خاص
خاص

حرب غزة تؤرق اقتصاد المنطقة.. معدلات الفقر تتفاقم

تستمر الحرب في غزة لليوم الـ 21 على التوالي وسط حالة من الضبابية وعدم اليقين عن متى وكيف سينتهي هذا الصراع، الأمر الذي يزيد من مخاوف شعوب دول الجوار جراء زيادة معاناتهم وتأثر اقتصادات بلدانهم.

وحذر محللون من أن استمرار الحرب مع احتمال توسعها لتشمل دولا أخرى سيزيد من معاناة الطبقات الكادحة التي تعاني بالفعل من ارتفاع الأسعار في بلدانهم الأمر الذي سيزيد حتما من نسب الفقر بهذه البلاد.

"صندوق النقد" يحذر

وقد حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا من أن الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحماس بدأت تؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة .

وقالت غورغييفا: "إذا نظرت إلى الدول المجاورة - مصر ولبنان والأردن - فإن التأثير واضح بالفعل"، موضحة أن تكلفة التأمين بهذه الدول سترتفع في حال نقل البضائع فضلا عن وجود مخاطر لاستضافة دول الجوار لمزيد كن اللاجئين التي تستضيف بالفعل الكثير منهم.

ثلث سكان المنطقة

وقد أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة أوائل العام الجاري عن الفقر في المنطقة العربية إلى أن مستويات الفقر في المنطقة العربية قد ارتفعت خلال عام 2022 مقارنة بالسنوات الماضية ليصل عدد الفقراء إلى ما يقرب من 130 مليون شخص، أي ما يمثل ثلث سكان المنطقة، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي وليبيا، وذلك وفقا لخطوط الفقر الوطنية.

وهذه المستويات متوقع أن تستمر في الارتفاع خلال العامين المقبلين لتصل إلى 36% خلال عام 2024 المقبل.

تضخم وبطالة ونازحين

ووفق تقرير الأمم المتحدة فإن نسبة التضخم ارتفعت في المنطقة لتصل إلى 14% خلال عام 2022، مع توقعات بزيادة النسبة خلال العامين الجاري والمقبل بسبب الحرب التي نشبت بشكل مفاجئ بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وطبقا للتقرير الأممي فإن المنطقة العربية كانت قد سجلت أعلى معدل بطالة عالميا خلال عام 2022 بنسبة 12%، وكان من المتوقع أن يشهد العام الجاري انخفاضا لنسب البطالة إلا أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بددت هذه الآمال تماما بسبب أثرها المباشر على قطاعات السياحة والنقل التجارة والتأمين.

تكلفة شظايا الحرب

وأبدى خبراء اقتصاديون مخاوفهم من الآثار السلبية المباشرة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على القطاعات الاقتصادية لدول الجوار خاصة السياحة ممثلة في إلغاء حجوزات السائحين فضلا عن تأثر حركة التجارة والتي قد تشهد تباطؤا متأثرة باحتمال تعرض خطوط النقل البرية والبحرية لضربات عشوائية أو قصف متعمد الأمر الذي سيؤدي بالضرورة لارتفاع كلفة التأمين.

ويقول محسن سامي الخبيرالسياحي ومالك لإحدى شركات السياحة المصرية إن العديد من الأفواج السياحية قامت بالفعل بإلغاء حجوزاتهم من ألمانيا وإسبانيا، مؤكدا أن الآثار السلبية على قطاع السياحة ستستمر ما دامت الحرب مستمرة، موضحا ضرورة التهدئة ووقف العمليات العسكرية حتى لا تتسع دائرة التأثير السلبي لتشمل قطاعات اقتصادية أخرى مثل حركة التجارة والاستيراد والتصدير.

من جانبه، يرى وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي أن الحرب الحالية ستلقي بظلالها الثقيلة على منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن من الصور المباشرة لذلك الأثر السلبي على قطاع السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر، الأمر الذي سيؤثر على التصنيف الائتماني للمنطقة ما سيتبعه زيادة نسب الفقر والبطالة ومعاناة الشعوب المجاورة لدول الصراع.

بدوره، يؤكد الخبير الاقتصادي، فخري الفقي، أن حالة عدم الاستقرار وعدم اليقين هما العدو الأول للنمو الاقتصادي، الأمر الذي سيزيد بالتأكيد من نسب الفقر في المنطقة خاصة في الدول المجاورة لحلقة الصراع، مشيرا إلى أن العالم لازال يعاني من تبعات وآثار أزمة كورونا وموجة التضخم التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية بسبب حالة الاضطراب التي طالت سلاسل الإمداد عالميا ما زاد من أسعار السلع والطاقة بشكل كبير.

وحذر الفقي من أن استمرار الحرب مع احتمال توسعها لتشمل دولا أخرى سيزيد من معاناة الطبقات الكادحة التي تعاني بالفعل من ارتفاع الأسعار في بلدانهم الأمر الذي سيزيد حتما من نسب الفقر بهذه البلاد.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com