تقارير
تقاريررقائق مصنوعة في الصين

لماذا يخشى الغرب من فرط الإنتاج الصيني للمنتجات؟

مع تعثر الناتج المحلي الإجمالي للصين وانهيار سوق العقارات، لا يستطيع الاقتصاد الصيني التخلص من الكآبة التي خلفها فيروس كورونا.ويبدو أن الحل الذي تطرحه الصين، في الوقت الحالي، هو تفريغ هذه المشاكل على العالم عن طريق إرسال الحمولات الكاملة من البضائع إلى أرجاء العالم، بحسب موقع "بيزنس إنسيايدر'".
* قلق غربي

وفي زيارتها للصين، والتي تنتهي يوم الثلاثاء، تسعى وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، إلى معالجة الإفراط في التصنيع.وقالت، يوم الجمعة خلال فعالية لغرفة التجارة الأميركية في قوانغتشو، إن مشكلة الطاقة التصنيعية الصينية الفائضة تفاقمت في الآونة الأخيرة.

وأوضحت أن ذلك "يؤدي إلى طاقة إنتاجية تتجاوز بشكل كبير الطلب المحلي في الصين، فضلا عن ما يمكن أن تتحمله السوق العالمية".

وأشارت يلين، يوم الأربعاء، إلى أن المناطق الأخرى التي تشعر بوطأة الإنتاج الزائد في الصين تشمل أوروبا والمكسيك واليابان.

كما قال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأميركية، لم يذكر اسمه، لوكالة رويترز للأنباء، يوم الخميس: "نرى تهديدا متزايدا من الشركات التي ستضطر إلى بيع إنتاجها في مكان ما".

وبشكل عام، جاءت المخاوف على خلفية التحول الاقتصادي في الصين إلى ثلاث ركائز جديدة للنمو في قطاع التكنولوجيا الخضراء، وهي: الخلايا الشمسية، والسيارات الكهربائية، وبطاريات الليثيوم أيون.

* مجالات اليد العليا

ووجد تحليل لوكالة بلومبرغ للأنباء، تم نشره يوم الثلاثاء، أنه لا توجد طاقة زائدة أو فائض في الإنتاج في جميع قطاعات الصناعة الصينية.

لكن تكمن المشكلة في الأساس في المجالات التي كانت للصين فيها اليد العليا بالفعل على الغرب، مثل السلع ذات التكنولوجيا المنخفضة ومواد البناء بعد الأزمة العقارية الأخيرة.إذ يفوق إنتاج الصين من الألواح الشمسية والبطاريات الطلب عليها، لكن ذلك لا يمتد إلى السيارات الكهربائية.

ففي العام الماضي، كانت الصين متقاربة مع اليابان كأكبر مصدر للسيارات في العالم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الحجم الهائل من السيارات الكهربائية التي كان ثاني أكبر اقتصاد في العالم يشحنها.

لكن بلومبرغ قالت إن صانعي السيارات الكهربائية الصينيين لا يغرقون السوق بسبب الإفراط في الإنتاج، بل تعتبر الاستراتيجية التي يتبعونها فعالة. وعلى الرغم من أن الصين تنتج المزيد من السيارات الكهربائية، إلا أنه لم يكن هناك ارتفاع كبير في المخزون.

* بكين تدرك الفائض

ووفقا لبيزنس إنسايدر، تعلم بكين أن البلاد تعاني من مشكلة الطاقة الفائضة في بعض القطاعات، وهو أمر سيئ أيضًا لاقتصادها.

ففي نهاية المطاف، يشعر مصنعو الطاقة الشمسية الصينيين بالحرارة الناجمة عن الطاقة الزائدة للألواح الشمسية. إذ أعلنت شركة Longi Green Energy Technology، أكبر شركة مصنعة للخلايا الشمسية في العالم، في شهر مارس، أنها ستسرح آلاف العمال وسط الطاقة الفائضة وانخفاض الأسعار.

* "معايير مزدوجة"

ومع ذلك، فإن الصين تصوغ مخاوف الغرب بشأن الطاقة الفائضة باعتبارها نزعة إلى الحماية وتحركات تهدف إلى الحد من التنمية الاقتصادية في البلاد.ووصفت وكالة أنباء الصين، شينخوا، في مقال رأي، أواخر مارس الماضي، انتقادات الغرب بأنها "معايير مزدوجة".

وتضمن المقال أنه "على الرغم من أن الأمر الاقتصادي الأساسي هو أن المنتجات الفائضة تبحث بشكل طبيعي عن أسواق في أماكن أخرى بمجرد تلبية الطلب المحلي، وقد ظلت الدول الغربية تفعل ذلك لعدة قرون، عندما يتعلق الأمر بالصين، تصبح مشكلة الطاقة الفائضة تهدد العالم".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com