تقارير
تقاريررويترز

موسم الأعياد طوق نجاة لتجارة التجزئة في وول ستريت

يعد قطاع التجزئة من أبرز القطاعات أداءا في الأسواق المالية خلال 2023، والذي عادة ما يختتم كل عام بشكل جيد مع ارتفاع مستويات التسوق لدى المستهلكين لتزامنه مع فترة العطلات.

حيث ارتفع صندوق S&P Retail ETF  في الأشهر الثلاثة الأخيرة بنسبة تفوق الـ 16% مقارنة مع مكاسب مؤشر S&P 500 التي قاربت 7%، وبلا شك شهد قطاع التجزئة تحسنا تدريجيا بعد جموده النسبي أثناء جائحة كورونا، بعد ترتيب وإعادة هيكلة اذا صح التعبير لأولويات المستهلكين حول العالم.

ولكن خطط التحفير المالي أثرت بشكل كبير على كميات الطلب، ما شكل ضغطاً أكبر على سلاسل التوريد حينذاك، لترتفع بعد زوال سحابة كورونا معدلات التضخم لمستويات قياسية. وفي 2023 جاءت مكاسب أسهم قطاع التجزئة مدعومة باستمرار إنفاق المستهلكين والتي أثرت ايجاباً على بعض النتائج المالية، إضافة الى تحسن البيانات الاقتصادية وفق صحفيي وول ستريت جورنال.

وبالرغم من كل الأرقام التي تدعو للتفاؤل في 2023، إلا أن الحذر يتزايد في أسواق وول ستريت، مع توقعات المحللين في ظل اللهجة الحذرة لبعض عمالقة التجزئة في العالم مثل أمازون والتي كانت تشير توقعاته خلال ربع العطلات أقل من المتوقع.

ويرى المحلل في UBS جاي سول بأن موسم العطلات في نهاية العام من الممكن أن تدعم نتائج تلك الشركات، ولكن في ذات الوقت يحذر من تباطؤ الأرقام في بداية العام المقبل مع تقلص المدخرات لدى المستهلكين ومواجهة انفاق استهلاكي أكثر تواضعا.

كما كان للمحلل المالي في Baird بيتر بنديكت رأي مماثل، حيث يرى بأن عوامل الاقتصاد الكلي المتمثلة بمعدلات التضخم وسياسة الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، من الممكن أن تلعب بالاتجاه المعاكس بالنسبة لأسهم قطاع التجزئة في الأسواق، مع التشكيك في استمرارية الارتفاع وتلك المستويات التي وصلت إليها المؤشرات مؤخرا في أسهم القطاع، مع رؤيته لاحتمالية استمرار تخفيض تقديرات الأرباح لشركات التجزئة.

ويتفق مع ذلك جاي سول، حيث يرى بأن التضخم والتحفيز المالي ورفع أسعار الفائدة كلها تساهم في الضغط على التوقعات والتي سيكون لها تأثير سلبي متزايد، مع توقعاته بانحسار الانفاق بعد موسم عيد الميلاد نهاية العام، ويضيف بأن ذلك سيخفض توقعات المحللين وتقييماتهم لأسهم شركات التجزئة.

وحتى كبار التجارة الالكترونية، يرى المحللون بأنه بعد الأداء الجيد الذي كان خلال العام 2023، قد يواجهون المزيد من الصعوبات في العام المقبل، وبالأخص بعد إعلان أمازون عن نتائجها في أكتوبر والتي أشارت إلى توقعات أقل من تقديرات وول ستريت نفسها. وكما يرى محلل Bernstein مارك شموليك بأن شركات التجزئة أطلقت تحذيراتها بعد إعادة هيكلة المستهلكين لأولوياتها، ما يؤدي إلى المزيد من العروض الترويجية والخصومات.

التجارة الإلكترونية تقفز 18% في أكتوبر

وقفزت التجارة الإلكترونية بنسبة 18% على أساس سنوي في أكتوبر الماضي بحسب مارك شموليك، حيث أنه يتوقع في حال استمر التضخم في التباطؤ، فإن ذلك من شأنه أن يترك المزيد من الدولارات على الطاولة للمستهلكين لإنفاقها عبر الإنترنت.

وفي الوقت نفسه، كانت نتائج التجارة الإلكترونية للمتاجر التقليدية متباينة كما ذكر "شموليك"، حيث أن وول مارت قدمت نتائج أفضل بسبب نمو التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة في الربع الثالث بنسبة 24%، في الوقت الذي سجلت فيه كل من شركتي "تارغت" و"لوي" أداء سلبيا مع تأثرهما بالنمو السلبي للتجارة الإلكترونية في تقاريرهما الأخيرة.

وفي النهاية، فإن الارتفاع الأخير في تجارة التجزئة يعني أن آمال المستثمرين ستكون عالية عندما يتم الإعلان عن نتائج ربع العطلات في أوائل العام المقبل، وقد لا يتماشى ذلك مع النبرة الحذرة التي اتبعتها العديد من فرق الإدارة مؤخرًا.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com