المنتجات الزراعية الأوكرانية تُغرق أوروبا.. وغضب الجيران يزداد

ال
ال
تزداد صادرات الحبوب والسكر والدواجن إلى أوروبا بشكل ملحوظ كنوع من الدعم الاقتصادي لكييف بحربها مع موسكو.. لدرجة بات تثير في الأشهر الأخيرة غضب المزارعين من البلدان المجاورة.

ومنذ بداية الصراع، أصبح الاتحاد الأوروبي يمنح أولوية للواردات الأوكرانية، فخفّض الرسوم الجمركية، ما أدى إلى ارتفاع كميات صادرات أوكرانيا من السكر والدجاج والبيض إلى أوروبا، وإلى انقلاب سوق الحبوب رأساً على عقب.

وأفاد تييري بوش، كبير الاقتصاديين في غرفة الزراعة الفرنسية لصحيفة "لي زيكو" الفرنسية أن الاتحاد الأوروبي استورد من أوكرانيا عام 2022، أكثر  من نصف وارداته من البيض.

وأضاف: بالنسبة للسكر، زادت الصادرات الأوكرانية إلى أوروبا أكثر من عشرة أضعاف". وقبل الحرب، تم بيع 21% فقط من السكر إلى الاتحاد الأوروبي. وبعد عام 2022، ارتفعت هذه الحصة إلى 74%. وقبل الحرب، كان الاتحاد الأوروبي يستورد  20 ألف طن من السكر من أوكرانيا، مقارنة بـ 400 ألف طن اليوم.

وبالنسبة للحبوب والتي انخفض إنتاجها بسبب الحرب، أصبحت أوروبا الوجهة المفضلة للصادرات الأوكرانية من الشعير والذرة بدلاً من الصين.

وفي مذكرة بحثية نشرها في نهاية شهر يناير، سيلفان بيرسينجر، أحد كبار الاقتصاديين، جاء أن الصراع الروسي الأوكراني أدى بشكل  عام إلى انخفاض الصادرات الزراعية (الأوكرانية) بسبب تراجع الإنتاج وصعوبات التجارة عبر البحر الأسود، فيما نمت الصادرات الزراعية من أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 176% بين عام 2021 وعام 2023، وذكر أن صادرات أحجام السكر تضاعفت بمقدار عشر مرات، وأحجام الحبوب تضاعفت أكثر من ثلاث مرات.

توقف صادرات البحر الأسود

وفي بداية الحرب، انخفضت صادرات الحبوب بسبب انسداد البحر الأسود وخسائر الإنتاج، ما أجبر كييف على البحث عن ممرات بديلة كالطرق والسكك الحديدية المتصلة بالاتحاد الأوروبي، لتفادي هذا الانسداد. ثانياً، تمكنت أوكرانيا من استئناف صادراتها عن طريق البحر جزئياً بفضل اتفاق بشأن ممر بحري في يوليو 2022 تحت رعاية الأمم المتحدة وتركيا. لكن روسيا نددت بهذا الاتفاق في يوليو 2023.

ورغم أن أوكرانيا تمكنت منذ ذلك الحين من إعادة فتح ممر آخر على طول سواحلها، فإن المصدرين ما زالوا يفضلون الطرق البرية أو النهرية أو السكك الحديدية، الأمر الذي أثار غضب المزارعين من البلدان المجاورة مثل مزارعي الحبوب البولنديين الذين أصبحوا يحتجون ضد المنافسة الأوكرانية .

ويقول تييري بوش: "إن الوضع لا يزال متوتراً على الحدود البولندية، كما يرى أن بداية غضب المزارعين الأوروبيين تتزامن تماما مع تداعيات الحرب في أوكرانيا التي زعزعت استقرار المشهد الزراعي في الاتحاد الأوروبي."

وبعد القطاع الصناعي، تحتل الزراعة المرتبة الثانية من حيث الأهمية بالنسبة لاقتصاد أوكرانيا، إذ كانت تدر عليه نحو 10% من الناتج المحلي السنوي، وتحقق للبلاد اكتفاء تعززه صناعات المواد الغذائية المحلية.

أما بالنسبة للعالم، فقد احتلت زراعة الحبوب والمحاصيل الزيتية الأوكرانية المركز السادس من حيث الحجم في 2021، وهو ما تمثل بصادرات بلغت 48.3 مليون طن من الحبوب، بما يشمل القمح والشعير والذرة.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com