مدد مصرف لبنان فترة السماح للبنوك بشراء كمية غير محددة من الدولارات عبر منصة "صيرفة" التابعة له حتى نهاية الشهر المقبل، وصدر التعميم بخصوص هذا الترتيب للمرة الأولى نهاية عام 2021، ويجري تمديده بانتظام منذ ذلك الحين.
أزمة الدولار
أعلن مصرف لبنان، هذا الشهر، عن بيع كمية غير محددة من الدولارات بسعر صرف جديد يبلغ 90 ألف ليرة للدولار لدعم العملة المنهارة
وكان المصرف حدّد سعر الصرف الرسمي عند 15 ألف ليرة للدولار في أول فبراير، مقابل 1507 ليرات كانت مثبتة حتى ذلك الوقت.
ويستهدف المركزي السيطرة على الارتفاع الكبير لسعر الليرة في السوق السوداء، وتوحيد سعر الصرف الذي يشترطه صندوق النقد الدولي لتقديم حزمة مساعدات قيمتها 3 مليارات دولار.
وتبلغ احتياطيات البلاد الحالية من النقد الأجنبي 15 مليار دولار، منها 10 مليارات دولار يمكن استخدامها في الخارج والباقي "دولارات محلية"، واحتياطيات الذهب تقدر بنحو 17 مليارًا.
أزمة لبنان
يعيش لبنان أزمات متراكمة منذ أكتوبر 2019، إذ انهار سعر صرف العملة الوطنية من 1500 ليرة لكل دولار إلى أكثر من 100 ألف ليرة.
وتعاني نسبة كبيرة من العائلات في لبنان من تدهور القيمة الشرائية لمداخيلها، خصوصًا الأشخاص الذين يتقاضون رواتبهم بالعملة اللبنانية، وبمعدلات باتت تقل عن 50 دولارًا في الشهر.
ويقابل ذلك ارتفاع تضخم الأسعار في بلد يستورد أكثر من 80% من احتياجاته.
سجّل التضخم في لبنان الشهر الماضي 189.6% على أساس سنوي، وارتفع على أساس شهري بنسبة 25.5% مقابل يناير 2023، في حين بلغ في العاصمة بيروت 29.5%.
يُذكر أن متوسط التضخم سجّل 218% في لبنان على أساس سنوي في النصف الأول من 2022، في حين تجاوز تضخم أسعار المواد الغذائية 390%، بعد أن سجّل أعلى مستوى له عند 483% في يناير/كانون الثاني 2022، وفق بيانات البنك الدولي.
من جانبه حذّر صندوق النقد الدولي من أن لبنان بات في "وضع شديد الخطورة، وعند مفترق طرق"، بعد إخفاقه في تنفيذ إصلاحات طالب بها من أجل الحصول على تمويل قيمته 3 مليارات دولار.