خاص
خاص

من كورونا لحربي أوكرانيا وغزة.. هكذا تأثرت شركات الطيران

كورونا ثم حرب أوكرانيا ثم تصاعد الأحداث في قطاع غزة، مرورًا بارتفاع أسعار الوقود، كلها عوامل أثرت على شركات الطيران العالمية، فهل لهذه الشركات من مخرج، وكيف تتعامل في ظل هذه الظروف الصعبة؟

خلال الأيام القليلة الماضية، تكبدت شركات الطيران المختلفة خسائر فادحة، فقد تكبدت شركات الطيران الإسرائيلية خسائر بلغت نحو 25%، بينما تكبدت لوفتهانزا الألمانية خسائر بلغت نحو 4.3%، فيما تكبدت شركات الطيران التركية (تركيش إيرلاينز) خسائر بلغت نحو 4.7%، فيما تكبدت إير فرانس الفرنسية خسائر بلغت نحو 5%.

كما تراجعت أسهم شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية، بنسبة تخطت 15%، منذ تعليق رحلاتها إلى إسرائيل في التاسع من الشهر الجاري.

كذلك تراجعت أسهم شركة دلتا إيرلاينز الأميركية بنسبة أكثر من 13%، بعد إلغاء بعض الرحلات وتعليق أخرى لحين إعادة الجدولة، بسبب مخاوف أمنية نتيجة حرب غزة.

تراجع الأسهم

ووفق بيانات صادرة عن شركات معنية بمتابعة تشغيل الطيران، فقد تراجعت أسهم شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، بنسبة 9.5% بعد إعلانها إلغاء جميع رحلاتها إلى تل أبيب، منذ السابع من أكتوبر الجاري.

بينما كانت شركة طيران العال الإسرائيلية الأكثر تضررًا، ولا تزال عملية "طوفان الأقصى" تجتاح أسهمها وكبدتها خسائر متواصلة، وصلت حتى الآن إلى التراجع بنسبة 31%، مدفوعة بالرحلات الملغاة والشركات التي علقت خدمات النقل إلى تل أبيب بسبب المخاوف الأمنية.

الخسائر لم تتوقف عند إلغاء الرحلات، وإنما أيضًا انتقلت لشركات التأمين، فقد أصدرت شركات التأمين على الطيران ضد مخاطر الحرب، إخطارًا بإلغاء الغطاء التأميني لبعض شركات الطيران التي تتخذ من إسرائيل ولبنان مقرًا بسبب الصراع في المنطقة، مع بدء سريان بعض الإلغاءات بالفعل.

ومنذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر الجاري، علقت 42 شركة طيران في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا رحلاتها، وأجلت موظفيها من هناك مع تصاعد الأحداث، حفاظًا على سلامة العملاء والطواقم، على حد تعبيرهم، في حين قررت شركة طيران الإمارات تمديد تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى الرابع عشر من نوفمبر المقبل.

خسائر بالجملة

من جانبه، أكد الدكتور علي الإدريسي أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، وجود خسائر بالجملة ضربت شركات الطيران مؤخرًا، بعد أن كانت هذه الشركات تبحث عن حالة تعافي بعد كورونا وحرب أوكرانيا، ولكن الحرب الجديدة في غزة أتت بما لا تشتهيه هذه الشركات، وأثرت بشكل أكبر على حركة الطيران، مما أضر بالتبعية بحركة السياحة للمنطقة كلها.

وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية التي كانت تمتلك أكثر من 22 طائرة، وتحصل على نسب عالية من التشغيل، اضطرت لتوقف أغلبها مؤخرًا بسبب الحرب، وأبقت على نحو 8 طائرات فقط تعمل كمحاولة لتقليل التكاليف.

أيضًا - وفق الخبير الاقتصادي - فإن الحكومة الإسرائيلية لمواجهة هذه التحديات الجديدة، ولوقف نزيف الخسائر، وعدت بدعم القطاع بنحو 6 مليارات دولار لتغطية التأمين على الطيران، ودعم القطاع بعد وقف التأمين والرحلات.

وكشف عن أن خسائر الخطوط الأميركية تجاوزت 550 مليار دولار لتوقف الرحلات المباشرة للمنطقة.

بالتالي - يضيف الإدريسي - "هناك مزيد من الخسائر لهذا القطاع الذي كان يحاول التعافي مع بداية العام الحالي ، لكن نزيف الخسائر عاد مجددًا، بسبب توقف حركة الطيران والتأثير المباشر على حركة السياحة التي تأثرت أيضا بالحرب وبسخونة الأوضاع في المنطقة ، بالإضافة لتوابع استمرار الحرب في أوكرانيا أيضًا.

تدهور السياحة

من جانبه، كشف محمود أحمد قاسم، الباحث الاقتصادى، أن تدهور حركة الملاحة في إسرائيل دفع الطواقم الأجنبية في هذه الشركات للهروب فور وقوع الحرب، وهو ما اضطر بعض الشركات التي تعتمد على هذه الطواقم لإعلان إغلاق جزئي، مثل شركة "يسرائير"، إحدى أكبر شركات الطيران في إسرائيل.

وأشار إلى أن الحرب أثرت على قرارات شركات الطيران بالمنطقة، بشأن إجراء توسعات استثمارية أو ضخ استثمارات جديدة، خصوصًا مع تنامي الصراع وتدهور السياحة بشكل كبير.

وأوضح أنه قبل أيام قررت شركة "طيران الشرق الأوسط" اللبنانية (ميدل إيست -مالكة الخطوط الجوية الرسمية) إجلاء 10 طائرات من الطراز الحديث من أصل 22 طائرة للدول المجاورة، بعدما أبلغتها شركات التأمين، أنها ستخفض تأمين الحرب على الطائرات بنسبة 80%- كون لبنان أمام مخاطر حرب- ما أدى إلى خفض حركة ملاحة الشركة بنسبة 80% مرة واحدة.

ونوه الخبير الاقتصادي، إلى أن معظم الشركات الأجنبية، في أوروبا وإفريقيا، خفضت رحلاتها من وإلى بيروت لحدود 20%، وأخرى علقت رحلاتها نهائيًا، مثل السعودية حتى 31 أكتوبر الجاري، وقد تجدد مهلة التعليق.

عدة أسباب

فيما يرى الدكتور شريف الدمرداش الخبير الاقتصادي، أن الطلب على السفر قل، لعدة أسباب، أولا بسبب وباء كورونا، ثم بدرجة طبعًا أقل في منطقة الحرب أو التوتر والتصعيد العسكري في أي مكان.

وثانيًا، جهات السفر غير الآمنة، حتى بدون حروب، بسبب الجماعات المتطرفة أو بسبب ضعف الأمن العام وارتفاع معدلات الجريمة.

وأشار إلى أن شركات الطيران اضطرت لمواجهة هذه التحديات، لتقليل عدد الرحلات، وتخفيض العمالة، فضلا عن تقديم رحلات مخفضة لجذب المسافرين.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com