خاص
خاص

استثمارات كأس العالم بالمغرب.. المونديال يعزز اقتصاد المملكة

فوائد اقتصادية كبرى تنتظر الاقتصاد المغربي، تزامنًا مع تنظيم المملكة المغربية كأس العالم 2030، تتصدرها زيادة الاستثمارات، وانتعاش قطاع السياحة ونمو الحركة التجارية.

وفي مطلع شهر أكتوبر الجاري، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فوز المغرب بتنظيم المونديال القادم بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال، لتصبح ثاني دولة عربية وإفريقية (بعد قطر وجنوب إفريقيا) تنظم البطولة العالمية، بعدما حصدت المركز الرابع في نسختها الماضية التي استضافتها الدوحة في العام الماضي 2022.

زيادة الاستثمارات

ويحقق تنظيم كأس العالم فوائد اقتصادية للبلدان المنظمة، على مستوى السياحة والخدمات والبنية التحتية وغيرها من المجالات التي ستتأثر إيجابا، فالمونديال بالنسبة للدول المستضيفة لا يعد لها مناسبة رياضية فحسب.

ومنذ الإعلان عن فوز المغرب بتنظيم المونديال، بدأت الاستثمارات تتدفق على اقتصاد المملكة المغربية، حيث خصصت الحكومة ملياري دولار لتأهيل 6 ملاعب لكرة القدم، في الفترة من 2023 إلى 2025، وتشيد ملعب جديد بمدينة بنسليمان نواحي الدار البيضاء بقيمة 5 مليارات درهم، في الفترة من 2025 إلى 2028.

وتكشف إحدى الدراسات المغربية الصادرة عن مؤسسة "صوجي كابيتال جستيون"، عن أن تنظيم البطولة سيتطلب من الحكومة المغربية تنفيذ استثمارات بنحو 6 مليارات دولار، تنفق معظمها على البنية التحتية وتحديثها.

وتؤكد الحكومة المغربية أنها وضعت برنامجًا لتطوير البنية التحتية الخاصة بكرة القدم، وجعل الملاعب الستة المعنية بالتأهيل والتحديث، تنسجم مع معايير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" بحلول 2025، وتتوافق مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بحلول سنة 2028".

فرص عمل

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور المهدي لحلو، الخبير الاقتصادي والأستاذ في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالمغرب، في تصريحات لـ "إرم الاقتصادية"، إن المغرب بصدد إنجاز العديد من مشروعات البنية التحتية خلال السنوات السبع المقبلة، استعدادا لتنظيم البطولة الدولية.

وأضاف أن الحصة الأكبر من الاستثمارات في البنية التحتية، سوف تكون من نصيب المنشآت الرياضة والملاعب ووسائل الانتقال، حيث تعمل الحكومة بوتيرة سريعة للانتهاء من الخط الثاني من القطار فائق السرعة، الذي سيربط بين أغادير والدار البيضاء.

وأكد الخبير الاقتصادي المغربي، أن هذه الاستثمارات في البني التحتية بدون شك، سوف تساعد في خلق انتعاش للعديد من القطاعات الاقتصادية أبرزها قطاعا المقاولات والسياحة، ما سيؤدي إلى توفير آلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

مكاسب اقتصادية

ويرى المهدي لحلو أن تنظيم بلاده كأس العالم القادم، سوف يعد فرصة لزيادة نسبة مساهمة المنظومة الرياضية في الاقتصاد، ورفع نسبتها في الناتج المحلي الإجمالي من 0.5% حاليًا إلى ما يتراوح بين 2 و3%.

أوضح أن المغرب سوف يحقق مكاسب اقتصادية غير مباشرة من تنظيم البطولة، عبر بيع حقوق بث المباريات إلى جانب عوائد بيع تذاكر المباريات وعوائد الإعلانات.

من جانبه، يقول أستاذ الاقتصاد بالمغرب سفيان بوشكور، في تصريحات لـ "إرم الاقتصادية، إن مونديال 2030 سوف يعزز من عمليات التنمية التي يشهدها المغرب، ويسهم في إحداث قفزات اقتصادية على كافة الأصعدة.

وحسب تقرير "دوري الشرق المالي 2023" فقد جمعت الأندية المغربية 9.4 مليون دولار من سوق الانتقالات الخارجية في العام الماضي، بعد بيع عقود لاعبين، لتأتي في المرتبة الثانية بعد مصر على مستوى الإيرادات.

رواج سياحي

وينضم القطاع السياحي إلى الأنشطة الاقتصادية المستفيدة من تنظيم المغرب للبطولة، حيث يتوقع أن يزور المملكة نحو 26 مليون سائح، ما سيرفع من نسب إشغالات الفنادق والخدمات السكنية، حيث يتوقع أن يتم توفير 100 ألف سرير إضافي قبل تنظيم البطولة وتحقيق عائدات بنحو 12 مليار دولار.

وتساهم السياحة حاليًا بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، وهناك توقعات بأن ترتفع هذه النسبة إلى 30%، مع تنظيم مونديال 2030.

وحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم، يستضيف المغرب 30 مباراة من مجموع مباريات هذه البطولة، وستوزع على 6 مدن هي الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش وأغادير وفاس.

وأوضح سفيان بوشكور أن الموقع الاستراتيجي للمغرب، سوف يكون بمثابة ميزة إضافية تسهم في جذب الجمهور من أوروبا والأميركتين، فضلا عن التقارب بين الدول الثلاث المنظمة للبطولة، ما يعني انتعاش قطاع الضيافة والطيران في المملكة المغربية.

وتعتزم الخطوط الملكية المغربية شراء 200 طائرة، حيث من المقرر أن تطرح مناقصة بنهاية العام الجاري، وذلك ضمن استعداداتها لتلبية الطلب المتزايد من السياح قبل كأس العالم 2030، وفق عبدالحميد عدو الرئيس التنفيذي للشركة.

وأشار أستاذ الاقتصاد المغربي إلى أنّ استضافة بلاده للمونديال القادم، تتوافق مع خطة الحكومة للتنمية التي تستهدف زيادة الناتج المحلي الإجمالي إلى 140 مليار دولار بحلول 2035، وهو ما يجعل من تنظيم كأس العالم أداة تحفيز قوية وسريعة لاقتصاد المغرب.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com