تقارير
تقاريرمقر أحد البنوك -shutterstock

سباق الفائدة.. مَن حصد الثمار البنوك الأوروبية أم الأميركية؟

في أعوام ما بعد جائحة كوفيد 19، اتجهت البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة للسيطرة على الاقتصادات المتجهة نحو الهاوية والركود ومحاربة شبح التضخم، لكن يبدو أن هناك قطاعا استفاد بقدر كبير.

وفي السنوات الأخيرة، اتسعت الفجوة بين البنوك الأوروبية والأميركية في نتائج الأعمال من حيث إجمالي الأصول، وفقا لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية.

والآن، أظهر تحليل أجرته شركة الاستشارات الإدارية EY، والذي يقارن نتائج الأعمال من عام 2023 لأكبر عشرة بنوك في أوروبا والولايات المتحدة من حيث إجمالي الأصول، أن الفجوة في المنافسة الأميركية الأوروبية بدأت تضيق مرة أخرى بفضل التحول في أسعار الفائدة.

وأشار رالف إيكيرت، الشريك الإداري للخدمات المالية في ألمانيا في شركة EY، إلى أن البنوك الأوروبية الكبرى قد لحقت بنحو كبير بمنافسيها في الولايات المتحدة في بعض المقاييس الرئيسية.

وأوضح: "لقد كانت (البنوك الأوروبية) قادرة على الاستفادة من الزيادة الكبيرة وتطبيع أسعار الفائدة أعلاه، وتزيد أرباحها بنحو ملحوظ أكثر من المؤسسات الأميركية".

كما استفادت البنوك الكبرى في الولايات المتحدة من ارتفاع دخل الفوائد، لكن أعمال الاكتتابات العامة الأولية وعمليات الاستحواذ والاندماج تؤدي دورًا أكبر بكثير بالنسبة لهم مقارنة بمنافسيهم الأوروبيين.

وبناء على ذلك، قال غونتر تيلمان، الشريك ورئيس الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال في EY، إن هذه البنوك الأميركية قد عانت أكثر من البنوك الأوروبية من تراجع الاكتتابات العامة الأولية وتراجع أعمال الاندماج والاستحواذ.

ووفقا لشركة EY، فإن نتيجة ذلك انعكست في ارتفاع صافي أرباح البنوك الأوروبية الكبرى بنسبة 29% ليصل إلى ما يقرب من 100 مليار يورو.

وأكدت أن هذه "أعلى قيمة على الإطلاق في السنوات العشر الماضية".

ومن ناحية أخرى، بلغت الزيادة في أرباح البنوك الأميركية الكبرى حوالي 4% تقريبا، لكن بالأرقام المطلقة، لا تزال المؤسسات الأميركية متقدمة بفارق كبير، إذ بلغ صافي أرباحها حوالي 146 مليار يورو.

وتمكنت المؤسسات الأوروبية من اللحاق بالركب من حيث الربحية، مقاسة بالعائد على حقوق المساهمين، للمرة الأولى في الأعوام العشرة الماضية.

وفي حين أن العائد على حقوق المساهمين في المؤسسات الأميركية ظل راكدا عند 11% في عام 2023، فقد ارتفع بنسبة 1.8% إلى 10.9% تقرببا بالنسبة للمؤسسات المالية الأوروبية.

وأظهر تحليل الشركة أن الربحية وصلت بالتالي إلى "أعلى قيمة على الإطلاق في السنوات العشر الماضية".

ومع ذلك، فإن المستثمرين غير متأثرين نسبياً بأداء البنوك الأوروبية، ولا تزال القيمة السوقية لأكبر عشرة بنوك في الولايات المتحدة أعلى بثلاث مرات من نظيراتها في أكبر عشرة بنوك أوروبية.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com