تقارير
تقاريرالرئيس الصيني يستذكر أيامه في قرية نائية - شينخوا

الحزام والطريق.. تجربة "شي" التي انطلقت من قرية نائية

قبل خمسة عقود، كان شي جينبيغ زعيم  قرية في الريف الصيني الفقير بينما لم تكن بلاده من القوى على خارطة المتحكمين في اقتصاد العالم، ومن قريته "ليانغجياخه" قام شي بإصلاح الطريق الذي يربط بلدته بخارجها.

 يروي سكان تلك القرية ، ممن عاصروا عهد شي كزعيم لها ، كيف قام بإصلاح الطريق الضيق والمتعرج والبدائي والوحيد هناك ليجلعه أوسع  وسلسا يوفر الوقت في التنقل للمزارعين وللسكان بشكل عام  لينطلق عصر من التطور في تلك القرية النائية وتزدهر أعمال مزارعيها.

يقول أرشيف وكالة شينخوا الصينية إنه في أواخر الستينيات من القرن الماضي، وصل مراهق إلى قرية صغيرة مختبئة على هضبة اللوس في الصين مجهدا بعد ثلاثة أيام من السفر بالقطار والشاحنة وسيرا على الأقدام. لقد كان من بين "الشباب المثقفين" الذين أرسلهم الزعيم  ماو تسي تونغ إلى الريف "لإعادة تثقيفهم" بالفضائل الريفية للفلاحين الذين يشكلون الأغلبية في الصين.

شي جينبينغ  خلال إشرافه على قرية
شي جينبينغ خلال إشرافه على قرية شينخوا

تألم تشي لما رآه من تحديات شديدة للحياة في قرية ليانغجياخه، مثل النوم في بيوت كهفية موبوءة بالبراغيث، والعمل لساعات طوال ومكافحة الجوع. وهناك كافح الصعوبات على مدى سبع سنوات، ليقود القرويين إلى حياة أفضل بكثير.

البناء بالحكمة

وعندما وصل تشي إلى قيادة الصين، بدأ يفكر في تحويل تجربته بتطوير قرية ليانغجياخ إلى فكرة عالمية، تقوم على فلسفة الطريق أولا، في مسار التنمية وتطور البلدان النامية.

وتقول الرواية التي تؤرخ لمسار الرئيس الصيني الحالي أنه اختار أن يضع تنمية الصين على عجلات. "الطرق أولا، ثم الازدهار". فقد كان كثيرا ما يستشهد شي بهذا القول الصيني المأثور لتوضيح كيف يمكن لبناء البنية التحتية أن يحفز التنمية. وفي رأيه، فإن تغيير تلفريك أو إصلاح جزء من الطريق، في بعض المناطق الفقيرة على وجه الخصوص، يمكن أن يفتح الباب أمام التخفيف من حدة الفقر وازدهار حياة الفقراء.

وفي 2013، أطلق تشي مبادرة الحزام والطريق بعدما رسخ مكانة الصين كلاعب لايستغني عنه الاقتصاد العالمي إلى الحد الذي بات يطلق على هذا البلد تسمية" مصنع العالم".

 يقول أكاديميون صينيون إن مبادرة " الحزام والطريق " كانت حاسمة في نجاح رؤية الرئيس شي لتطوير اقتصاد الصين ، فهي توفر شبكة من طرق تدفق السلع الصينية وفي الوقت ذاته، تطرح نفسها لصالح تنمية دول العالم المتأخر اقتصاديا.

وقال روبرت كون، الخبير الأميركي الذي ألف كتاب "كيف يفكر قادة الصين"، إن مبادرة الحزام والطريق "تستفيد من تجربة الصين التي لا مثيل لها ومزاياها التنافسية في بناء البنية التحتية: السكك الحديدية والطرق والموانئ والمطارات ومحطات الطاقة والاتصالات".

لكن الصينيين يرون أن مبادرة الحزام والطريق تذهب إلى ما هو أبعد من البنية التحتية، فوفقا لكتاب أبيض حول هذه المبادرة ، فهي حل صيني لقضايا التنمية العالمية و من شأنها أن تقلص العجز الحالي في السلام والتنمية والحوكمة التي تطرح تحديا هائلا للبشرية.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com