وجه خبراء في قطاع الطيران تحذيرات من أن الناقلات الجوية التي تعمل من وإلى بلدان الشرق الأوسط قد تتعرض لوضع تشغلي مدمر منذ نحو ربع قرن إذا اتسع التوتر بين إيران وإسرائيل إلى حرب إقليمية.
وقد واجهت شركات الطيران العالمية اضطرابات في الرحلات اليوم الاثنين بعد هجمات إيران بالصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل مما قلص خيارات الطائرات في التنقل بين أوروبا وآسيا.
وأسفرت هجمات إيران على إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار، تم إسقاط معظمها بواسطة نظام الدفاع الصاروخي المدعوم من قبل الولايات المتحدة، عن فوضى في صناعة الطيران.
وأفادت بيانات نشرتها وكالة رويترز أن أكثر من اثنتي عشرة شركة طيران اضطرت إلى إلغاء أو تغيير مسار الرحلات خلال اليومين الماضيين، منها شركات عملاقة مثل كوانتس الأسترالية، ولوفتهانزا الألمانية، ويونايتد إيرلاينز الأميركية، وواير إنديا الهندية.
وكان هذا أكبر اضطراب للسفر الجوي منذ الهجوم على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001، وفقًا لما نقتله وكالة رويترز عن مارك زي، مؤسس "OPSGROUP" ، الذي يراقب المجال الجوي والمطارات.
وأكد زي أنه "منذ ذلك الحين، لم نشهد موقفًا مع إغلاق العديد من المجالات الجوية في تعاقب سريع بهذا الشكل، وهذا يخلق فوضى"، مضيفًا أن الاضطرابات من المرجح أن تستمر لبضعة أيام أخرى.
وتشكل الاضطرابات الأخيرة في السيطرة على تخطيط الرحلات الجوية ضربة لصناعة تواجه بالفعل العديد من القيود بسبب النزاعات بين إسرائيل وحماس، وروسيا وأوكرانيا.
ويستخدم مجال الطيران الإيراني من قبل شركات الطيران المسافرة بين أوروبا وآسيا، وسيكون على تلك الشركات البحث عن مسارات بديلة قابلة للتنفيذ، إما عبر تركيا أو عبر مصر والسعودية، وفقًا لزي.
وأعلنت الشركات الجوية الكبرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك طيران الإمارات والقطرية والاتحاد، أمس الأحد أنها ستستأنف العمليات في المنطقة بعد إلغاء أو تغيير بعض الرحلات.
ولم يكن من الواضح بعد ما إذا كانت الاضطرابات الأخيرة ستؤثر على الطلب الراكب، الذي ظل قويًا على الرغم من النزاعات المستمرة في أوكرانيا وغزة، وفقًا لتصريحات نشرتها رويترز عن بريندان سوبي، محلل الطيران المستقل.
ويتوقع سوبي أن يتأثر الطلب على السفر قائلا: "إذا استمرت الحالة السياسية والنزاعات في التصاعد، فإنه في نقطة ما سيشعر الناس بالقلق من السفر، ولكن حتى الآن لم يحدث ذلك".