وقالت ماكين إن البرنامج سيرفع "على الفور" التعليق الذي فرضه على نشاطه بعد مقتل ثلاثة موظفين، "لأن الأزمة في السودان تدفع الملايين إلى الجوع".
وأضافت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، عبر تويتر: "يستأنف برنامج الأغذية العالمي نشاطه بسرعة لتقديم المساعدات لإنقاذ حياة الكثيرين".
ومنذ 15 أبريل الماضي، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش من ناحية وقوات الدعم السريع من ناحية أخرى أودت بحياة المئات.
ووفق تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على موقعها بالإنترنت، فإن عشرات الآلاف من اللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، الذين كانوا يعيشون في السودان، فروا من القتال.
وقد وجد هؤلاء النازحون الجدد، مأوى لهم في مخيمات اللاجئين الموجودة شرقاً وجنوباً، مما خلق تحديات إنسانية جديدة.
وتلقت مفوضية اللاجئين تقارير عن فرار حوالي 33 ألف لاجئ من الخرطوم، إلى مخيمات اللاجئين في ولاية النيل الأبيض، وألفين آخرين إلى المخيمات في القضارف وخمسة آلاف شخص إلى كسلا، منذ بداية الأزمة قبل أسبوعين.
كما فر آلاف الأشخاص من البلاد، بما في ذلك العديد من المواطنين السودانيين النازحين داخلياً واللاجئين الذين يعيشون في السودان.
في غضون ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 60 في المائة من المرافق الصحية في الخرطوم مغلقة، وأن 16% فقط تعمل كالمعتاد.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير لوسائل الإعلام في جنيف، إن المنظمة تحققت من 25 هجوماً على الرعاية الصحية منذ بدء القتال، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد حذرت في وقت سابق من أن العنف المستمر قد أدى إلى تعطيل "الرعاية الحرجة المنقذة للحياة" لحوالي 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
وفي 15 أبريل الماضي، أوقف برنامج الأغذية العالمي مهمته الإغاثية في السودان بعد مقتل موظفيه.
وآنذاك، قالت المديرة التنفيذية للبرنامج: "أشعر بالاستياء والحزن الشديد، لفقدنا ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي خلال أعمال عنف في كبكابية بشمال دارفور أمس السبت أثناء قيامهم بواجبهم".
وأضافت: "أي خسارة في الأرواح أثناء الخدمة الإنسانية أمر غير مقبول وأطالب باتخاذ خطوات فورية لضمان سلامة الباقين، إذ إنَ موظفي الإغاثة محايدون ويجب ألا يكونوا هدفًا أبدًا. كما أنَ التهديدات التي تتعرض لها فرقنا تجعل من المستحيل العمل بأمان وفاعلية في البلاد، وتنفيذ مهام برنامج الأغذية العالمي الشديدة الأهمية".
وتابعت: "نحن مضطرون إلى وقف جميع عمليات البرنامج في السودان مؤقتًا، بينما نقوم بمراجعة تطور الوضع الأمني، ونؤكد التزام برنامج الأغذية العالمي بمساعدة الشعب السوداني الذي يواجه انعدام الأمن الغذائي الشديد، لكننا لن نتمكن من القيام بعملنا المنقذ للحياة بدون ضمان سلامة وأمن فرقنا وشركائنا".
ودعت جميع الأطراف إلى "التوصل إلى اتفاق يكفل سلامة العاملين في المجال الإنساني على الأرض، ويتيح استمرار إيصال المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة إلى شعب السودان الذي يظل على رأس أولوياتنا".