أربع عملات كانت الأكثر استقراراً في الأزمات خلال 2023
غالباً ما يعتبر الذهب الاستثمار الآمن الوحيد، حيث إن قيمته لا تتدهور بمرور الوقت، مما يجعله ملاذاً آمناً مستقراً وموثوقاً، إلا أن هناك بعض العملات التي تعتبر ملاذاً آمناً أيضاً.
وبحسب تقرير لموقع ألتو البحثي، فإن العملات الأكثر استقراراً ليست بالضرورة أن تكون الأقوى أو الأكثر تكلفة، والعامل الأساسي هو أن تحتفظ بأسعار صرفها، أي أن أسعار صرفها لا تتقلب مع مرور الوقت، والفرنك السويسري أو الين الياباني أو الدولار الأميركي هي عملات نجت من جميع الأزمات بشكل جيد.
وأوضح التقرير أنه من ضمن العملات التي كانت الاكثر استقراراً هي الفرنك السويسري، والدولار الأميركي، والين الياباني، والكرونة النرويجية.
ومن ناحيته قال المحلل والخبير الاقتصادي وائل مكارم، في تصريحات لـ إرم الاقتصادية، إن الفرنك السويسري والدولار والين الياباني والكرونة النرويجية دائما الأفضل، إلا أنه في الفترة الأخيرة وفي ظل اختلاف السياسة النقدية، لم يكن الين الياباني يؤدي دور الملاذ الآمن مثل الفرنك السويسري، وهو أمر كان واضحاً مقابل أداء زوج الفرنك السويسري مقابل الين الياباني، الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 1972.
ووفقاً لبنك غولدمان ساكس، فإن وضع العملة كملاذ آمن عادة ما يكون نتيجة لمجموعة من العوامل التاريخية والاقتصادية، وهو ما يشبه الفائض الصافي الكبير من الاستثمار الدولي.
وفي كثير من الأحيان تتصرف الأسواق بطريقة تجعلها تتفاعل بنفس الطريقة، حتى لو فقدت العوامل الأصلية أهميتها.
العملة الأكثر استقراراً
كان الفرنك السويسري العملة الأكثر استقراراً في العالم لعام 2023، مدفوعاً بالاقتصاد القوي والنظام المصرفي السويسري المتطور للغاية، وبالإضافة إلى ذلك فإن ارتباط الفرنك بالذهب يعزز من أمان العملة.
وكان الفرنك السويسي مغطى بالذهب حتى منتصف عام 1999، لفترة أطول من العملات الأخرى، وانتقلت سمعة المعدن الثمين كعامل استقرار إلى الفرنك، وبقيت مرتبطة به إلى حد ما حتى يومنا هذا.
ولفت التقرير إلى أن سويسرا تعتبر منطقة محمية للأوروبيين المحافظين، حيث تستجيب العملة بشكل جيد للأزمات الأوروبية، ويقول خبراء غولدمان ساكس: "أوكرانيا تقع في أوروبا، والشرق الأوسط قريب من أوروبا، وبسبب اعتماد سويسرا الكبير على الطاقة في المنطقة يعد الفرنك أفضل عملة للأزمات".
ثالث أكثر عملة تداولاً
اكتسب الين الياباني مكانة جديدة بين العملات المستقرة، لأسباب مختلفة تماماً عن الفرنك السويسري، حيث يتفاعل بشكل إيجابي عندما تنهار الأسهم الأميركية، ومن ناحية أخرى فهي تعاني من ارتفاع العائد على السندات الأميركية، حيث تعتبر العملة الأميركية أكثر جاذبية للمستثمرين اليابانيين.
وعلى الرغم من أن اليابان لديها أعلى معدل دين وطني في العالم، إلا أنها تمكنت من الإبقاء على معدلات التضخم منخفضة لفترات طويلة من الزمن، ومن ثم فإن الين الياباني هو العملة الثالثة الأكثر تداولاً في سوق الصرف الأجنبي، بعد الدولار الأميركي واليورو، وبالإضافة إلى ذلك تحتل اليابان المركز الثامن بين الدول العشر الأوائل، التي تمتلك أكبر احتياطيات من الذهب في العالم.
جاذبية الدولار الأميركي
يصف خبراء غولدمان ساكس الدولار الأميركي بأنه وسيلة دفاع آمنة ضد الأزمات الاقتصادية، ولأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يبقي أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع في الأوقات الاقتصادية الصعبة، فإن العملة الأميركية ستظل مستقرة نسبياً في أغلب الأحيان.
وفي تصنيف 2023 للعملات المستقرة في العالم، احتل الدولار الأميركي المركز السابع، ونظراً لكونه العملة الأكثر تداولا وشعبية في العالم، إلا أن الدولار الأميركي لم يكن مدعوماً بالذهب لفترة طويلة، أي أنه لا يوجد ما يكفي من الذهب حول العالم لدعم كل الدولار.
ومن المؤكد أنه تم التخلي عن معيار الذهب في الغالب كأساس للنظام النقدي داخل الدولة، وعلى الرغم من ذلك لا يزال الكثير من الناس يجادلون بأن هذا عامل مهم في تحديد استقرار العملة.
الكرونة النرويجية
جاءت الكرونة النرويجية ضمن المراكز الثلاثة الأولى الأكثر استقراراً لعام 2023، واستفادت العملة النرويجية من صادرات النفط المرتفعة للبلاد، والتي يمكن أن توفر بعض الحماية ضد التضخم.
إلا أن بعض عيوب الكرونة، أنها تنخفض مع انخفاض سعر النفط، ومع ذلك تعتبر النرويج من الدول القليلة جداً في العالم التي ليس لديها صافي ديون، وحقيقة أخرى مثيرة للاهتمام حول الكرونة النرويجية هي أنها غير مرتبطة بأي عملة أخرى. وهذا لا يكاد يضيف إلى استقرار العملة بالمعنى الواسع، لكنه يوضح مسار البلاد نحو دعم عملتها الوطنية وبالتالي تعزيزها.