عاملة في مصنع للاكترونيات
عاملة في مصنع للاكترونياترويترز

الإنتاجية تتدهور بأوروبا.. لماذا وما الحل؟

تدهورت الإنتاجية في أوروبا في السنوات الماضية، فيما عادت تزداد بقوة في الولايات المتحدة، بعد أن فاقت استثمارات الشركات الأميركية نظيراتها الأوروبية في مجالات البحث والتطوير والتكنولوجيا.

وفي نهاية عام 2023، ارتفع الإنتاج الأمريكي لكل ساعة عمل بنسبة 6% مقارنة بمستواه في الربع الرابع من عام 2019، أي قبل الوباء. أما في أوروبا، زاد الناتج لكل ساعة عمل بنسبة 0.8% لاغير في هذه الفترة الزمنية، وفقاً لما نقلت صحيفة لي زيكو.

وتشير الإنتاجية في العمل إلى مقياس مدى كفاءة وفعالية الفرد أو الفريق في أداء مهامهم وتحقيق الأهداف وتحقيق النتائج المرجوة في إطار زمني معين.

الحلول

ويقترح الخبراء لزيادة الانتاجية الأوروبية، إزالة العقبات المعترضة لحرية حركة السلع والخدمات ورؤوس الأموال في الاتحاد الأوروبي، ما يتيح للشركات الازدهار في بيئة تكنولوجية سريعة التغير.

ويتمثل الحل أيضاً بإصلاحات هيكلية التحقيق المرونة في سوق العمل وتعزيز سوق رأس المال. ورغم أن هذه الإجراءات ضرورية، ليس من المؤكد أن تكفي للحاق بركب الاقتصاد الأميركي.

وفي الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، غير الزعماء باكراً نظرتهم إزاء الانتاجية. وفي عام 2016، قالت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الحالية ورئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في ذلك الوقت، أن الطلب القوي من الممكن أن يولّد مكاسب كبيرة في الإنتاجية من خلال تحفيز الاستثمارات، وخصوصاً في البحث والتطوير.

النشاط الاقتصادي

وعندما  تكون الحركة الاقتصادية قوية وتشمل مجمل القطاعات، يكون لدى الشركات حافزاً للاستثمار في التدريب والأتمتة. وفي الولايات المتحدة، ظل معدل البطالة منذ 24 شهراً، أقل من 4%، وهو أمر لم تشهده الولايات المتحدة منذ الستينيات وفقاً للمحلل الاقتصادي، نيكولا غوتسمان.

وتقول فلورنس بيساني، الخبيرة الاقتصادية في كاندريام أن النشاط الاقتصادي من أبرز محددات الانتاجية، وأن الطلب الضعيف يعتبر مشكلة في منطقة اليورو. وتابعت: "إذا كان الطلب ضعيفاً، كما كان الحال منذ عام 2008، فالشركات تميل إلى الاستثمار بشكل أقل، والإنتاجية تتراجع".

فرص ضائعة

من جهته، قال جيل مويك، كبير الاقتصاديين في شركة "أكسا": "في أوروبا، لم تستفد الشركات ولا الدول بشكل كامل من تدني الفوائد قبل كوفيد للاستثمار، موضحاً أن هذه فرصة ضائعة لمنطقة اليورو، حيث ارتفعت أسعار الفائدة بشكل كبير منذ ذلك الحين".

وإلى ذلك الحين، أثرت صدمة الطاقة كثيراً على القارة العجوز. وهناك شيء واحد مؤكد، وهو أن الشركات الأميركية تستثمر في البحث والتطوير والتكنولوجيا أكثر بكثير من منافستها الأوروبية.

وعلى صعيد متصل، يعتبر الخبراء أيضاً أن قلة المشاحنات في العملة وغياب المعوّقات الإدارية وحجم الاقتصاد الأميركي، هي التي سمحت لعمالقة الإنترنت من رفع الإنتاجية.

تقليص الفقر

وعلى الصعيد العالمي، عند النظر إلى الإجراءات الخاصة بزيادة الإنتاجية في الاقتصادات الصاعدة والنامية والمتقدمة على مدى الأربعين سنة الماضية، نجد تحقق مكاسب الإنتاجية من خلال إعادة تخصيص الموارد من القطاعات الأقل إنتاجية إلى القطاعات الأكثر إنتاجية، مثل التحول من العمل في الصناعات التحويلية الأقل قيمة إلى الخدمات.

ونمو إنتاجية العمل، أي الناتج الذي يحققه كل عامل، هو المصدر الرئيسي لنمو نصيب الفرد من الدخل على نحو دائم، وهو أهم عنصر لتقليص الفقر.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com