تحذيرات بشأن تخلي الصين السريع عن سياسة "صفر كوفيد"

تحذيرات بشأن تخلي الصين السريع عن سياسة "صفر كوفيد"

بعد أسبوع من بدء الصين في تفكيك ضوابطها الصارمة بشأن سياسة "صفر كوفيد"، حذرت منظمة الصحة العالمية من الأوقات" الصعبة للغاية " مستقبلاً وأبلغت وسائل الإعلام الحكومية عن وجود بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة في المستشفيات ببكين، مما أثار المخاوف من موجة من العدوى.

وكانت الصين قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي عن تغييرات شاملة في قواعد الاختبار والحجر الصحي، بعد احتجاجات تاريخية ضد عمليات الإغلاق الجماعي التي تسببت في إجهاد للملايين لكنها أبقت الفيروس تحت السيطرة.

لكن سرعان ما تلاشت البهجة التي رافقت هذه التغييرات وسط مؤشرات متزايدة على أن الصين قد تدفع ثمن ذلك لحماية السكان الذين يفتقرون إلى "مناعة القطيع" ولديهم معدلات تطعيم منخفضة بين كبار السن.

واتجهت الأعداد الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كوفيد في الصين إلى الانخفاض في الأسابيع الأخيرة، لكن ذلك تزامن مع تراجع عدد الاختبارات ويتعارض بشكل متزايد مع الوضع على الأرض.

كما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية شينخوا في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أن هناك 50 حالة خطيرة وحرجة في المستشفيات في بكين، معظمها يعاني من حالات صحية خطيرة. هذه الأرقام صغيرة بالنظر إلى عدد سكان الصين البالغ 1.4 مليار نسمة، ولكن هناك مخاوف متزايدة من أن هذه كانت مجرد بداية الموجة التالية.

ففي شنغهاي، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الصين، أعلنت 7 مدارس على الأقل أنها ستتوقف عن التدريس في المدرسة بسبب حالات كوفيد، وبدء الفصول الدراسية عبر الإنترنت، وفقا لأولياء الأمور والإشعارات التي اطلعت عليها رويترز.

كما ذكرت تقارير إعلامية حكومية يوم الأربعاء أن تدفقات حركة المرور اليومية في محطة السكك الحديدية الرئيسية زادت بأكثر من الضعف إلى 128 ألفاً مع توجه الشباب إلى منازلهم. وستبلغ الحركة الجماعية ذروتها في عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي تبدأ في 22 يناير، بعد القيود المفروضة على السفر الداخلي خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقالت اللجنة الوطنية للصحة إنها ستطرح اللقاح المعزز الثاني لـ كوفيد-19 للفئات المعرضة للخطر وكبار السن الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، كما ستتوقف عن الإبلاغ عن إصابات جديدة بـ كوفيد-19 بدون أعراض لأن الكثيرين لم يعودوا يشاركون في الاختبار.

وخفف كبار مسؤولي الصحة الصينيين من خطر المرض وعززوا فكرة الرعاية الذاتية في الأسابيع الأخيرة، وهو تحول كبير عن الرسائل السابقة التي مفادها أنه يجب القضاء على الفيروس.

ولكن في خضم المخاوف المتزايدة بشأن انتشار الفيروس، أفيد بأن قادة الصين أخروا اجتماع السياسة الاقتصادية الرئيسي، الذي كان من المقرر أن يحدد الحوافز المطلوبة بشدة لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وطبقاً لتقديرات خبراء الاقتصاد فإن النمو في الصين تباطأ إلى نحو 3% هذا العام، وهو أدنى كثيراً من الهدف الرسمي المتمثل في نحو 5.5%، وهو ما يشكل أسوأ أداء منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان.

كما حذر صندوق النقد الدولي في نوفمبر من احتمال خفض تصنيف الناتج المحلي الإجمالي في الصين. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء، أن رئيسة المنظمة كريستالينا جورجيفا قالت إن ذلك أصبح الآن "مرجحًا للغاية" بعد انتشار كوفيد -19 في الآونة الأخيرة.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com