متاجر أوروبية ترفض التنزيلات تصدياً للإفراط بالاستهلاك

تخيفضات في متجر أميركي
تخيفضات في متجر أميركيرويترز
ترفض بعض المتاجر والعلامات التجارية في أوروبا أن تتصرف كغيرها من الماركات الكبرى، وأن تعرض تخفيضات كبيرة، وتفضل البيع "بالسعر الاعتيادي" على مدار السنة. وهناك المزيد من العلامات التجارية التي تأخذ زمام المبادرة هذه في مواجهة الاستهلاك المفرط.  

ويقع متجر توماس هوريز في إحدى الضواحي الباريسية، ولا يقوم أبداً بعروض ترويجية. فهو يبيع بالسعر الاعتيادي على مدار السنة وهناك المزيد من العلامات التجارية التي تتبنى هذا النهج وفقاً لتقرير لصحيفة لوفيغارو.

ويقول هوريز وهو مؤسس للمتجر وللعلامة التجارية "إن المبيعات أصبحت ذريعة لأدنى ترويج لتشجيع الاستهلاك المفرط".

والمنتج الرئيسي لهذه العلامة التجارية هو الجينز، الذي يتخذ عدة أشكال وألوان، ويتراوح سعره حول 150 يورو كونه صنع في فرنسا وحسب الطلب.

وأضاف أن عملية التخفيض ليست بحد ذاتها نموذجاً اقتصادياً، فهي تسمح للعلامات التجارية بأن تكون أرخص لمدة شهرين فقط. فبيع الجينز عندنا يفرض علينا أن نبيعه طيلة السنة بسعر أعلى من غيرنا بين 10 إلى 15 يورو".

ويبدو أن هذا النهج يقنع العملاء. وتقول فابريس، 46 عاما، التي اشترت بنطال جينز من هذا المحل: "أنا لست ضحية المبيعات المخفضة، فأنا أشتري فقط ما أحتاج إلى ارتدائه، وأفضل أن أشتري وأدفع أكثر، من شراء ملابس تجوب الكوكب ثلاث مرات".

علامات تجارية صغيرة

وبدأ العديد من العلامات التجارية في اتباع نهج مماثل، حتى لو كان من الصعب تقدير عددها. فيشير بيير تالامون، مدير الاتحاد الوطني للملابس في فرنسا، إلى أن بعض الأعضاء يرفضون إجراء تخفيضات وعملاؤهم يتبعونهم. وأوضح قائلاً: "إننا نواجه علامات تجارية كبيرة تعتمد على الكميات والإفراط في الإنتاج، بهدف تحقيق الأرباح أثناء التخفيضات".

وتابع بيير تالامون مستنكرا:"إن التخفيضات تفقد معناها بسبب كثرة العروض الترويجية، وعرضها في وقت مبكر جدًا قبل الموسم، مما لا يمنح للمنتجات وقتًا لتباع".

وترفض جوليا فور، مؤسسة مجموعة "مود كليما" والعلامة "لوم" التجارية، الدخول في حرب الاسعار عن طريق خفض تكاليف الإنتاج والغش بزيادة الأسعار بشكل مصطنع حتى تتمكن من خفضها أثناء المبيعات. وهي تشجّع الزبائن على الشراء لأنهم يحتاجون إلى شيء يريدون الاحتفاظ به لفترة طويلة، بدلا من النظر إلى سلعة الشراء على أنها صفقة جيدة.

تثقيف المستهلك

وترى كريستين فيوشوت، المؤسسة المشاركة لعلامة تجارية صغيرة، أنه من الضروري تثقيف المستهلك للشراء بالسعر العادل، الذي يمثّل التسوية الجيدة بين المتانة والجودة واحترام الأشخاص الذين يصممون المنتج.

وتضيف أنه إذا كان الجينز بقيمة 100 يورو  يبدو باهظ الثمن مقارنة بأسعار الموضة السريعة، فهذا هو ما تستحقه كل سلعة مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، ويتم إنتاجها مع احترام الشركات المصنعة.

وهذا أيضاً رهان علامة "باسوس" التجارية التي تنتج مجموعة من المقاسات حسب الطلب. ويوضح ستانيسلاس ديمارتي، المؤسس المشارك لهذه العلامة التجارية:"هذا يسمح لنا بعدم الاحتفاظ بمخزون من القطع ذات الأحجام الصغيرة أو الكبيرة (اكس إكس ال) والتي  سنواجه صعوبة في بيعها".

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com