تقارير
تقاريرنقود معدنية وفي المنتصف مجسم للكرة الأرضية

وسط عدم يقين جيوسياسي.. ما مدى إمكانية حدوث ركود عالمي؟

جاءت توقعات صندوق النقد الدولي إيجابية للاقتصاد العالمي، وأبرزها أن احتمالية حدوث ركود باتت ضئيلة للغاية، كما رفع توقعاته للنمو العالمي إلى 3.2% في العام الجاري، لكن المخاطر ليست بعيدة.

إذ أشار بيير أوليفييه جورينشاس، المستشار الاقتصادي ومدير قسم الأبحاث في صندوق النقد الدولي، لشبكة "سي إن بي سي"، إلى خطر حدوث ركود عالمي ضئيل، على الرغم من التذمر المستمر بشأن عدم اليقين الجيوسياسي.

وأوضح أنه "عندما نقوم بتقييم المخاطر، فإن فرص حدوث شيء مثل الركود العالمي، تكون ضئيلة إلى حد ما. في هذه المرحلة، سيستغرق الأمر الكثير لإخراج هذا الاقتصاد عن مساره. لذلك كانت هناك مرونة هائلة من حيث النمو".

وقال جورينشاس إن "مجموعة الأخبار الجيدة" تشمل الأداء الاقتصادي القوي للولايات المتحدة والعديد من اقتصادات الأسواق الناشئة، إلى جانب انخفاض التضخم بشكل أسرع من المتوقع حتى وقت قريب، على الرغم من ضعف النمو في أوروبا.

* أسعار الطاقة

وتأخذ توقعات النمو، منذ العام الماضي، في الاعتبار تزايد عدم الاستقرار الجيوسياسي، في ظل التوترات في الشرق الأوسط، التي تخيم على سوق النفط، فضلا عن تعطيل طرق الشحن في البحر الأحمر.

وتتضافر كل هذه العوامل مع الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، والتي كان لها أكبر تأثير على أسعار الطاقة في أوروبا في عام 2022.

وأشار جورينشاس إلى أن ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير ومستمر، طوال عام 2024، والمزيد من انقطاع الشحنات بين آسيا وأوروبا، من شأنه أن يغذي التضخم في عام 2024، الأمر الذي قد يدفع البنوك المركزية إلى إبقاء أسعار الفائدة، أعلى لفترة أطول ويؤثر على النمو العالمي.

ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، فإن الارتفاع المستمر في أسعار النفط بنحو 15% في عام 2024، من شأنه أن يدفع التضخم العالمي إلى الارتفاع بنحو 0.7%، على الرغم من أن قيمة السلعة أثبتت حتى الآن استقرارها نسبياً، حتى من خلال الارتفاع الأخير في التوترات بين إسرائيل وإيران.

* مصدر قلق كبير

وعلى الرغم من إيجابية التوقعات الأخيرة، قالت جيتا جوبيناث، نائبة المدير العام لصندوق النقد الدولي، للشبكة الأميركية يوم الثلاثاء، إنها قيّمت المخاطر الجيوسياسية باعتبارها "مصدر قلق كبيرا".

وأضافت: "لقد تمكنا بطريقة ما من إدارة الوضع حتى الآن، ولا نرى تداعيات كبيرة من الشرق الأوسط. لكن هذا ليس أمرا مفروغا منه. وهذا أحد المخاطر الكبيرة التي نراها، والتداعيات التي يمكن أن تترتب على أسعار النفط يمكن أن تكون كبيرة".

* مخاطر كبيرة

وفي سياق منفصل، حذر صندوق النقد الدولي الولايات المتحدة، من أن عجزها المالي الضخم أدى إلى زيادة التضخم، ويشكل "مخاطر كبيرة" على الاقتصاد العالمي.

وقال الصندوق في تقريره القياسي للمراقبة المالية، إنه يتوقع أن تسجل الولايات المتحدة عجزا ماليا بنسبة 7.1% العام المقبل، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط البالغ 2% للاقتصادات المتقدمة الأخرى، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

كما أثار الصندوق المخاوف بشأن ديون الحكومة الصينية، حيث من المتوقع أن تسجل البلاد عجزا بنسبة 7.6% في عام 2025، أي أكثر من ضعف المتوسط البالغ 3.7% للأسواق الناشئة، في الوقت الذي تتعامل فيه بكين مع ضعف الطلب وأزمة الإسكان.

وكانت الولايات المتحدة والصين من بين أربع دول وصفها الصندوق بأنها "بحاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات سياسية، لمعالجة الاختلالات الأساسية بين الإنفاق والإيرادات"، أما الدول الأخرى فكانت المملكة المتحدة وإيطاليا.

وقال صندوق النقد الدولي، إن الإنفاق المفرط من جانب الولايات المتحدة والصين، على وجه الخصوص، يمكن أن تكون له "آثار عميقة على الاقتصاد العالمي، ويشكل مخاطر كبيرة على التوقعات المالية الأساسية في الاقتصادات الأخرى".

ومن جانبه، قال جورينشاس إن الوضع المالي للولايات المتحدة "مثير للقلق بشكل خاص"، مما يشير إلى أنه قد يعقد محاولات بنك الاحتياطي الفيدرالي، لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2%، وفقا لفياننشال تايمز.

وأضاف: "تزداد المخاطر على المدى القصير لعملية تباطؤ التضخم، فضلا عن مخاطر الاستقرار المالي على المدى الطويل للاقتصاد العالمي".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com