لهذه الأسباب.. الهند محور أساسي لتشغيل البنوك العالمية

تقارير
تقارير

تمتنع معظم البنوك العالمية الكبرى من القيام بعمليات تجزئة في الهند، لكن لديها في هذا البلد العديد من المراكز المهمة لضمان حسن سير عملياتها في جميع أنحاء العالم.

 كما تقوم البنوك الأميركية والأوروبية الكبرى بنقل المزيد من أنشطة ما يسمى بـ"المكاتب الخلفية" إلى الهند، وهذا ما يشكّل جيشاً كتوماً ولكن لا غنى عنه في الهند، حيث الآلاف من الموظفين الصغار يعملون لضمان وتأمين سير عمل أنظمة البنوك الأوروبية والأميركية، بحسب تقرير "لي زيكو" الفرنسية.

وإلى ذلك، يتمثّل دورهم بالتأكد من عدم حدوث شيء يوقف الآلات المصرفية، وغالباً ما تتناوب الفرق على مدار 24 ساعة في اليوم لمواكبة الوتيرة الجهنمية التي تفرضها الأسواق المالية.

ويتم توظيف هذه الكتائب مباشرة من قبل البنوك الأوروبية والأميركية الكبرى، التي لها مكاتب في الهند لتنفيذ أنشطتها، والتي تتكوّن من ضمان صيانة الكمبيوترات للبنك، ولكن وقبل كل شيء، في تنفيذ جميع مهام عمليات "ما بعد السوق"، أي تأكيد الصفقات والمدفوعات والمحاسبة والتحليلات، وهذه مجموعة من الأنشطة التي غالباً ما يشار إليها بـ "المكتب الخلفي".

 العمالة الرخيصة

بدأ نقل "المكاتب الخلفية" للبنوك الأجنبية الكبرى إلى الهند في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتسارعت بشكل ملحوظ خلال هذا العقد، وأتت البنوك الكبرى إلى الهند للاستفادة من مجموعة كبيرة من عمالة جيدة ورخيصة جداً، وتستخدم هذه البنوك الآن الآلاف من علماء الكمبيوتر والمصرفيين في المراكز التقنية الرئيسة في بنغالور وتشيناي ومومباي، وهذه الظاهرة تتسارع.

وبالنسبة لفرنسا، أسس بنك "سوسيتيه جنرال" في عام 2000، شركة فرعية مكرّسة بالكامل لأنشطة الباك أوفيس "المكتب الخلفي" للمجموعة، والتي لها مكتبان في بنغالور وتشيناي، وفي العام الماضي، جددت المجموعة الفرنسية عقد إيجار مكاتبها في بنغالور، حيث تبلغ مساحتها 21 ألف متر مربع، وذلك لمدة ثلاث سنوات.

وفي عام 2005، اتبع بنك "بي ان بي باريبا" خطى منافسيه من خلال إنشاء شركة فرعية له، والتي أصبح لديها الآن مكاتب في بنغالور وتشيناي ومومباي، وتقدم المراكز الثلاثة خدمات لجميع قطاعات المجموعة كلأنشطة الاستثمارية وإدارة الأصول والتجزئة.

 حضور أنجلو سكسوني كبير

لكن البنوك الأنجلو ساكسونية بشكل عام، أكثر حضوراً في الهند من نظيراتها الفرنسية، وذلك لأسباب تاريخية واضحة، فالبريطانيون أقدم من الفرنسيين في الهند، وراسخون بشكل أفضل ولديهم عدة بنوك، ومنها باركليز، وإتش إس بي سي، وستاندرد تشارترد، وكل هذه البنوك تقوم بالإضافة إلى "المكاتب الخلفية" بتقديم خدمات مصرفية للأفراد.

ولدى الأميركيين أيضاً العديد من مراكز الدعم في شبه القارة الهندية، حيث أنشأ بنك "جي بي مورغان تشايز" مركزاً للمكتب الأوسط والخلفي في مومباي في عام 2002 لجميع قطاعاته، هذا هو الحال أيضًا بالنسبة لبنك "أوف أميريا" و"سيتي"، اللذَين قاما مؤخراً بتوسيع مكاتبها في بيون وتشيناي، ولديهما فروع في بنغالور وجورجاون ومومباي.

الحذر من نشاط التجزئة

وبشكل عام، تمتنع البنوك الأجنبية الكبيرة عن الانخراط في تجارة التجزئة في الهند، وقد باع مؤخراً بنك "أميركان سيتي" أنشطة التجزئة الخاصة به إلى البنك الهندي "أكسي بنك" العام الماضي.

ويتم تأجيل المقرضين الأجانب بشكل خاص بسبب تكلفة بناء شبكتهم، والمنافسة الجديدة من البنوك عبر الإنترنت تشهد زيادة مستمرة ولا تساعد في حل المشكلة، وتخضع البنوك الأجنبية أيضاً للإطار التنظيمي الهندي، ولا سيما الالتزام بتخصيص 40% من قروضها للقطاعات التي تم تحديدها كأولويات من قبل الحكومة الهندية، وذلك تحت طائلة العقوبات.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com