمل باتفاق تصدير الحبوب الحالي، بحسب رويترز.
وأضاف وزير الزراعة أن أوكرانيا ستكون "مستعدة للخطة البديلة، التي تعتمد علينا، وتعتمد على الأمم المتحدة، ولا أعتقد أننا سنقف متفرجين إذا استمرت (الأوضاع) على هذا النحو في المستقبل القريب"، لافتا إلى أن "الخطة البديلة.. تستبعد الطرف الرابع – روسيا – من هذه العلاقة".
وأضاف سولسكي أن روسيا منعت بالفعل استخدام ميناء "بيفديني" الأوكراني الرئيسي على البحر الأسود رغم الاتفاق، وأنها تسمح لسفينة واحدة فقط في اليوم بإيصال الحبوب الأوكرانية إلى دول معينة.
وقالت روسيا إنها ستسمح بمرور المزيد من السفن، إذا وافق جميع الأطراف في اتفاق الحبوب على إلغاء حظر عبور الأمونيا الروسية عبر خط أنابيب يمر بالأراضي الأوكرانية إلى بيفديني لتصديرها.
وأشار إلى أن أوكرانيا لا تزال تأمل في نجاح المبادرة الحالية، لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، رغم الصعوبات الراهنة، بينما يحتاج أي خيار آخر إلى اتفاقية أو صيغة جديدة.
وتابع: "بما أن الصيغة الأولى سارية من الناحية القانونية ولدينا أمل فيها، فسنحاول تفعليها، وإذا (وجدنا أننا) ليس لدينا ما نخسره، فمن الواضح أننا سنناقش تفاصيل الخطة البديلة".
