الاحتجاجات في فرنسا تثير مخاوف المستثمرين الأجانب

الاحتجاجات في فرنسا تثير مخاوف المستثمرين الأجانب
Shutterstock

تضررت صورة البلد الأوروبي كمقصد للأعمال نتيجة الأحداث المحيطة بخطة إصلاح قانون التقاعد، والتي أثارت مخاوفاً من عدم الاستقرار الاقتصادي، فهل تبقى فرنسا قبلة للمستثمرين الأجانب أم تصبح بنظرهم مجرد بؤرة انفجار اجتماعي؟.

وقال مارك ليرميت الشريك في شركة الاستشارات "إرنست ويونغ" التي تنشر مقياساً أوروبياً سنوياً لجاذبية الدول في مجال استقطاب المشاريع الاستثمارية الدولية: "ما نسمعه من زبائننا ومن مختلف مجموعات صانعي القرار التي نشارك فيها، أن ليس هناك ذعر بل مخاوف". وفق فرانس برس.

وأوضح أن هذه المخاوف تتركز بين قادة فروع الشركات في فرنسا "الذين يسعون للفوز بصفقات داخل مجموعاتهم وينظرون إلى المسألة بكثير من الجدية"، مشيراً بصورة خاصة إلى التساؤلات على المدى المتوسط ولا سيما حول قدرة الحكومة على مواصلة إصلاحاتها.

قطاع الأعمال والسترات الصفراء

وفي ظل الأحداث الكبرى على الساحة الدولية، كالحرب في أوكرانيا والتضخم على مستوى العالم، فإن صور إحراق حاويات النفايات في باريس ومشاهد الشغب والتكسير في العاصمة الفرنسية، قد أيقظت لدى قطاع الأعمال ذكريات أزمة السترات الصفراء والإضرابات التي شلت فرنسا في ذلك الحين.

وأعربت وكالة موديز للتصنيف الائتماني عن مخاوفها من أن يؤدي لجوء الحكومة لتمرير إصلاح قانون التقاعد، إلى تعقيد إقرار أي إصلاحات بنيوية في المستقبل، وهي إصلاحات أشادت بها الحكومة باعتبارها أساسية لاستقبال الشركات الأجنبية مثل إصلاح النظام الضريبي وإصلاح سوق العمل.

وقالت المحامية المتخصصة في عمليات الاستحواذ الدولية ناتالي يونان إنه “في مستهل كل اجتماع، السؤال الأول الذي يطرح هو: كيف هو الوضع في باريس؟، حيث لاحظت زيادة في اهتمام المستثمرين الأجانب بفرنسا في الأشهر الأخيرة.

بالنسبة لبعض المستثمرين، الذين أول مرة يضعون أقدامهم في فرنسا، وبالتالي يشعرون بمزيد من القلق، ويتساءلون إن كان هذا التوقيت المناسب للقيام بخطوتهم الأولى في البلد.
المحامية المتخصصة في عمليات الاستحواذ الدولية ناتالي يونان

وأشارت إلى أن هذه الأحداث الجارية بصورة عامة ليست من النوع الذي يجعل الشركات تتردد في الاستثمار.

وحققت فرنسا حتى الآن نتائج متينة على صعيد الاستثمارات الأجنبية، وتصنفها شركة "إرنست ويونغ" منذ 3 سنوات في طليعة قبلات الأعمال في أوروبا من حيث عدد المشاريع، على أن تصدر تصنيفها المقبل في منتصف مايو المقبل.

وقال وزير التجارة الخارجية الفرنسي أوليفييه بيشت: "إن التظاهرات ليست مريحة، لكنني لا أتلقى اليوم اتصالات من شركات تسألني عما يجري في فرنسا".

المستثمرون اعتادوا على أن يُظهر الفرنسيون أحياناً هذا النوع من التعبير العنيف بعض الشيء في الشارع، هذا من ضمن تاريخنا، ولا يحكمون علينا في ضوء الظروف لبضعة أسابيع أو بضعة أشهر، فحين نستثمر في بلد، يكون الاستثمار لخمس سنوات أو عشر سنوات أو عشرين سنة
وزير التجارة الخارجية الفرنسي أوليفييه بيشت

ثقافة الانفجار الاجتماعي

وأكد مصدر قريب من قطاع صناعة الأدوية العالمي هذه النظرة إلى فرنسا على أنها بلد متمرد، وقال "هناك نوع من التسليم بالأمر الواقع، يقول إن فرنسا تبقى فرنسا، والشركات العالمية اعتادت على هذه الثقافة الأقرب إلى الانفجار الاجتماعي كوسيلة لتسوية الخلافات".

وقالت المحامية ناتالي يونان: "إن الحماسة التي واكبت ولاية إيمانويل ماكرون الأولى تبددت منذ وقت طويل، في البداية لم يكن هناك سوى إطراء وابتسامات حيال رئيس سيهتم بالاقتصاد والمالية، وحين لاحظ الناس الصعوبات، باتوا أكثر واقعية حيال قدرة فرنسا على إصلاح نفسها".

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com