تحليل إخباري
تحليل إخباريمقر قمة بريكس في جنوب إفريقيا - رويترز

اقتصادي سابق في البيت الأبيض: تكتل بريكس يهدد هيمنة الدولار

يشكل تكتل دول بريكس تهديداً متزايداً لقوة الدولار، وذلك بسبب نمو الكتلة مؤخراً وتأثيرها في التجارة العالمية، بحسب الخبير الاقتصادي السابق في البيت الأبيض جو سوليفان.

وأشار سوليفان في مقال نشر مؤخراً في مجلة فورين بوليسي، إلى المخاوف المتزايدة من قيام تكتل دول بريكس بإنشاء عملة موحدة منافسة للدولار الأميركي، ما قد يؤدي إلى زعزعة مكانة الدولار باعتباره العملة الاحتياطية المهيمنة.

وحذر سوليفان في مقاله من أنه على الرغم من عدم إنشاء التكتل عملة منافسة في الوقت الحالي، إلا أن تلك الكتلة يمكن أن تسبب تهديداً للدولار بسبب نفوذها المتزايد، لا سيما بعد انضمام العديد من الدول إلى التكتل مؤخراً، مشيراً إلى أن انضمام مصر والسعودية إثيوبيا يمنح التكتل نفوذاً يتجاوز 12% من إجمالي التجارة العالمية، وذلك بسبب أن تلك الدول تحيط بقناة السويس التي تعتبر ممراً رئيسياً للأسواق الدولية.

وبالإضافة إلى ذلك تطرق سوليفان في مقاله إلى أهمية التكتل في أسواق السلع الأساسية، لاسيما وأن السعودية والإمارات وإيران تعد من كبار مصدر الوقود الأحفوري في العالم، وإلى جانب ذلك تعد البرازيل والصين وروسيا المصدرين الأساسيين للمعادن الثمينة.

وأوضح أن ضم السعودية وحدها يمنح تكتل بريكس مكانة كبيرة، حيث تمتلك المملكة العربية السعودية أكثر من 100 مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية مما يساعد على رفع إجمالي حيازات دول البريكس في سندات الخزانة إلى أكثر من تريليون دولار.

وبناءً على جميع تلك المعطيات يرى سوليفان أن دول بريكس ليست بحاجة إلى الانتظار حتى إصدار عملة مشتركة لتوجه ضربة قوية للدولار الأميركي، محذراً من أن تلك الاتجاهات قد تحول الدولار في النهاية إلى وضع شبيه للجنيه الإسترليني الذي خرج من الهيمنة الدولية في القرن التاسع عشر.

وتابع: "لا تحتاج دول البريكس+ بالضرورة إلى عملة تجارية مشتركة لتقليص مكانة الدولار، حيث فقط إذا طلبت الدول في التكتل أن يتم الدفع لكل عضو بعملته الوطنية الخاصة في التجارة البينية، فإن دور الدولار في الاقتصاد العالمي سيشهد تراجعا. ولن يكون هناك بديل واضح للدولار كاحتياطي عالمي، بل ستزداد أهمية مجموعة متنوعة من العملات".

وعلى الرغم من ذلك أعلن بنك أوف نيويورك ميلون، في مذكرة سابقة أنه يستبعد أن يفقد الدولار مكانته باعتباره عملة الاحتياطيات العالمية في أي وقت قريب، حتى في الوقت الذي جاء فيه توسع مجموعة بريكس للدول النامية بتحد جديد لهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.

وقال البنك: "إن انضمام السعودية والإمارات ومصر وإيران سيجعل المجموعة في شكلها الجديد ذات ثقل في قطاع صادرات الطاقة، وخاصة النفط، مما يشير إلى ظهور سلة سلع أولية مدعومة بالذهب والنفط من خلال المجموعة الجديدة".

وتسيطر دول المجموعة الجديدة على نسبة 75% من المنجنيز الموجود في العالم و50% من الجرافيت و28% من النيكل و10% من النحاس.

وكتب بوب سافيدج رئيس استراتيجيات وتحليلات الأسواق في البنك: "نستبعد أن يفقد الدولار مكانته في الاحتياطيات العالمية في أي وقت قريب.. يجب على الاتحادات النقدية الجديدة التطلع إلى التكنولوجيا أو السلال الخضراء عوضا عن السلال القائمة على الذهب أو الكربون".

وقال سافيدج: "إن ضم الإمارات والسعودية يرفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والقوة الاقتصادية".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com