التعدين في أستراليا
التعدين في أستراليارويترز

شبح الإفلاس يخيم على شركات النيكل الأسترالية

يخيم شبح الإفلاس على شركات النيكل الأسترالية، جراء انخفاض أسعار هذا المعدن، بعد زيادة المعروض الإندونيسي.

وحتى الشركة العملاقة "بي إتش بي" اضطرت إلى اتخاذ إجراءات صارمة. فهذه الشركة، وهي أكبر مجموعة تعدين في العالم، أعلنت انهيار أرباحها بنسبة 86% في النصف الأول من سنتها المالية، ويرجع ذلك إلى حد ما، إلى شطب أصول بقيمة 2.47 مليار دولار مرتبطة بقسم "ليكل ويست" التابع لها. 

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، مايك هنري في مقابلة تلفزيونية على هيئة الإذاعة العامة الأسترالية ABC: "على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، شهدنا ازدهاراً كبيراً في إمدادات النيكل من إندونيسيا، الأمر الذي فاجأ الجميع، لأنه حدث بشكل أسرع وبتكاليف أقل، من تلك التي توقعها المشاركون في السوق".

وأكد مايك هنري أن الزيادة في العرض من إندونيسيا، الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، والمدعومة بالاستثمارات الصينية، كان لها بشكل خاص "تأثير على النيكل ذي الجودة العالية، الذي تنتجه شركة "بي إتش بي".

وقد أدى ذلك إلى انخفاض سعر هذا المعدن الذي يستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية. وحذر هذا المسؤول قائلاً: "نعتقد أن هذا الوضع سيستمر لبعض الوقت، وربما حتى نهاية هذا العقد".

ولتجنب انهيار هذه الصناعة وخسارة آلاف الوظائف، قررت الحكومة الفيدرالية الأسترالية إدراج النيكل في قائمة المعادن المهمة. ويسمح هذا الإجراء للشركات بالوصول إلى صندوق دعم بما يقرب من 4 مليارات دولار.

ولكن وفقا لشركة بي إتش بي، فإن جميع التدابير التي خططت لها الحكومة، مثل الإعفاءات الضريبية وتخفيف حقوق الملكية وغيرها من الإعانات، لن تكون كافية لإنقاذ القطاع.

وبعد انخفاض قيمة الأصول، تخطط المجموعة للمضي قدماً وتعليق جميع الأنشطة داخل شركة "نيكل ويست" التي توظف 3000 شخص.

النيكل النظيف

وتريد كانبيرا من البورصات العالمية، التي يتم فيها تحديد الأسعار المرجعية، مثل بورصة لندن للمعادن وبورصة شيكاغو التجارية، التمييز بين النيكل "النظيف" المنتج في أستراليا حسب المعايير البيئية والجودة الصارمة، والنيكل "القذر" الذي ملأ السوق مؤخراً. ويتم إنتاج هذا الأخير في أغلب الأحيان في إندونيسيا، من قبل مشغلين صينيين، لا يهتمون كثيراً باحترام البيئة.

وتحدث سفير أستراليا لدى الولايات المتحدة، رئيس الوزراء السابق كيفن رود، إلى أعضاء في إدارة بايدن وشركات التعدين والمصنعين الأمريكيين حول هذا الأمر، حسبما ذكرت صحيفة "ذا فايننشال ريفيو" المالية الأسترالية اليومية. وأكد متحدث باسم الإدارة الأمريكية أن كانبيرا وواشنطن "تتفقان بشدة على أن هناك حاجة، إلى قدر أكبر من الشفافية في السوق، لضمان أن المعادن المشتراة والمتداولة تأتي من مصادر مستدامة".

وبشكل عام، يعاني قطاع التعدين الأسترالي من انخفاض أسعار المعادن. وأعلنت شركة ريو تينتو العملاقة، أكبر منتج لخام الحديد في العالم، عن انخفاض أرباحها بنسبة 12% في عام 2023. وهذا التباطؤ نتج عن انخفاض أسعار المواد الخام، مما أدى إلى الضغط على نتائجها بمقدار 1.5 مليار دولار.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com