تقارير
تقاريرShutterstock

فرنسا.. الشركات تواجه التضخم بخفض الهوامش والنفقات

تواجه شركات المنتجات الاستهلاكية التضخم بخفض الهوامش والنفقات، ويبدي مصنعو العلامات التجارية قلقهم، لأنه في حال تجاوزت الأسعار مستوى نفسياً معيناً، فتتعرض مبيعات منتجاتهم للكساد. وتهدف الشركات إلى خفض الأسعار قدر الإمكان والحفاظ على هوامش أرباحها وذلك من خلال اتخاذ الوسائل لتقليل النفقات وزيادة المدخرات.

وتمكّنت منذ عام بعض الشركات على تحمل ارتفاع أسعار الطاقة والنقل والمواد الأولية، عبر رفع الأسعار، ولكن هذا الوضع تغيّر حاليا فقد أدى التضخم الذي شهدته الأسر خلال العامين الماضيين والذي بلغ 21% في المحلات والسوبر ماركات، إلى تعطيل طرقهم الشرائية. ومن أجل تسوقّهم اليومي بالإضافة إلى مشترياتهم الترفيهية، يقوم المستهلكون بشد الأحزمة والتخلي عن بعض النفقات واختيار المنتجات الرخيصة وفقاً لصحيفة لو فيغارو.

وأكد ألكسندر بومبارد، الرئيس التنفيذي لكارفور أن "نهاية الشهر أصبحت في منتصف الشهر". أي أن القوة الشرائية للزبائن انخفضت إلى النصف في أوروبا."

وهذه العتبات النفسية لا تؤثر فقط على بعض العملاء. فالشركات أيضاً لها حدودها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع التضخم. وأظهر استطلاع أجرته حركة الشركات المتوسطة في الحادي عشر من سبتمبر أن 85% من المؤسسات المتوسطة الحجم أصبحت غير قادرة على تمرير كل أو جزء من زيادات التكاليف إلى عملائها.

  إلغاء بعض الوظائف

ولذلك، لم يعد أمام الشركات خيار سوى خفض التكاليف التي يمكن أن تسيطر عليها كالنفقات العامة، والسفر، وميزانية التسويق، والاستثمار في البحوث، وحتى تكاليف الموظفين. وأخذت كارفور زمام المبادرة اعتباراً من عام 2022. ومن أجل إبقاء أسعارها منخفضة قدر الإمكان مع تأمين هوامش ربحيتها، قامت شركات البيع بالتجزئة بزيادة تدابير الادخار، سواء في المتاجر أو في المقرات الرئيسية.

وتخطط شركات البيع بالتجزئة كل عام، من الآن وحتى عام 2026 لتوفير مليار يورو. ويمكن لمتاجر الهايبر ماركات أن تكون بمثابة درع ضد التضخم، شريطة أن تتولى دورها باعتبارها أولى منسقي التنزيلات.

ولذلك، يتم عرض المنتجات في صناديق جاهزة للبيع، مما يجنب الموظفين تفريغها ووضعها على الرفوف واحدة تلو الأخرى. وتريد شركات التجزئة أيضاً تبسيط تنظيم مكاتبها الرئيسية في جميع أنحاء العالم.

تقليل الهوامش

ويعمل جميع منافسي كارفور على شد الأحزمة لتخفيف ارتفاع الأسعار دون خفض هوامش أرباحهم بشكل كبير. وأصبح التدقيق في الشاحنات غير الممتلئة هو القاعدة. ويقول ميلود بنوادة، رئيس الفرع الفرنسي لملك المعكرونة: "هوامشنا صغيرة، لذا فإن كل سنت له أهميته". 

وتقوم الشركات بتعقب جميع النفقات غير الضرورية. وبالتالي، قامت شركات لوريال (غارنييه، ولوريال باريس، ومايبيلين، وغيرها) بالحد من إنفاقها الإعلاني وخفض استثماراتها في البحث والتطوير، وتقليل تكاليفها الإدارية والتجارية في العام الماضي. وقد مكنتها الكثير من الجهود من زيادة هامشها بينما لم تتجاوز سوى نصف الزيادات في التكلفة في أسعارها.

إعادة التفاوض

وهناك مصدر شائع آخر للادخار لدى الشركات وهو تقليل استهلاك الطاقة. وخفضت شركة الحلويات "هاريبو" مثلاً استهلاكها للطاقة 18% لكل طن من الحلوى المنتجة منذ عام 2016. وحققت ذلك من خلال استبدال جميع مصابيح الإضاءة التقليدية بمصابيح "ليد"، كما قلصت شركة الحلويات استهلاكها للمياه بنسبة 30 %. .

وأكد رئيس الشركة أن "هذه الإجراءات تسمح لنا بتوفير ملايين اليوروات وبالتالي للحد من زيادات الأسعار لدينا مع الاهتمام بأن تبقى شركتنا سليمة".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com