تعجز شركات النفط عن التحرك نحو مصادر الطاقة المتجددة إلا ببطء
تعجز شركات النفط عن التحرك نحو مصادر الطاقة المتجددة إلا ببطءshutterstock

مجموعات الطاقة تهجر أوروبا لصالح أميركا

تهجر مجموعات النفط والغاز البورصات الأوروبية لصالح وول ستريت مع تشدد أوروبا أكثر من الولايات المتحدة حيال مسائل المناخ. فأميركا وليبراليتها الاقتصادية التاريخية أصبحت وجهة للصناعات الأحفورية عبر العالم.

وتعتبر المجموعات النفطية أنها لا يمكن لها التحرك نحو مصادر الطاقة المتجددة إلا ببطء شديد، وليس بسرعة، كما تريد أوروبا.

فهل سيكون المساهمون في الولايات المتحدة أقل اهتماماً بمستقبل الكوكب وتأثير الانحباس الحراري العالمي على الاقتصاد؟ ومعروف أن حاملي الأسهم، سواء كانوا فرنسيين أو إنجليزيين أو أميركيين، يكرهون عدم اليقين، لأن ذلك يمنعهم من تصور أرباح الغد.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن التطلع إلى سوق الطاقة اليوم "أصبح صعباً للغاية، كل ما تحول العالم إلى مصادر طاقة أنظف".

ويدرك الصندوق الثالث للتقاعد الأميركي، أي صندوق التقاعد المشترك لولاية نيويورك، جيداً هذه الحقيقة، وأعلن الأسبوع الماضي "تقليص الاستثمارات في شركة إكسون وغيرها من شركات الوقود الأحفوري". وأوضح لصحيفة "أميركان ديلي" أن "السياسات المستقبلية ستضر على الأرجح بأرباح الشركات غير المستعدة للمرحلة الانتقالية".

وكشفت دراسة نشرها للتو معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، وهو مركز أبحاث أميركي، أن "الاستثمارات في النفط والغاز والفحم كان أداؤها أقل من أداء سوق الأوراق المالية بشكل عام على مدى السنوات العشر الماضية، في حين شهدت المحافظ التي تجنبت الاستثمار في الوقود الأحفوري عوائد أفضل. وهذا يدعو إلى التشكيك في فكرة أن مخزونات الوقود الأحفوري هي رهانات آمنة".

ورأت الدراسة أن المخاطر المناخية هي مخاطر مالية، وقليل من القطاعات توضح ذلك بشكل أفضل من الوقود الأحفوري.

وأكد مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا أيضا أن "شركات النفط والغاز سجلت أداءً أقل على المدى الطويل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، المؤشر القياسي للمستثمرين"، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. 

وإدارة الرئيس بايدن في الولايات المتحدة التي استثمرت بكثافة في مرحلة التحوّل، كما فعلت أيضاً أوروبا من خلال صفقتها الخضراء، لا تلعب ضد الأسواق أينما كانت، بل من أجل تقدم الطاقة النظيفة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنيرجيز" الفرنسية باتريك بويانيه في 29 أبريل الفائت أمام لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ الفرنسي: "في أوروبا، كل شيء بطيء". وأوضح لبلومبرغ أن السوق الأميركية تدعم استراتيجيته المتمثلة في البقاء "لاعباً رئيسياً في مجال النفط والغاز"، مع استثمار "5 مليارات دولار سنويًا" في  طاقة منخفضة الكربون ومصادر الطاقة المتجددة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com