تقارير
تقاريرحاويات شحن على رصيف أحد الموانئ

حاويات الشحن.. كيف يمكن أن تنعش أو تضر الاقتصاد العالمي؟

حاوية الشحن هي الأعجوبة اللوجستية التي يمكنها نقل آلاف العناصر من مئات الشركات المختلفة في جميع أنحاء العالم بتكلفة معقولة، وفي الوقت نفسه فإن أي تباطؤ في تداول حاويات الشحن قد يسفر عن اختناقات هائلة في سلسلة التوريد.

وقال سيمون هيني، مدير أول لأبحاث الحاويات في شركة دروري للأبحاث والاستشارات البحرية لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إن المهارة التي ينطوي عليها النقل بالحاويات، هي نقل تلك الحاوية من النقطة أ إلى النقطة ب، وإعادتها إلى النقطة أ بأسرع ما يمكن وبكفاءة.

عامل اقتصادي مهم

ويمكن أن يكون لاضطرابات التجارة العالمية آثار كبيرة على النقص في المعروض والتضخم، مما يسبب تداعيات خطيرة على الأسر والشركات.

على سبيل المثال، وجد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في سان فرانسيسكو، أن اضطرابات سلسلة التوريد ساهمت في المتوسط بنحو 60%، من ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، في العامين التاليين لتفشي جائحة فيروس كورونا.

وقال جون فوسي، كبير محللي معدات الحاويات في شركة دروري: "أدرك الناس فجأة مدى أهمية هذه الحاوية، لمستوى معيشة الجميع".

ومن جهة أخرى، أظهر تحليل للبيت الأبيض للاقتصاد الأميركي، أن معدل التضخم تراجع إلى جانب انتعاش سلسلة التوريد، وأظهرت الدراسة أن أكثر من 80%، من التقدم الأخير في خفض التضخم، يمكن أن يعزى إلى سلسلة التوريد.

كما أدت الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن، على السفن المسافرة عبر البحر الأحمر، إلى قيام شركات النقل البحري، برحلات أطول حول رأس الرجاء الصالح.

وتؤدي الرحلات الأطول إلى ارتفاع تكاليف الوقود لشركات النقل البحري، وتأخر وصول الشحنات إلى وجهاتها المخططة، مما يساهم في التأخير في إعادة الحاويات، إلى دول مثل الصين لإعادة تحميلها بالصادرات.

وتعد الصين رائدة على مستوى العالم في الصادرات والتصنيع، وتمثل أكثر من 95% من إنتاج حاويات الشحن، وفقًا للجنة البحرية الفيدرالية.

وقال جون ماكوون، باحث في مركز الاستراتيجية البحرية: "خاصة بالنسبة للبلدان الآسيوية، فقد أدركت منذ فترة طويلة أن الصادرات تشكل جزءا أساسيا من اقتصادها".

وأضاف، في حديث للشبكة الأميركية: "وإذا أرادت أن تكون فعالة في تصدير المنتجات، فإنها بحاجة إلى التأكد، من وجود نظام نقل جيد".

وتعد الهجمات على السفن في البحر الأحمر أحدث صدمة لسلسلة التوريد العالمية، بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ووباء فيروس كورونا، الذي هز صناعة الخدمات اللوجستية، بما في ذلك توافر حاويات الشحن.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com