وفي غضون ذلك، اندفع المستثمرون على أذون خزانة شهر واحد وثلاثة أشهر بسبب توتر أزمة سقف الديون الأميركية، جنبًا إلى جنب مع الابتعاد عن الإصدارات طويلة الأجل الأخرى.
بلغت العوائد على أذون شهر واحد 3.362% بعد الوصول إلى 3.206%، وهو أدنى مستوى منذ 20 أكتوبر .
ويجري تداولهم الآن بحوالي 130 نقطة أساس أقل من سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، وهي أكبر فجوة منذ عام 2008.
في غضون ذلك، ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل ثلاثة أشهر إلى 5.113%، وتبقى أقل بقليل من أعلى مستوى لها في 22 عامًا عند 5.318%.
واتسعت الفجوة بين سندات شهر واحد وثلاثة أشهر إلى مستوى قياسي عند حوالي 175 نقطة أساس.
اقرأ أيضًا..
الدولار الأسترالي يهبط بقوة.. بعد بيانات مفاجئة
وسيحتاج الكونغرس إلى رفع سقف الديون الأميركية أو المخاطرة بالتخلف عن سداد الديون بشكل كارثي، وفي غضون ذلك يتوقع المحللون أن تنفد أموال وزارة الخزانة على الأرجح في يوليو أو أغسطس.
في الشهر الماضي، قال مكتب الميزانية في الكونغرس (CBO) إن وزارة الخزانة الأميركية قد تستنفد أموالها بحلول يوليو المقبل.
وهذا بدوره قد يؤدي إلى التخلف عن سداد الديون الأميركية ما لم يرفع الكونغرس سقف الديون الحالي البالغ 31.4 تريليون دولار.
بينما حذر فيليب سواجيل أحد مسؤولي الضرائب الأميركية أنه إذا كانت عائدات ضريبة مصلحة الضرائب أقل من التقديرات فقد تنفد أموال الخزانة قبل شهر يوليو.
وفي جلسة استماع لمجلس الشيوخ، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إنه إذا تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها، فإن هذا سيؤدي إلى فقدان كبير للثقة في الدولار الأميركي، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان مكانته كعملة احتياطية عالمية.
وقالت يلين: "سيكون إخفاق حكومة الولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 1789 في حال عدم دفع الفواتير التي تلتزم بسدادها، وسيؤدي ذلك إلى فقدان الثقة في الولايات المتحدة باعتبارها البلد الأكثر أمانًا، إضافة إلى فقدان الدولار لمكانته".
وأشارت يلين إلى أن ما يحدث من نزاع سياسي سيؤدي إلى تعريض الثقة الكاملة والائتمان للولايات المتحدة للخطر والتهديد، وهو ما قد ينسحب إلى حدوث كارثة اقتصادية ومالية.
نتيجة لذلك، يتجنب بعض المستثمرين الديون المستحقة في هذا الإطار الزمني، بيد أنهم يبحثون أيضًا عن أماكن آمنة لتخزين النقود.
وقد أدى ذلك إلى تراجع عائدات أذون الخزانة لآجل شهر لشهر الواحد، واتساع الفارق بين سندات شهر وثلاثة أشهر إلى أوسع مستوى له منذ طرح سندات الشهر الواحد في عام 2001.
ومن المرجح أن يستمر المستثمرون في الاستفادة من تسهيلات اتفاقية إعادة الشراء العكسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي تشهد طلبًا يوميًا يبلغ حوالي 2.25 تريليون دولار.
اقرأ أيضًا..
إشارات متضاربة تهبط بالنفط لأدنى مستوى في أبريل
قال سوبادرا راجابا، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في Societe: "هناك الكثير من السيولة في الأسواق والتي تبحث عن مكان آمن للتخزين خوفًا من تفاقم الأزمة".
وأضاف رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في Societe: "اتجه المستثمرون إلى سحب أموالهم من البنوك الصغيرة ليتم ضخها في البنوك الكبرى ومن ثم إلى صناديق أسواق المال".
وقال راجابا: "إن صناديق أسواق المال بدأت تستقبل تدفقات هائلة وخاصة في السندات قصيرة الأجل".
وقال جينادي غولد بيرغ، كبير محللي أسعار الفائدة في TD Securities في نيويورك: "أدى فشل بنكين إقليميين، بما في ذلك بنك وادي السيليكون في منتصف مارس، إلى زيادة الطلب على أذون الخزانة".
وبرر كبير محللي أسعار الفائدة في TD Securities في نيويورك هذا الإقبال بسبب المخاوف بشأن سلامة الودائع المصرفية غير المؤمنة، لكن وزارة الخزانة خفضت إصدارها للديون قصيرة الأجل لأنها تصطدم بحد ديونها.
وقال جينادي غولد بيرغ، كبير محللي أسعار الفائدة في TD Securities في نيويورك: "السوق متوترة للغاية وتحاول تجنب قضايا سقف الديون".
وأضاف غولد بيرغ: "لسوء الحظ لا يوجد مكان تذهب إليه الأموال الآن سوى الأوعية قصيرة الأجل، وفي غضون ذلك خفضت وزارة الخزانة إصدارها للديون قصيرة الأجل لأنها تصطدم بحد سقف الديون".
وقال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان: "يزداد قلق المشرعين بشأن رفع سقف الديون، وهو حد الاقتراض الذي فرضه على نفسه والبالغ 31.38 تريليون دولار والذي بلغه في يناير".
وأضاف ديمون: "بدون تشريعات جديدة، يمكن أن يأتي التخلف عن السداد من قبل حكومة الولايات المتحدة خلال الصيف أو في أوائل سبتمبر".
وعن خرق سقف الديون، قال ديمون: "سنشعر بالألم قبل حدوث ذلك، مع اقتراب التخلف عن السداد المحتمل سترى انعكاس ذلك في حالة الفزع التي ستضرب الأسواق".
في مطلع العام الجاري 2023، اتخذت وزارة الخزانة إجراءات طارئة لسداد ديون الدولة خوفًا من تعرض الحكومة الأميركية لخطر التخلف عن السداد.
وتظهر البيانات من وزارة الخزانة أن إجمالي الدين القومي للولايات المتحدة هو 31.46 تريليون دولار، وهو الأعلى على الإطلاق.
اقرأ أيضًا..