هجرة من نوع آخر.. الأثرياء الأميركيون يبحثون عن "ملاذات آمنة"

يجمع عدد متزايد من الأثرياء الأميركيين عدة جوازات سفر قد يصل عددها إلى أربعة، في حال اضطروا إلى مغادرة بلدهم الأصلي. وقد يشهد عام 2024، أرقاماً قياسية من المهاجرين من ذوي الثروات الكبيرة، وفقاً لـ"سي إن بي سي".

ويتجاوز الأميركيون جميع الجنسيات الأخرى، عندما يتعلق الأمر بالحصول على أماكن إقامة بديلة وجنسيات إضافية، بحسب مكتب المحاماة "هينلي آند بارتنرز". كما أكدت وسائل الإعلام الاقتصادية الأميركية، أن الملياردير بيتر ثيل، حصل على الجنسية النيوزيلندية، وأن الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميت تقدم بطلب للحصول على الجنسية القبرصية.

ولكن الأميركيين لا يتخلّون عن جنسيتهم الأصلية، سواء حصلوا على جنسية أجنبية واحدة أو أربع جنسيات. والدول الأجنبية المفضلة لدى الأثرياء الأميركيين، هي البرتغال ومالطا واليونان وإيطاليا، حيث إن سياسة هذه البلدان تدفعها لمنح تأشيرات ذهبية، وهي تأشيرات مفيدة عندما يتعلق الأمر بمستثمر أجنبي ثري.

ويقول دومينيك فولتك، من شركة "هينلي أند بارتنرز" إنه نظراً لأوضاع يسودها عدم الاستقرار في العالم،  فالحصول على جواز سفر آخر، خاصة من بلد يعتبر أكثر حيادية أو تساهلاً سياسياً من الولايات المتحدة، يشكل الآن حلاً احتياطياً له أهميته. 

وأضاف: "نحن جميعاً نعيش أوقات غامضة، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل وفي جميع أنحاء العالم. من يدري ماذا سيحدث؟ ومن الأفضل الحصول ليس فقط على خطة "B"، بل أيضاُ على خطة "C" و "D". واختتم المصدر ذاته بقوله: "في ظل الأوضاع الراهنة، فإن العام 2024، قد يشهد رقماً قياسياً جديداً لهجرة أصحاب الملايين في العالم، وأن نحو 128 ألفاً منهم، سيغيّرون بلدانهم هذا العام، مقارنة بـ 120 ألفاً في عام 2023، و51 ألفاً في عام 2013".

وهناك ما يقارب 60 دولة تقدم التأشيرات الذهبية، كما تقول الدكتورة كريستين سوراك، الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع السياسي في مدرسة لندن للاقتصاد، ومؤلفة كتاب "جواز السفر الذهبي: الحراك العالمي لأصحاب الملايين".

وتضيف قائلة، إن حوالي 20 دولة تتيح الحصول على الجنسية، بأحكام قانونية من خلال الاستثمار، ونصف تلك الدول تتلقى أكثر من 100 متقدم في السنة.