روبوت ياباني
روبوت ياباني رويترز

اليابان تدرب الروبوتات على الاستقلالية لزيادة الإنتاجية

يسعى بعض الباحثين في اليابان إلى تعليم الروبوتات كيفية اكتساب الاستقلالية بتحركاتها على غرار تحرّكات الأشخاص، للسماح لها  بالقيام بعمليات معقدة. وقد تم إجراء تجارب معينة بنجاح، ولكن تتصرف الروبوتات أحياناً بشكل غير متوقع، وفقاً لصحيفة "ماينيتشي شيمبون" اليابانية.

وأصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي حالياً قادراً على المحادثة والرسم. ولكن هل يمكننا أن نتصور ذكاءً اصطناعيا يتصرف مثل الإنسان؟

في مركز البيولوجيا الطبية في جامعة طوكيو، يعمل فريق كاناكو هارادا، أستاذة الهندسة الطبية الحيوية، على تطوير روبوت مزوّد بذكاء اصطناعي يقوم بإجراء تجارب علمية.

وباستخدام ذراعه المجهزة بمثقاب، يقوم الروبوت بحفر دائرة قطرها 8 ملليمترات في قشرة بيضة نيئة دون لمس الجلد الرقيق الموجود تحتها، وهي عملية صعبة حتى بالنسبة للأشخاص المدربين.

وعلى سبيل المثال، في مصانع تجميع السيارات، تقوم الروبوتات دائماً بنفس العمل وبنفس الحركات، على قطع ذات حجم موحد.

ولكن، عندما نتعامل مع أشياء تختلف عن بعضها البعض، فالحواس وخصوصاً البصر والسمع واللمس، تكون ضرورية لتقييم تلك الفوارق والقيام بالحركات المناسبة لها، كما توضح الأستاذة كاناكو هارادا.

والذكاء الاصطناعي التوليدي يتعلّم ان يعبّر عن نفسه مثل البشر من خلال دمج كميات كبيرة من الصور والنصوص المتنوعة التي أنشأها الإنسان، ولكن سيكون من المستحيل له أن يستوعب جميع خصوصيات جميع الأفراد.

ولكي يتمكن الروبوت من أن يدرك الفوارق بين كل فرد، فلا بد له من أن يكون مجهزاً بأدوات الذكاء الاصطناعي وأن يكون مستقلاً، بحسب الباحثة.

سلوكيات غير متوقعة

والبشر يتصرفون بشكل مستقل استناداً إلى المعلومات العديدة التي توفرها لهم حواسهم الخمس. وبنفس الطريقة، أي من خلال ربط الأعصاب بين الذكاء الاصطناعي والروبوت كما هو الحال بين الدماغ والجسم، يتم منح الآلة القدرة على ان تشعر بالأحاسيس، وبالتالي على ان تصبح مستقلة.

ولمعرفة كيفية ثقب قشر البيض و"تخمين" الإحساس، يتم التحكم في الروبوت أولاً بواسطة إنسان. وبعد التدريبات المتكررة، يتمكن الروبوت بالقيام بالحركات الصحيحة من تلقاء نفسه، بغض النظر عن حجم البيضة أو انحنائها.

وبعد الانتهاء من تطوير مثل هذه الروبوتات المستقلة، فهي تصبح قادرة على القيام بمهام مستحيلة على البشر. وعلى سبيل المثال، يمكنها التعامل مع الأشياء الخطرة والعينات الملوثة دون أن تتأثر بها، وأن تعمل في بيئات قاسية مثل بيئات شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، وحتى في الفضاء الخارجي. ومع ذلك، لا يستجيب الذكاء الاصطناعي دائماً بشكل صحيح. فيمكن أن تؤدي الأخطاء في التعليمات والتدريبات إلى تصرفات الروبوت بشكل غير متوقع.

اختبار البيض المخفوق

وقام معهد الذكاء الاصطناعي والروبوتات في جامعة واسيدا (اليابان)، بقيادة البروفيسور تيتسويا أوغاتا، بتطوير روبوت للطهي بفضل الذكاء الاصطناعي. وأصبح هذا الروبوت قادراً على إعداد البيض المخفوق. وتم عرض التجربة في نسخة سابقة بتاريخ 26 سبتمبر الماضي.

فباستخدام ملعقة، يقوم الروبوت بتحريك البيض المخفوق ببراعة في مقلاة ساخنة، أولاً ببطء عند الأطراف، ثم بسرعة أكبر في الوسط.

ومفتاح فعالية هذا الروبوت هو تقليد الإيماءات البشرية. فعيناه تحتويان على أجهزة استشعار بصرية، كما تحتوي راحة اليد والأصابع على أجهزة استشعار لمسية، ما يسمح للذكاء الاصطناعي باستشعار الحالة المتغيرة للبيض. وبعد إجراء العملية حوالي عشر مرات، تمكن الروبوت، الذي تم التحكم فيه عن بعد من قبل فريق البحث، من إعادة إنتاج هذه العملية بمفرده. وهكذا يصبح الروبوت مثل الطفل الذي يتعلم من والديه قبل أن يصبح مستقلاً.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com