وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر إلى 1.6 مليار شخص على مستوى العالم، وهذا أكثر من ضعف الرقم المسجل في عام 2021، بحسب موقع "يورونيوز".
ويعود ذلك إلى عاملين إيجابيين جوهريين؛ تحسين صحة السكان واستقلالية المرأة، وبينما يعيش الناس لفترة أطول، فإن تعليم النساء آخذ في التحسن أيضًا، مما يعني أن لديهن عمومًا عددًا أقل من الأطفال.
ومن جهة أخرى، تمثل تأثيرات شيخوخة السكان قلقا متزايدا للحكومات، على سبيل المثال؛ في العام الماضي فقط، عانت فرنسا من اضطرابات سياسية عندما أعلنت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رغبتها في رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.
ويرى ماكرون أن عامين من العمل الإضافي كانا ضروريين لتحمل العبء المالي الناجم عن الشيخوخة السكانية، ورأى الفرنسيون في ذلك هجومًا على حقوقهم العمالية المشهورة بالحماية.
ورغم أن موقف ماكرون لم يحظ بشعبية كبيرة، فإنه كان بمثابة استجابة لمبدأ اقتصادي يجول حول ما إذا ارتفعت نسبة المتقاعدين إلى الشباب، فإن العبء الأكبر يقع على الميزانيات الحكومية.
إلى ذلك، ووفقا ليوروستات، بلغت نسبة إعالة كبار السن في الاتحاد الأوروبي 33% في عام 2022، وبحلول يناير 2050، من المرجح أن ينمو الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية ومعاشات التقاعد، حيث من المتوقع أن تصل النسبة إلى 56.7%.
ويغذي تأثير الشيخوخة على الإنتاجية توقعات مؤلمة، فإذا كان لدى الاقتصاد عدد أقل من الأشخاص في سن العمل، فقد تواجه الشركات صعوبة في ملء الوظائف، وهذا من شأنه أن يخنق إنتاج السلع والخدمات، ويضر بالقدرة التنافسية الدولية.
وحتى وقت قريب، لم يكن التحول الديموغرافي في منطقة اليورو مدمرا بشكل كبير للإنتاجية، وخلال السنوات العشرين الأولى من الألفية الجديدة، زاد عدد كبار السن في القوى العاملة، وقد ساهمت حياة العمل الأطول في موازنة ارتفاع نسبة الإعالة بين كبار السن، نتيجة لتحسن الصحة والقفز في سن التقاعد.
والمشكلة بالنسبة للحكومات هي أن هذا لن يدوم إلى الأبد، فلقد قضت جائحة كوفيد-19 على ميول العديد من العمال الأكبر سنا للعودة إلى العمل اليومي، أضف إلى هذا أن رفع سن التقاعد ليس طريقا سياسيا سهلا، ويعلم ماكرون ذلك جيدا.
وعلى المدى القصير، يمكن للهجرة أن تساعد في سد فجوات العمالة، لكنها قد لا تكون حلا مستداما، إذ يعتمد التدفق المستقبلي للعمال الشباب لأوروبا بشكل كبير على البلدان المرسلة، وغالبًا ما تكون في الجنوب العالمي، وتعاني بعض هذه الدول من مشاكل إنتاجية خاصة بها، حيث يغادر الشباب أوطانهم بحثاً عن آفاق دولية.
إلى تأثير الشيخوخة على الفائدة، من المحتمل أن يتسبب المتقاعدون في رفع أسعار الفائدة في حالة ما بدأوا في استنزاف مدخراتهم.
وصور تشارلز جودهارت، المسؤول السابق في بنك إنجلترا، المتقاعدين، الذين أصبحوا حديثاً عاطلين عن العمل، بأنهم أشخاص يستغلون مدخراتهم بينما يقتربون من سنوات الشفق.
وفي جهة أخرى، يعمل جيل الطفرة الاقتصادية، الذي يستعد ماليا للتقاعد، على رفع معدل الادخار، ويعتقد العديد من الاقتصاديين أنه مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع، ترتفع مستويات الادخار عبر المجموعات، ومع زيادة الادخار، سيؤدي ذلك إلى زيادة المعروض من الأموال، ما يترك تأثيرا على أسعار الفائدة.