تقارير
تقارير

معضلة سوق العمل.. هل تحرك الركود بأميركا؟

اعتبر المحلل المالي الأميركي، غاري شيلينغ. أن الاقتصاد الأميركي تجنب الركود حتى الآن، لكن خطر حدوث انكماش اقتصادي أعمق لا يزال يلوح في الأفق.

وتفسيرا، قال شيلينغ، في حديثه لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية: "خذ الشركات الأميركية الصغيرة باعتبارها واحدة من المؤشرات الطبيعية للركود، مثل منحنى العائد، والمؤشرات الرائدة".

وأشار إلى أن "الشركات الصغيرة حساسة للغاية للظروف الاقتصادية لأنها لا تميل إلى أن تكون ذات رأس مال كبير للغاية"، وأشار إلى أنهم "يخفضون توظيفهم ومجالات أخرى".

* سوق العمل قوي

ومع ذلك، فإن سوق العمل بشكل عام هو السبب الرئيسي وراء تجنب الولايات المتحدة حتى الآن الركود، وقال شيلينغ: "لقد كان لدينا المزيد من القوة في التوظيف مما قد يتناسب مع حالة الأعمال".

وخلال فترة النقص في العمالة، كان على الشركات التي كانت تقوم بالتوظيف أن تتنافس على العمال. والآن، أصبحت هذه الشركات مترددة في تسريح الموظفين بعد إنفاق الكثير من الوقت والطاقة لتوظيف موظفين جدد، وهو ما يعتقد شيلينغ أنه أبقى سوق العمل أقوى من المتوقع.

وقال شيلينغ: "لم يكن لديك هذا الضعف في أسواق العمل، الذي أعتقد أنه كان من الممكن أن نعاني منه عادة وكان من الممكن أن يتسبب في الركود [في عام 2023]".

لكنه اعتبر أن "هذا لا يعني أنه لن يكون لدينا واحدة (مرحلة ضعف في سوق العمل)، لكنه يعني مهما كان الأمر، فهو مؤجل".

* دلالات عكسية

ومع ذلك، يراقب المحلل الأميركي دلائل على تباطؤ سوق العمل، وأكد أن "هناك الكثير من العلامات الأولية على الضعف في سوق العمل"، مشيراً إلى مكاسب الأجور والاستقالة وتضخم الخدمات.

وقال شيلينغ إن "تضخم الخدمات هو الذي يمثل صعوبة حقيقية بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وإذا نظرت إلى الأجور في مجال الخدمات، فإنها ترتفع بنسبة 5% أو 6% على أساس سنوي".

وأضاف أنه "الآن هذا لا يتناسب مع هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في التضخم بنسبة 2%".

وبينما اعتبر شيلينغ سوق العمل القوي هو الدافع وراء تجنب الركود، إلا أن توقعاته بضعف هذا السوق القوي تدفع شبح الركود للساحة، وتظهر أنه لا يزال يلوح في الأفق.

* الفائدة

إلى الفائدة، أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنه يخطط لخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات على الأقل في عام 2024.

وفي هذا السياق، قال شيلينغ إن "بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة، لكنهم يريدون التأكد من القضاء على التضخم لأنني أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة من أمره. ولماذا يجب أن يكونوا كذلك".

وأوضح شيلينغ أنه "لا يوجد دليل واضح على أن الاقتصاد ينهار. وطالما أن التوظيف قوي كما هو، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com