ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن صوفي بينيه، أمين عام الاتحاد العام للعمل، قولها في مقابلة أجرتها مع قناة "بي إف إم" التلفزيونية، اليوم: "أعتقد أن الرسالة واضحة: هذا الإصلاح غير مبرر من وجهة نظر اقتصادية، ويعد ذلك عنيفا للغاية بالنسبة للملايين من العاملين".
وكان الاتحاد الوطني للمناجم والطاقة، الذي يمثل قطاع الطاقة في البلاد، قال يوم الجمعة الماضي، إن مهرجان كان السينمائي، وجائزة موناكو الكبرى، وبطولة فرنسا المفتوحة للتنس (أو بطولة رولان جاروس)، ومهرجان أفينيون للفنون، التي ستقام كلها خلال الأشهر المقبلة "قد تجد نفسها في الظلام".
وأمس الأحد، كشف استطلاع للرأي أن شعبية الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ نحو 5 سنوات، بعد أن وقع على قانون إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل والذي أثار احتجاجات واسعة النطاق.
وبحسب وكالة بلومبرغ للأنباء، فإن الاستطلاع الذي أجراه "المعهد الفرنسي للرأي العام" (إيفوب) لصحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية أظهر أن شعبية ماكرون تراجعت بمقدار نقطتين لتصل إلى 26%، مما يقربه إلى أدنى مستوى قياسي له عند 23% في أواخر عام 2018.
وتراجعت أيضا نسبة تأييد رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، بمقدار نقطتين لتصل إلى 27%.
وتنتظر فرنسا في الأول من مايو المقبل احتجاجات دعت إليها النقابات العمالية، حيث ما زال الغضب قويا بشأن خطة معاشات ماكرون التي تم سنها في وقت سابق من الشهر الجاري.
والخميس الماضي، اقتحم المتظاهرون ردهة شركة "يورونكست" المشغلة للبورصة بسبب معارضتهم للإصلاح، الذي رفع الحد الأدنى لسن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.
والأسبوع الماضي، دافع ماكرون عن إصلاح قانون التقاعد، مؤكدا أن "قضية المعاشات جزء من جدول أعمال لجعل فرنسا أقوى".
وقال ماكرون إن "رفع سن التقاعد يعني العمل أكثر وإنتاج المزيد من الثروة للبلاد، إنه كفاح لكل فرد، هذا صحيح وأنا أدرك ذلك، لكنه مفيد بشكل جماعي".
وأضاف أنه يدرك أن التعديل، الذي يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما، لم يلق قبولا جيدا، لكن كان عليه أن يعمل من أجل مصلحة البلاد.
وتابع: "ما يغذي اليأس هو أننا واحدة من الدول القليلة في أوروبا التي لم تتغلب حتى الآن على البطالة الجماعية واعتادت على تراجع التصنيع، لقد وضعنا حدا لذلك ونخلق فرص عمل ومصانع مرة أخرى".
وأشار إلى أنه إذا تركت الصناعة تنهار، ستعاني الخدمات العامة أيضا، وتابع: "هذا هو تاريخ فرنسا منذ الثمانينيات، هذه هي الصفحة التي نفتحها".