خاص
خاص

الفاو لـ"إرم": آمال كبيرة على كوب28 لإنقاذ سلة غذاء العالم

أكد المدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، عبد الحكيم الواعر، في مقابلة خاصة مع "إرم الاقتصادية"، أن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP 28) المقام حالياً في دبي حدث محوري في المسعى العالمي لمعالجة أزمة المناخ، وتأمين الموارد الغذائية للأجيال الحالية والمستقبلية.

وأوضح لـ "إرم الاقتصادية" أن قادة العالم والمعنيين بأزمة المناخ يقيّمون حالياً التقدم المحرز في "اتفاق باريس" كجزء من أول تقييم عالمي، وأن "الفاو" واستراتيجيتها معنيان تماماً بالحدث المهم (COP 28) الذي يحضره وفد المنظمة، بقيادة المدير العام شو دونيو، إضافة إلى عدد من خبراء المنظمة، حيث تخصص القمة يوم 10 ديسمبر، لشؤون الأغذية والزراعة والمياه، وفيما يلي نص الحوار:

• هل هناك استراتيجية وآليات جديدة تعرضها الفاو خلال "cop 28" لحماية سلة غذاء العالم؟

- بالنسبة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، يعد مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ (COP 28) بمثابة منصة حيوية للحوار التعاوني وتبادل المعرفة وصنع القرار فيما يتعلق بالدور المميز لأنظمة الأغذية الزراعية في المعركة ضد تأثيرات تغير المناخ.

والتأثيرات المحتملة لتغير المناخ على الإنتاج الزراعي لن تعتمد على المناخ في حد ذاته فقط، وإنما على قدرة قطاع الزراعة على التكيف مع التغيرات المناخية.

ويعزى ما بين 10-100% من تفاوت الإنتاج الزراعي في الأجل القصير إلى تقلبات الطقس، حيث لوحظ انخفاض معدلات سقوط الأمطار في مصر، ودول شمال إفريقيا، والسعودية، والأردن، وسوريا بنسبة (20-25%) حسب تقديرات بعض الخبراء، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي بهذه الدول بدرجة كبيرة.

كما أن تناقص كميات المياه العذبة في البحرين، والسودان، وتونس، والجزائر، والمغرب، والأردن، وسوريا، والإمارات، ستكون له آثار جسيمة على الإنتاج الغذائي وزيادة مخاطر سوء التغذية.

ويهدّد تغير المناخ قدرتنا على تحقيق الأمن الغذائي العالمي واستئصال الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، ففي عام 2016، نجمت نسبة 31% من الانبعاثات العالمية التي تولّدها أنشطة الإنسان عن النظم الزراعية والغذائية، وتشمل هذه الأنشطة إزالة الغابات، وإنتاج الثروة الحيوانية، وإدارة التربة والمغذيات والفاقد والمهدر من الأغذية.

وتدعم منظمة "الفاو" التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو منعها، وفي التكيف مع تغير المناخ من خلال مجموعة واسعة من البرامج والمشاريع العملية والقائمة على البحوث، بعدِّ ذلك جزءًا لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، حيث نخشى من تزايد نسبة الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030 إذا استمر هذا المعدل أن تزيد بنحو 110%.

• ما أهمية انعقاد (COP 28) في هذا التوقيت؟

قمة COP 28 حدث محوري في المسعى العالمي لمعالجة أزمة المناخ وتأمين الموارد الغذائية للأجيال الحالية والمستقبلية، والمؤتمر يشهد هذا العام تقييم التقدم المحرز في "اتفاق باريس" كجزء من أول تقييم عالمي.

ويعد "Cop 28" بمثابة منصة حيوية للحوار التعاوني وتبادل المعرفة وصنع القرار فيما يتعلق بالدور المميز لأنظمة الأغذية الزراعية في المعركة ضد تأثيرات تغير المناخ.

والمنظمة من جانبها تساهم بالحلول ضمن أنظمة الأغذية الزراعية بشكل مباشر في العمل المناخي، وتعزيز المرونة والتكيف، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وحماية التنوع البيولوجي، وضمان الأمن الغذائي العالمي.

وتدعم منظمة الأغذية والزراعة بالفعل البلدان في تقديم الحلول، ومع ذلك، لا يمكن تحقيق تحول في أنظمة الأغذية الزراعية لمعالجة أزمة المناخ إلا من خلال زيادة الاستثمار في العمل على المستويات المحلية والوطنية والعالمية.

• ماذا ستتضمن مشاركة الفاو في (COP 28)؟

- ستطلق "الفاو في المؤتمر عدة تقارير تقارير، منها:

1 - المسارات نحو خفض الانبعاث – تقييم عالمي لانبعاث غازات الدفيئة وخيارات التخفيف من أنظمة الأغذية الزراعية الحيوانية، الخسائر والأضرار وأنظمة الأغذية الزراعية.

2 - تمويل التنمية المتعلقة بالمناخ لأنظمة الأغذية الزراعية – الاتجاهات العالمية والإقليمية بين عامي 2000 و2021.

3 - خارطة الطريق العالمية: تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة دون تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية.

• ما أهم أساليب الوقاية من الآفات الزراعية؟

يواجه إنتاج الثروة الحيوانية والمحاصيل في جميع أنحاء العالم تحديات نتيجة التهديدات المستمرة التي تطرحها الأمراض والآفات الحيوانية والنباتية والتي تتسبب بخسائر سنوية هائلة، وتؤثر بشدّة على سبل العيش والأمن الغذائي.

ويساهم تدهور التنوع البيولوجي وتغيّر الظروف الزراعية الإيكولوجية، فضلًا عن ممارسات الإدارة غير الملائمة، في انتشار هذه التهديدات بشكل أبعد وأسرع مما كان عليه الحال في أي وقت مضى.

وبالإضافة إلى ذلك، يمثل تغير المناخ عاملاً كامناً آخر يؤدي إلى ظهور هذه الآفات والأمراض وانتشارها وخطورتها، بما يؤثر بقدر كبيرٍ على المحاصيل والثروة الحيوانية وفي بعض الحالات يؤثر بشدّة على الصحة العامة.

وطاعون المجترات الصغيرة، ومرض الحمى القلاعية، وحمى الخنازير الأفريقية، أمثلة عن هذه الأمراض الحيوانية الفتّاكة التي تؤدي إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي. ويؤثر طاعون المجترات الصغيرة بوجه خاص على سُبل عيش مربّي المجترات الصغيرة. وتعمل منظمة الأغذية والزراعة مع شركائها من أجل استئصال هذا الطاعون بحلول عام 2030.

كما أن الجراد الصحراوي يعد أكثر الآفات المضرّة بسبب انتشاره السريع وعلى مسافات شاسعة، وبدأت أكبر موجة انتشار للجراد الصحراوي منذ عقود، مدمّرةً آلاف الهكتارات من الأراضي في شرق أفريقيا، وتوجد أيضًا حالات تفشٍ حادة في جنوب غرب ووسط آسيا وشبه الجزيرة العربية وفي جمهورية إيران الإسلامية ومنطقة البحر الأحمر. كما أن دودة الحشد الخريفية مرض آخر يشكّل مصدر قلق بسبب انتشاره الواسع في أفريقيا وآسيا والشرق الأدنى. وما زال هناك العديد من حالات تفشي آفات وأمراض محددة أخرى تؤثر على الإنتاج والاقتصادات وسبل العيش في مختلف الأقاليم.

• ما دور "الفاو" في الحد من هذه الآفات؟

- تعمل منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" مع البلدان الأعضاء والشركاء الدوليين والإقليميين على إيجاد الحلول لتنفيذ الاستراتيجيات المنسقة والنهج المشتركة بين القطاعات والمتكاملة للحدّ من التأثير الاجتماعي والاقتصادي للآفات والأمراض الحيوانية والنباتية.

وتستهدف جهود المنظمة تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة تأثير الأمراض والآفات الحيوانية والنباتية، وتعمل لذلك على عدة محاور، منها:

1 - تعزيز آلياتها الخاصة بالحوكمة وبناء القدرات في مجال الصحة الحيوانية والنباتية بقدر كبير لدعم الجهود القطرية والدولية في معالجة التهديدات المتزايدة المتأتية من الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية.

2 - تحسين دورها التنسيقي الاستباقي في تعزيز التعاون العالمي والإقليمي المستدام وفي قيادة تنمية القدرات من أجل تحسين نظم الصحة الحيوانية والنباتية، وبناء قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود أمام المخاطر المتعددة المترابطة الناجمة عن الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية.

3 - اعتماد خطوات تمهيدية لفهم الدوافع المشتركة التي تؤدي إلى تفاقم الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية، وزيادة تكامل الأنشطة لتعزيز فعالية الدعم الذي تقدمه المنظمة للتخفيف من التهديدات على الصحة الحيوانية والنباتية على المستويات كافة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com