زيادة بالعمل وعطلات أقل.. خيبة أمل للطبقة الوسطى الأميركية

التضخم في المدن الأميركية
التضخم في المدن الأميركيةShutterstock
منذ أربعين عاما وحتى الآن، يزيد باستمرار فارق الدخل لدى العاملين في الولايات المتحدة. وأصبح الأميركيون يعملون أكثر من ذي قبل، وتراجعت مدة عطلاتهم. ولم يعد للشبان فرصاً لكسب المال كذويهم، وطال هذا الوضع بشكل خاص الطبقة الوسطى، التي فقدت أوهامها المرتبطة بالمزيد من الرقي.

وبهدف انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في عام 2020، كان جو بايدن قد وعد ببناء اقتصاد "مبني على الطبقة الوسطى"، وذلك بهدف مواجهة اتساع فجوة التفاوت بين الطبقات الاجتماعية على مدى السنوات الأربعين الماضية، وشعر العمال الذين كانوا  يصوتون للديمقراطيين بأنهم تعرضوا للخيانة، وأدى سخطهم إلى تغذية الشعبوية.

وفي تقرير وزاري صدر هذا الأسبوع عن مساهمة النقابات في الثروة الوطنية، أظهرت وزارة الخزانة مدى قسوة العقود الأربعة الماضية بالنسبة للطبقة المتوسطة، التي تمثّل تقريبا 87% من الأميركيين.

ومن عام 1979 إلى عام 2019، ارتفع متوسط ​​الدخل الأسبوعي في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% سنوياً لا غير، و0.6% على مستوى الأسرة، على الرغم من العدد المتزايد من الأزواج الذين يعملون ويحصلون على معاشين. 

وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط ​​دخل الأسرة سنويا بنسبة 1.1%، وهذا يعني أن النصف الأفقر من الأميركيين شهد ركود رواتبه، فيما النصف الأكثر ثراءً شهد ازدياد ثرواته بشكل ملحوظ.

وعلاوة على ذلك، ازدادت أسعار المعيشة مما أدى لتبخّر المعاشات بسرعة، وخصوصاً بالنسبة لأولئك الذين لم يتلقوا تعليماً عالياً. ونتيجة ذلك، ارتفعت نسبة السكان الذين تعرضوا لخسارة ما لا يقل عن ربع رواتبهم، من 14% في عام 1986 إلى 18% في عام 2012.

وبالرغم من الأعداد المتزايدة من النساء اللواتي دخلن سوق العمل، ظل دخل الأسر فعلياً في حالة ركود. وهذا ما يؤثر سلباً على معنويات الأميركيبن.

وجاء في التقرير "بشكل عام، ومع احتساب الأعمال المنزلية، يضطر العديد من العمال لمزيد من العمل للحفاظ على مستوى معيشتهم، وعمل الآباء من ساعتين إلى خمس ساعات أسبوعيا في عام 2011، أكثر مما كانوا يعملون  في عام 1965."

وجاء في التقرير أيضاً أن ظاهرة المزيد من العمل، والقليل من الراحة تنعكس أيضاً في تراجع العطلات. فتراجع عدد العمال الذين حصلوا على إجازات في عام 2022، بمقدار النصف عما كانوا عليه في عام 1980. 

وهناك المدفوعات للإسكان والتعليم والصحة، والمعيشة، وهذا يعني أن الطبقة الوسطى تتعرض للتهديد بشكل متزايد.

فمنذ منتصف سبعينيات القرن العشرين، ارتفع متوسط ​​سعر شراء المسكن بمعدل أسرع بثلاث مرات من نمو دخل الأسرة.

كما نمت الإيجارات بشكل أسرع من متوسط ​​الأجور. ومن أجل الحفاظ على مستوى معيشتها ومكانتها الاجتماعية، لجأت الطبقات المتوسطة إلى مضاعفة نسبة ديونها مقارنة بدخلها وذلك منذ سبعينيات القرن العشرين. وكان لهذا ثمن، إذ انشغلوا بسداد قروض الرهن العقاري والقروض الطلابية، ولم يتمكنوا من التدخير لتقاعدهم إلا القليل.

ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى انخفاض التمييز العنصري بشكل كبيرعلى مدى الأربعين سنة الماضية، وتمكن العديد من الأسر الأميركية الإفريقية من الوصول إلى الطبقات الوسطى. ومن ناحية أخرى، استفاد العمال من التقدم التقني العام، من تكييف هواء المساكن إلى علاج أمراض كانت مستعصية في السابق .

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com