الثلاثاء 15 يوليو 2025 م
طلبت المملكة العربية السعودية من عدد من الشركات الاستشارية إجراء مراجعة استراتيجية لمشروع «ذا لاين»، المدينة المستقبلية الضخمة التي تُعد أحد أبرز مكونات مشروع «نيوم»، وفقاً لما نقلته وكالة «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة.
تهدف المراجعة بحسب الوكالة إلى تقييم مدى جدوى الخطط الحالية للمشروع الذي يبلغ طوله 170 كيلومتراً والمصمم ليكون مدينة خالية من السيارات، إلى جانب اقتراح تعديلات محتملة تتماشى مع أولويات الإنفاق العام في ظل رؤية «السعودية 2030».
وقالت شركة «نيوم» في بيان إن «ذا لاين» لا يزال يمثل أولوية استراتيجية الرؤية، مشيرة إلى أن المراجعات الاستراتيجية تُعد ممارسة معتادة في المشاريع الضخمة وطويلة الأجل، بهدف تحسين الكفاءة وتسريع التنفيذ وضمان توافقه مع الأهداف العامة.
نقلت «بلومبرغ» عن مصادر أن وحدة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي هي من طلبت هذه المراجعة، فيما أكدت أن الحكومة قد تقرر المضي قدماً بالمشروع دون تعديل، أو اعتماد تغييرات جديدة بعد موافقة إدارة الصندوق والحكومة.
تعكس هذه المراجعة سعي المملكة إلى إعادة ضبط أولوياتها في ظل ضغوط مالية متزايدة، نتيجة تراجع أسعار النفط وضعف التدفقات الاستثمارية مقارنة بالتوقعات، إلى جانب عجز الميزانية. وتُقدر «بلومبرغ إيكونوميكس» أن السعودية تحتاج إلى سعر نفط يبلغ 96 دولاراً للبرميل لتحقيق التوازن في موازنتها، ويرتفع هذا الرقم إلى 113 دولاراً إذا تم احتساب إنفاق صندوق الاستثمارات العامة ضمن مشاريع المملكة الأخرى.
وتبلغ أسعار خام برنت حالياً نحو 71 دولاراً للبرميل، مما يفرض ضغوطاً إضافية على الموارد المالية للمملكة.
وتأتي هذه الخطوة بعد تعيين أيمن المُضَيفر رئيساً تنفيذياً جديداً لمشروع «نيوم»، حيث تسعى الإدارة الجديدة إلى إيجاد سبل تجارية مستدامة لتطوير «ذا لاين»، بحسب مصادر «بلومبرغ». كما أشارت المصادر إلى أن المشروع يواجه تقليصاً في الحجم، إذ تراجعت التوقعات من استيعاب 1.5 مليون نسمة بحلول عام 2030 إلى أقل من 300 ألف نسمة.
وفي الوقت الراهن، لا يقيم في المنطقة سوى العاملين في المشروع والمناطق المجاورة له.
نقلت «بلومبرغ» عن مصادر أيضاً أن مشروع «سندالة» السياحي الفاخر، الذي كان من المفترض أن يكون أولى محطات افتتاح «نيوم»، لا يزال متوقفاً منذ إطلاقه العام الماضي، نتيجة مشكلات في التصميم. ورفضت شركة «نيوم» التعليق على المشروع.
وتُعد «ذا لاين» أحد المشاريع الرائدة ضمن خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان البالغة قيمتها تريليوني دولار لتنويع الاقتصاد والانتقال به إلى ما بعد عصر النفط. وقد أثار المشروع انتباه العالم منذ الكشف عنه عام 2017 بسبب ضخامته وطموحاته، بما في ذلك خطط لبناء ملعب على قمة ناطحة سحاب لاستضافة مباريات كأس العالم 2034.
